بيروت - بديع قرحاني

مع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل اللوائح الانتخابية في الاستحقاق البرلماني في وزارة الداخلية اللبنانية والمقرر 26 مارس الجاري، بدا أن المعركة الانتخابية في الدائرة الأولى لبيروت سوف تنحصر بين لائحة الكتائب، والقوات اللبنانية، ورجل الأعمال أنطون صحناوي، وبين لائحة "التيار الوطني الحر"، و"تيار المستقبل"، وحزب "الطاشناق" الأرمني.

وتشهد الدورة الانتخابية خلط أوراق وتحالفات في كل الدوائر، وهو مشهد ينسحب على دائرة بيروت الأولى، هذه الدائرة التي تضم الرميل والصيفي والمرفأ والأشرفية وأضيف إليها هذه المرّة، المدوَر، ليتمّ زيادة عدد المقاعد فيها من 5 إلى 8 مقاعد. الجماهير في منطقة الأشرفية معروفة بوفائها للرئيس الراحل بشير الجميل، ومن هنا يحظى ابنه النائب نديم الجميل بدعم كبير من الأهالي في هذه المنطقة إضافة إلى الدعم الكبير الذي لطالما وفره رجل الأعمال أنطون الصحناوي لهذه المنطقة مما أعطى قيمة مضافة لهذه اللائحة، وبصورة خاصة إن الكثير من القوى قد حاولت إقناع نبيل الصحناوي وأنطون الصحناوي بالترشح للانتخابات إلا أنهما فضلا الابتعاد عن ذلك ودعما المرشح العميد المتقاعد جان طالوزيان في لائحة يمكن اعتبارها منسجمة سياسيا وسياديا وكلهم من الخط السيادي في لبنان ومن القوى التي تطالب بسيادة الدولة وحصر السلاح بيدها، ولو انضم تيار "المستقبل" إليها لاكتمل المشهد الذي يرضي أكثرية الشعب اللبناني، وتحديدا الذين واجهوا الوصاية السورية. في المقابل، يبدو أن لائحة التيار الوطني الحر التي تضم وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي عن المقعد الكاثوليكي، مشتتة خصوصا وأن ما يتم تداوله في الأشرفية هو عدم قدرتها على الفوز لوجود مآخذ ونقمة على التيار كما تشير مصادر صحافية في بيروت، بالإضافة إلى أن السنة الذين يصوتون في تلك المنطقة لديهم إشكالية كبيرة بالتصويت للائحة التي تضم نقولا صحناوي، الذين لم ينسوا زمن "التهديدات والاغتيالات"، وصولا إلى اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن، وكيف رفض نقولا صحناوي إعطاء معلومات "داتا" الاتصالات من أجل رصد شبكة مشبوهة كانت تتحرّك في تلك الأيام في المنطقة. ومن هنا فإن جمهور تيار "المستقبل" يجد نفسه ملزما بلائحة تشبهه ومن هنا فمن المتوقع أن جمهور "المستقبل" سيصوت للائحة "الكتائب" و"القوات" والصحناوي.

ولكن يبقى الثابت الوحيد أن دائرة بيروت لها رمزية كبرى، خصوصا وأنها تضمّ الأشرفية، التي تحتلّ حيزا مهما في وجدان فئة كبيرة من أهل المنطقة واللبنانيين والمسيحيين بصورة خاصة منهم.

ولكن وبالرغم من وجود تيار "المستقبل" في اللائحة المنافسة بالاشتراك مع التيار الوطني الحر فإن رئيس الحكومة سعد الحريري سيكون سعيدا بهذا الفوز لان كل أعضائها هم من نفس الخط السياسي لرئيس الحكومة وتيار "المستقبل" والتفاهم معهم بعد الانتخابات سيكون أسهل بكثير من التفاهم مع شركائه في لائحة بيروت الأولى.