* نصر الله يتهم خصومه الانتخابيين بدعم "داعش" و"النصرة"
* اعتراضات شيعية واسعة على أداء الحزب في بعلبك الهرمل
* الشيخ الجوهري: الخطاب التعبوي التحريضي لم يعد يأتي أكله
* مرشح "القوات اللبنانية": "حزب الله" توافق مع "النصرة" و"داعش" وأخرجهم بباصات مبرّدة
بيروت - بديع قرحاني
أثار هجوم الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله على خصومه السياسيين من المرشحين للانتخابات البرلمانية المرتقبة، في منطقة بعلبك الهرمل موجة من الغضب داخل المنطقة، وسط انتقادات لنواب الحزب بعدم الاهتمام بالمنطقة من الناحية الإنمائية والاجتماعية.
وقال نصرالله في حديثه "لن نسمح بأن يمثل حلفاء "النصرة" و"داعش" أهالي بعلبك، كما لن يسمح أهالي المنطقة لمن سلّح التنظيمات الإرهابية بأن يمثلوها".
كلام نصر الله آثار موجة من الغضب داخل البيئة الشيعية والوطنية في منطقة بعلبك الهرمل الذين يأخذون على نواب "حزب الله" عدم اهتمامهم بالمنطقة إنمائياً واجتماعياً.
من جانبه، قال رئيس المركز العربي للحوار، والمرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، الشيخ عباس الجوهري "بعدما اكتشف أن كل الخطابات الإقناعية في بعلبك الهرمل فاشلة بامتياز لأن أهل البقاع لم يعترضوا يوماً على نصرالله والمقاومة، إنما على أداء نوابه ووزرائه الذين تعالَوا واستكبروا على شعبهم، فأخذتهم العزة بالاثم ليتهموا الناس بخيارات "داعش" و"النصرة"".
وشدد الجوهري على أن "لا مكان بيننا لمن يدعم "النصرة" و"داعش"، حيث يصنف كلام نصرالله في إطار التخبط إذ إن الخطاب التعبوي التحريضي لم يعد يأتي أكله بعد اليوم، فهم ابتعدوا كثيراً عن الناس ولذلك يتخبطون، والممارسة القمعية والقهرية لا بدّ أن تتفجر يوماً في صناديق الاقتراع".
ولم تقتصر حالة الامتعاض من كلام نصر الله على المرشحين الشيعة المعارضين لـ "حزب الله"، بل وصلت إلى المرشحين المعارضين من الطوائف الأخرى، والذين بالتأكيد لم يستثنِهم نصرالله من كلامه.
وأوضح مرشح حزب "القوات اللبنانية" عن المقعد الماروني في بعلبك الهرمل د. أنطوان حبشي "أن كرامة الإنسان في بعلبك الهرمل وحياته ولقمة عيشه جميعها أصبحت على المحك، ومن المعيب أن يحوّل نصرالله، التنافس الديمقراطي الصحّي إلى اتهامات لا تمتّ للحقيقة بصلة". واضاف "عملياً، من توافق مع "النصرة" و"داعش"، وأخرجهم بباصات مبرّدة هو "حزب الله" وليس العكس".
وتدخل نصر الله، من أجل حشد الأصوات الانتخابية للائحة "الأمل والوفاء" التي يدعمها الحزب في دائرة بعلبك - الهرمل، وهو ما اعتبره خصومه "استخداماً لخط الدفاع الأخير عن مرشحيه"، في ظل موجة اعتراض متنامية ضدهم من داخل البيئة الشيعية، على خلفية ما يسميه المنافسون "فشل نواب الحزب في تنمية المنطقة وتقديم الخدمات"، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
ويواجه الحزب في هذه الدائرة، أكثر من أي دائرة انتخابية أخرى، موجة اعتراض شيعية من ضمن بيئته، تتمثل في عدد كبير من المرشحين الشيعة، ما زالوا يواجهون معضلة عدم التوحد في لائحة واحدة. ويقول الخبراء الانتخابيون إنه إذا توحد هؤلاء في لائحة وازنة، فإن خسائر الحزب الانتخابية لن تقتصر على المرشحين السنّة الاثنين، أو المرشح المسيحي الذي لم تتم تسميته بعد بانتظار اتفاق مع "التيار الوطني الحر" لتسميته، بل ستطول النواب الشيعة بخروق تصل إلى 3 في حال توحد الخصوم.
وتمثل هذه المنطقة خزاناً شيعياً موالياً للحزب، وتعاني من الحرمان الإنمائي، وحاول الحزب احتواء موجة الاعتراضات المتنامية بالإعلان على لسان مسؤوليه عن حجم الخدمات وقيمتها التي قدمت للمنطقة، وكان آخرها من وزير الصناعة حسين الحاج حسن في الأسبوع الماضي، حيث قال إن أداء نواب ووزراء كتلة الوفاء للمقاومة وتكتل بعلبك - الهرمل في المجلس النيابي واللجان النيابية والحكومة، يشيد به الخصوم قبل الحلفاء، وإن "قيمة ما تم تنفيذه في مشاريع البنى التحتية في بعلبك - الهرمل، بلغت خلال 8 سنوات 780 مليون دولار".
وتعرضت منطقة بعلبك - الهرمل لسلسلة تفجيرات واستهدفت بالصواريخ من قبل تنظيمي "النصرة" و"داعش" اللذين كانا يسيطران على القلمون الغربي والجرود الحدودية مع سوريا، وقاد الحزب عمليات عسكرية، ولاحقاً الجيش اللبناني في معركة "فجر الجرود"، أفضت إلى إقصاء التنظيمات من المنطقة.
ويمثل الشيعة في هذه المنطقة أغلبية، حيث تقدر أصواتهم الانتخابية بنحو 224 ألف ناخب، بينما تقدر أصوات السنّة بنحو 44 ألفاً، وأصوات المسيحيين بنحو 42 ألف ناخب.
وتفيد التقديرات بأن خرق لائحة الثنائي الشيعي بالصوت المسيحي "من السهل أن يتحقق" بالنظر إلى أن حزب "القوات اللبنانية" يمثل قسماً كبيراً من المسيحيين في المنطقة، كما تشير التقديرات إلى أن الكتلة السنية الناخبة من مناصري "تيار المستقبل" تستطيع الخرق بمرشح سني على الأقل، وهناك تقديرات بتحقيق الخرق بمرشحين، بحسب ما ترى ماكينة "المستقبل" الانتخابية. ويبقى التحدي بالنسبة لمعارضي الحزب من الشيعة أن يتوحدوا في لائحة واحدة، ما يسهل خرق اللائحة بـ3 مقاعد شيعية كما يقولون.
{{ article.visit_count }}
* اعتراضات شيعية واسعة على أداء الحزب في بعلبك الهرمل
* الشيخ الجوهري: الخطاب التعبوي التحريضي لم يعد يأتي أكله
* مرشح "القوات اللبنانية": "حزب الله" توافق مع "النصرة" و"داعش" وأخرجهم بباصات مبرّدة
بيروت - بديع قرحاني
أثار هجوم الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله على خصومه السياسيين من المرشحين للانتخابات البرلمانية المرتقبة، في منطقة بعلبك الهرمل موجة من الغضب داخل المنطقة، وسط انتقادات لنواب الحزب بعدم الاهتمام بالمنطقة من الناحية الإنمائية والاجتماعية.
وقال نصرالله في حديثه "لن نسمح بأن يمثل حلفاء "النصرة" و"داعش" أهالي بعلبك، كما لن يسمح أهالي المنطقة لمن سلّح التنظيمات الإرهابية بأن يمثلوها".
كلام نصر الله آثار موجة من الغضب داخل البيئة الشيعية والوطنية في منطقة بعلبك الهرمل الذين يأخذون على نواب "حزب الله" عدم اهتمامهم بالمنطقة إنمائياً واجتماعياً.
من جانبه، قال رئيس المركز العربي للحوار، والمرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، الشيخ عباس الجوهري "بعدما اكتشف أن كل الخطابات الإقناعية في بعلبك الهرمل فاشلة بامتياز لأن أهل البقاع لم يعترضوا يوماً على نصرالله والمقاومة، إنما على أداء نوابه ووزرائه الذين تعالَوا واستكبروا على شعبهم، فأخذتهم العزة بالاثم ليتهموا الناس بخيارات "داعش" و"النصرة"".
وشدد الجوهري على أن "لا مكان بيننا لمن يدعم "النصرة" و"داعش"، حيث يصنف كلام نصرالله في إطار التخبط إذ إن الخطاب التعبوي التحريضي لم يعد يأتي أكله بعد اليوم، فهم ابتعدوا كثيراً عن الناس ولذلك يتخبطون، والممارسة القمعية والقهرية لا بدّ أن تتفجر يوماً في صناديق الاقتراع".
ولم تقتصر حالة الامتعاض من كلام نصر الله على المرشحين الشيعة المعارضين لـ "حزب الله"، بل وصلت إلى المرشحين المعارضين من الطوائف الأخرى، والذين بالتأكيد لم يستثنِهم نصرالله من كلامه.
وأوضح مرشح حزب "القوات اللبنانية" عن المقعد الماروني في بعلبك الهرمل د. أنطوان حبشي "أن كرامة الإنسان في بعلبك الهرمل وحياته ولقمة عيشه جميعها أصبحت على المحك، ومن المعيب أن يحوّل نصرالله، التنافس الديمقراطي الصحّي إلى اتهامات لا تمتّ للحقيقة بصلة". واضاف "عملياً، من توافق مع "النصرة" و"داعش"، وأخرجهم بباصات مبرّدة هو "حزب الله" وليس العكس".
وتدخل نصر الله، من أجل حشد الأصوات الانتخابية للائحة "الأمل والوفاء" التي يدعمها الحزب في دائرة بعلبك - الهرمل، وهو ما اعتبره خصومه "استخداماً لخط الدفاع الأخير عن مرشحيه"، في ظل موجة اعتراض متنامية ضدهم من داخل البيئة الشيعية، على خلفية ما يسميه المنافسون "فشل نواب الحزب في تنمية المنطقة وتقديم الخدمات"، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
ويواجه الحزب في هذه الدائرة، أكثر من أي دائرة انتخابية أخرى، موجة اعتراض شيعية من ضمن بيئته، تتمثل في عدد كبير من المرشحين الشيعة، ما زالوا يواجهون معضلة عدم التوحد في لائحة واحدة. ويقول الخبراء الانتخابيون إنه إذا توحد هؤلاء في لائحة وازنة، فإن خسائر الحزب الانتخابية لن تقتصر على المرشحين السنّة الاثنين، أو المرشح المسيحي الذي لم تتم تسميته بعد بانتظار اتفاق مع "التيار الوطني الحر" لتسميته، بل ستطول النواب الشيعة بخروق تصل إلى 3 في حال توحد الخصوم.
وتمثل هذه المنطقة خزاناً شيعياً موالياً للحزب، وتعاني من الحرمان الإنمائي، وحاول الحزب احتواء موجة الاعتراضات المتنامية بالإعلان على لسان مسؤوليه عن حجم الخدمات وقيمتها التي قدمت للمنطقة، وكان آخرها من وزير الصناعة حسين الحاج حسن في الأسبوع الماضي، حيث قال إن أداء نواب ووزراء كتلة الوفاء للمقاومة وتكتل بعلبك - الهرمل في المجلس النيابي واللجان النيابية والحكومة، يشيد به الخصوم قبل الحلفاء، وإن "قيمة ما تم تنفيذه في مشاريع البنى التحتية في بعلبك - الهرمل، بلغت خلال 8 سنوات 780 مليون دولار".
وتعرضت منطقة بعلبك - الهرمل لسلسلة تفجيرات واستهدفت بالصواريخ من قبل تنظيمي "النصرة" و"داعش" اللذين كانا يسيطران على القلمون الغربي والجرود الحدودية مع سوريا، وقاد الحزب عمليات عسكرية، ولاحقاً الجيش اللبناني في معركة "فجر الجرود"، أفضت إلى إقصاء التنظيمات من المنطقة.
ويمثل الشيعة في هذه المنطقة أغلبية، حيث تقدر أصواتهم الانتخابية بنحو 224 ألف ناخب، بينما تقدر أصوات السنّة بنحو 44 ألفاً، وأصوات المسيحيين بنحو 42 ألف ناخب.
وتفيد التقديرات بأن خرق لائحة الثنائي الشيعي بالصوت المسيحي "من السهل أن يتحقق" بالنظر إلى أن حزب "القوات اللبنانية" يمثل قسماً كبيراً من المسيحيين في المنطقة، كما تشير التقديرات إلى أن الكتلة السنية الناخبة من مناصري "تيار المستقبل" تستطيع الخرق بمرشح سني على الأقل، وهناك تقديرات بتحقيق الخرق بمرشحين، بحسب ما ترى ماكينة "المستقبل" الانتخابية. ويبقى التحدي بالنسبة لمعارضي الحزب من الشيعة أن يتوحدوا في لائحة واحدة، ما يسهل خرق اللائحة بـ3 مقاعد شيعية كما يقولون.