دمشق - رامي الخطيب

عاود نظام الرئيس بشار الأسد ضرب غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي، حسب تقارير طبية وإعلامية، نقلت تصريحات لناشطين من مدينة دوما، التي تعد المعقل الأخير للمعارضة في ريف دمشق. وأثارت تقارير حول هجوم محتمل بـ"الغازات السامة" استهدف السبت دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً ودفعت بالرئيس الأمريكي إلى توعد دمشق وحلفائها بـ"دفع ثمن باهظ".

واعتبرت دمشق الاتهامات الموجهة لها "إسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما حذرت روسيا واشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.

وكان مسعفون ومعارضون أول من اتهم قوات النظام متحدثين عن سقوط عشرات الضحايا.

وتقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي الاثنين بمبادرة فرنسية انضمت إليها 8 دول لبحث التقارير عن وقوع هجوم كيميائي السبت في دوما، وفق مصادر دبلوماسية.

وتزامن التصعيد الدولي مع إعلان دمشق الأحد عن اتفاق لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

وتضاربت الأنباء حول عدد ضحايا الضربة الكيميائية على دوما وقدرتهم مصادر داخل المدينة بنحو مائة شهيد معظمهم من المدنيين بين أطفال ونساء. ورجح بعض الناشطين في دوما أن تكون الضربة بغاز السارين وهو غاز ثقيل يتسلل إلى الأماكن المنخفضة كالأقبية، وهي الأماكن التي يأوي الأطفال والنساء والشيوخ إليها وهو ما يفسر مقتل العشرات من هذه الفئات بالتحديد.

و قد أصدر الدفاع المدني السوري والجمعية الطبية السورية الأمريكية بيانا موحدا بخصوص الضربة بالسلاح الكيميائي على دوما جاء فيه: "بعد هدنة استمرت لبضعة أيام، عادت مدينة دوما يوم الجمعة لتعيش تحت قصف جوي وبري عنيف جدا أدى لعشرات الوفيات ومئات الإصابات وتخلله استهداف عدة نقاط طبية وفرق إسعاف وتعطلت القدرة الطبية للمدينة بشكل كبير إضافة إلى خروج معظم مراكز الدفاع المدني عن الخدمة وتدمير عدد كبير من سيارات الإسعاف والإنقاذ".

وتابع البيان أنه "وفي تمام الساعة 7 و 40 دقيقة من مساء يوم السبت 7-4-2018، ومع القصف المستمر على الأحياء السكنية في مدينة دوما بدأت تتوارد العديد من الحالات يفوق عددها 500 حالة الى النقاط الطبية "أغلبهم من النساء والأطفال"، بأعراض زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور كما لوحظ لديهم حروق قرنية بالفحص السريري، كما لوحظ بطئ في دقات قلب وخراخر قصبية خشنة وأزيز".

وأشار البيان إلى أن "هناك حالات تم وضعها على جهاز التهوية الآلية، 4 من هذه الحالات هم من الأطفال، كما انتهى الوضع لدی 6 حالات بالوفاة، أحدهم سيدة لوحظ لديها اختلاج وحدقات دبوسية".

كما أفاد متطوعو الدفاع المدني "بوجود الكثير من الوفيات يتجاوز عددها الـ42 حالة بالمظاهر السريرية نفسها في منازلهم لم يتمكن عناصر الدفاع المدني من سحب جثثهم بسبب شدة الرائحة و عدم توفر البزات الواقية للوصول إلى المكان، وتتوقع فرق الدفاع المدني وجود المزيد من الضحايا في مكان الحادث".

وأكد البيان أن "المعطيات السابقة تشير إلى حالات اختناق بغاز سام تشير المظاهر السريرية إلى ترجيح كونه أحد مركبات الفوسفور العضوية، تلى استخدام السلاح الكيماوي قصف المواقع المستهدفة و منطقة المشفى التي استقبلت المصابين بواسطة الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة مما عرقل عملية الإسعاف".

وتابع البيان "لقد وثقت فرق الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز" والدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" ما يزيد عن مائتي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا منذ عام 2010 حتى الآن في سوريا ولم تفلح قرارات مجلس الأمن السابقة حول الموضوع بإيقاف استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

وطالب البيان "بالإيقاف الفوري لإطلاق النار في مدينة دوما ودخول فرق التحقيق الدولية من بعثة تقصي الحقائق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومحققي الأمم المتحدة ليقوموا بالاطلاع على حيثيات الجريمة، كما تطالب المنظمتان بتدخل فوري من المجتمع الدولي لوضع حد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا و إيقاف مأساة الغوطة و مدينة دوما في الحال، بما يضمن حماية الكوادر و المرافق الإنسانية لتتمكن من الاستمرار بعملها".

و حول التوقعات بالرد الدولي على الضربة، قال الصحافي فراس محمد لـ "الوطن"، "من خلال ردود الأفعال الدولية الخجولة حتى الآن على مجزرة دوما يبدو أن الإدانات لن تتجاوز حدود التصريحات الصحافية ومن المستبعد أن يكون هناك رد فعل حقيقي من المجتمع الدولي على هذه الجريمة، وبحال كان هناك رد فعل لن يتجاوز ضربة عسكرية محدودة كما حصل في مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون، لكن المواقف الدولية وردود الأفعال الخجولة تشي حتى الآن بأن النظام سينجو من عواقب هذه الجريمة كما نجا سابقا من سلسلة الجرائم وبالتحديد مجازر الأسلحة المحرمة دوليا رغم التهديدات العنترية التي أصبحت محط سخرية الشعب السوري".

من جهته، قال احد منتسبي ''النادي العسكري" وهو موقع على برنامج التواصل الاجتماعي "فيسبوك لـ "الوطن" "عن الضربة الكيمائية قائلا: "جيش نظام الأسد في العادة يستخدم صواريخ راض ارض قصيرة المدى تحمل رؤوسها الحربية شحنات كيماوية، ويستخدم كذلك البراميل التي تحملها طائرات من نوع سو 22 و 24 لضرب السلاح الكيميائي وقد هدد ترامب بضرب القواعد الجوية التي تنطلق منها هذه الطائرات سابقا".