عواصم - (وكالات): تستعد دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين للخروج الاثنين من جنوب الغوطة الشرقية استكمالاً لاتفاق اجلاء ترعاه روسيا، في وقت تستمر المفاوضات بشأن مصير دوما، آخر معقل للفصائل قرب دمشق.
وتشكل خسارة الغوطة الشرقية التي حاصرتها قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013 واستهدفتها بهجوم عنيف منذ 18 فبراير، ضربة موجعة للفصائل المعارضة تعد الأكبر منذ خسارة مدينة حلب نهاية 2016.
وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب شمال غرب البلاد، في عملية من شأنها أن تحكم قبضة قوات النظام على كامل الغوطة الشرقية بعدما باتت تسيطر على أكثر من 90 % منها.
واستؤنفت عملية الإجلاء من جنوب الغوطة صباح الإثنين بدخول حافلات إلى مدينة عربين لتتوجه لاحقاً محملة بالمقاتلين المعارضين والمدنيين إلى نقطة تجمع قريبة.
وكما حصل في الأيام السابقة، تنتظر الحافلات في نقطة التجمع حتى اكتمال القافلة قبل أن تمنح الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه محافظة ادلب شمال غرب البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بعد ظهر الإثنين أن 41 حافلة على متنها "2701 شخصاً بينهم 590 مسلحاً" من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي باتت جاهزة للانطلاق.
وأوضح المتحدث باسم فيلق الرحمن الذي يسيطر على هذه البلدات وائل علوان أن "لا أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج 7 آلاف من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد الى نحو ثلاثين ألفاً".
وقافلة اليوم هي الثالثة التي تخرج من جنوب الغوطة الشرقية حيث تم في اليومين الماضيين إجلاء أكثر من 6400 شخص.
وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الاجلاء. وتتوقف الحافلات بعد خروجها من ممر عربين عند نقطة تجمع في حرستا حيث ينتشر ضباط وعناصر روس.
وترافق سيارات عسكرية روسية القافلة حتى وصولها الى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي.
ووصلت بعد ظهر الاثنين الى قلعة المضيق عشرات الحافلات التي انطلقت بعد منتصف الليل من جنوب الغوطة الشرقية، حيث كان بانتظارها عشرات المدنيين ومنظمات غير حكومية ومحلية.
وقال أبو ليث الذي خرج قبل 10 أشهر بموجب اتفاق اجلاء من حي القابون في شمال دمشق "أنتظر أهل زوجتي بعدما كانوا محاصرين في عين ترما"، مضيفاً "ننتظرهم منذ مساء أمس بفارغ الصبر. اشتقنا لهم كثيراً".
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير لحملة عسكرية عنيفة تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض مع روسيا.
وأدى القصف الجوي والمدفعي في الغوطة إلى مقتل أكثر من 1630 مدنياً منذ بدء الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي إخلاء جنوب الغوطة الشرقية حيث لهيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" تواجد محدود، بعد إجلاء اكثر من 4500 شخص من مدينة حرستا بينهم 1400 مقاتل من حركة احرار الشام يومي الخميس والجمعة.
وقبل التوصل الى اتفاقات الاجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين الى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدم هذه القوات ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل. وقدرت دمشق عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين بأكثر من 107 آلاف مدني عبر "الممرات الآمنة" التي حددتها الحكومة السورية. ونقل هؤلاء الى مراكز إيواء برعاية الحكومة.
وبعد انتهاء عملية الاجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، ستصبح دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، المعقل الأخير للفصائل قرب دمشق، وتحديداً لجيش الاسلام الذي يجري مفاوضات مع روسيا لم تعلن نتائجها بعد.
ويشعر سكان المدينة الذين يقدر المجلس المحلي عددهم بمئتي ألف شخص بين سكان ونازحين، بالقلق بانتظار نتائج المفاوضات.
ويقول أبو أيمن "30 عاماً"، أحد سكان دوما، "أتخوف من هذه المفاوضات. لا أثق بأي منهم، لا روسيا ولا النظام ولا هؤلاء الموجودين هنا.. أثق بالله فقط".
ويضيف "أمضيت حياتي هنا وأتمنى أن أبقى... أتيحت لي فرص عدة للخروج، لكن هنا بلدي وبيتي وحيث استشهد والدي. كيف سأترك قبر والدي؟ واذا تركته هل يمكن أن أعود يوماً؟".
ومنذ نحو أسبوع، يتواصل خروج مدنيين من مدينة دوما عبر معبر الوافدين، وقدرت وكالة "سانا"عددهم بـ15 الفا على الاقل.
ويقول فايز علي ثلجة "53 عاما" "أغادر بسبب المرض والضعف والقلة والجوع... مع والدتي لكي تجري عملية في قلبها، وزوجتي وشقيقتي".
وأفادت اللجنة المدنية التي تشارك في التفاوض عن اجتماع مقبل يعقد الاربعاء مع الجانب الروسي.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات الاثنين عن مصادر مطلعة على الملف، توصل الجانب الروسي مساء الأحد إلى "تفاهم أولي" بعد "مفاوضات مكثفة بين الجانبين" قد تفضي إلى "حلّ جيش الاسلام، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة".
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية عام 2016.
وتشكل خسارة الغوطة الشرقية التي حاصرتها قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013 واستهدفتها بهجوم عنيف منذ 18 فبراير، ضربة موجعة للفصائل المعارضة تعد الأكبر منذ خسارة مدينة حلب نهاية 2016.
وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب شمال غرب البلاد، في عملية من شأنها أن تحكم قبضة قوات النظام على كامل الغوطة الشرقية بعدما باتت تسيطر على أكثر من 90 % منها.
واستؤنفت عملية الإجلاء من جنوب الغوطة صباح الإثنين بدخول حافلات إلى مدينة عربين لتتوجه لاحقاً محملة بالمقاتلين المعارضين والمدنيين إلى نقطة تجمع قريبة.
وكما حصل في الأيام السابقة، تنتظر الحافلات في نقطة التجمع حتى اكتمال القافلة قبل أن تمنح الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه محافظة ادلب شمال غرب البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بعد ظهر الإثنين أن 41 حافلة على متنها "2701 شخصاً بينهم 590 مسلحاً" من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي باتت جاهزة للانطلاق.
وأوضح المتحدث باسم فيلق الرحمن الذي يسيطر على هذه البلدات وائل علوان أن "لا أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج 7 آلاف من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد الى نحو ثلاثين ألفاً".
وقافلة اليوم هي الثالثة التي تخرج من جنوب الغوطة الشرقية حيث تم في اليومين الماضيين إجلاء أكثر من 6400 شخص.
وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الاجلاء. وتتوقف الحافلات بعد خروجها من ممر عربين عند نقطة تجمع في حرستا حيث ينتشر ضباط وعناصر روس.
وترافق سيارات عسكرية روسية القافلة حتى وصولها الى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي.
ووصلت بعد ظهر الاثنين الى قلعة المضيق عشرات الحافلات التي انطلقت بعد منتصف الليل من جنوب الغوطة الشرقية، حيث كان بانتظارها عشرات المدنيين ومنظمات غير حكومية ومحلية.
وقال أبو ليث الذي خرج قبل 10 أشهر بموجب اتفاق اجلاء من حي القابون في شمال دمشق "أنتظر أهل زوجتي بعدما كانوا محاصرين في عين ترما"، مضيفاً "ننتظرهم منذ مساء أمس بفارغ الصبر. اشتقنا لهم كثيراً".
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير لحملة عسكرية عنيفة تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض مع روسيا.
وأدى القصف الجوي والمدفعي في الغوطة إلى مقتل أكثر من 1630 مدنياً منذ بدء الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي إخلاء جنوب الغوطة الشرقية حيث لهيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" تواجد محدود، بعد إجلاء اكثر من 4500 شخص من مدينة حرستا بينهم 1400 مقاتل من حركة احرار الشام يومي الخميس والجمعة.
وقبل التوصل الى اتفاقات الاجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين الى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدم هذه القوات ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل. وقدرت دمشق عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين بأكثر من 107 آلاف مدني عبر "الممرات الآمنة" التي حددتها الحكومة السورية. ونقل هؤلاء الى مراكز إيواء برعاية الحكومة.
وبعد انتهاء عملية الاجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، ستصبح دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، المعقل الأخير للفصائل قرب دمشق، وتحديداً لجيش الاسلام الذي يجري مفاوضات مع روسيا لم تعلن نتائجها بعد.
ويشعر سكان المدينة الذين يقدر المجلس المحلي عددهم بمئتي ألف شخص بين سكان ونازحين، بالقلق بانتظار نتائج المفاوضات.
ويقول أبو أيمن "30 عاماً"، أحد سكان دوما، "أتخوف من هذه المفاوضات. لا أثق بأي منهم، لا روسيا ولا النظام ولا هؤلاء الموجودين هنا.. أثق بالله فقط".
ويضيف "أمضيت حياتي هنا وأتمنى أن أبقى... أتيحت لي فرص عدة للخروج، لكن هنا بلدي وبيتي وحيث استشهد والدي. كيف سأترك قبر والدي؟ واذا تركته هل يمكن أن أعود يوماً؟".
ومنذ نحو أسبوع، يتواصل خروج مدنيين من مدينة دوما عبر معبر الوافدين، وقدرت وكالة "سانا"عددهم بـ15 الفا على الاقل.
ويقول فايز علي ثلجة "53 عاما" "أغادر بسبب المرض والضعف والقلة والجوع... مع والدتي لكي تجري عملية في قلبها، وزوجتي وشقيقتي".
وأفادت اللجنة المدنية التي تشارك في التفاوض عن اجتماع مقبل يعقد الاربعاء مع الجانب الروسي.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات الاثنين عن مصادر مطلعة على الملف، توصل الجانب الروسي مساء الأحد إلى "تفاهم أولي" بعد "مفاوضات مكثفة بين الجانبين" قد تفضي إلى "حلّ جيش الاسلام، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة".
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية عام 2016.