تورونتو - (العربية نت): تتعمد إيران ممارسة سياسات التمييز والتهميش الممنهج ضد عرب الأحواز لطمس هويتهم وإنكار وجودهم في مناطقهم العربية في الجنوب الغربي، والتي تتميز بشكل كامل من حيث المكون البشري والجغرافيا والثقافة واللغة والتاريخ عن سائر مناطق إيران.

وأثار تعنت إيران واستمرارها في السياسات العنصرية والاقصائية مؤخرا حفيظة النشطاء العرب الأحوازيين وغضبهم، حيث أطلقوا حملة للاحتجاج على برنامج تلفزيوني خاص للأطفال تحت عنوان "كلاه قرمزي"، تبثه القناة التلفزيونية الثانية الرسمية بمناسبة أعياد رأس السنة الإيرانية " النوروز" وتضمن هذا البرنامج فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربي بشكل كامل في منطقة الأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية الواقعة في جنوب غرب إيران.

وبث البرنامج التلفزيوني المخصص لفئة الأطفال والناشئين، والذي يحظى بشعبية كبيرة في إيران، إحدى حلقاته المخصصة الجمعة، يظهر فيه طفلا وهو يوزع إلصاق دمى بشرية ترتدي كل منها أزياء تمثل الزي التقليدي لأحد الشعوب القاطنة في مختلف المناطق ضمن خارطة إيران الديمغرافية إلا أن البرنامج تجاهل عرب الأحواز وتعمد إلصاق دمى تمثل قوميات إيرانية أخرى ترتدي الزي التقليدي غير العربي، على موقع الأحواز في الخارطة وذلك على حساب عرب الأحواز وفي منطقتهم ذات الأغلبية السكانية العربية.

واحتجاجا على هذا التوجه، أطلق نشطاء ومستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي حملة وعدة "هاشتاغات" بالإضافة إلى توجيه رسائل احتجاجية تلقي باللوم والمسؤولية على الجهات المعنية، وذلك للتأكيد على الوجود العربي في منطقة الأحواز والاحتجاج على أداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي تخضع للإشراف المباشر من قبل مؤسسة المرشد علي خامنئي، مطالبين بمحاسبة المقصرين والاعتذار الرسمي للشعب العربي في الأحواز.

في سياق متصل، اتهم حزب التضامن الديمقراطي الأحوازي الذي يطمح بالتعاون مع سائر الشعوب الإيرانية إلى إرساء نظام فيدرالي، ديمقراطي، علماني لامركزي في إيران، في البيان الختامي الصادر عن مؤتمره السنوي المنعقد في الـ 19 من شهر مارس الجاري في لندن، النظام الإيراني بممارسة "التطهير العرقي" الممنهج ضد عرب الأحواز من خلال بث روح العداء والكراهية إزاء العرب وخاصة منهم عرب الأحواز وترويج العنصرية وفرض التهجير القسري ضدهم لطمس هويتهم من خلال حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وإقصائهم وفصلهم عن بيئتهم العربية.