* سوريا وروسيا تتهمان إسرائيل بضرب مطار التيفور السوري
* ترامب يتوعد بـ "قرارات مهمة" خلال 48 ساعة إثر الهجوم الكيميائي في دوما
* تصاعد الدعوات الغربية لرد في سوريا بعد "المذبحة الكيميائية" بدوما
دمشق - رامي الخطيب، وكالات
اعترفت طهران بمقتل 4 عسكريين إيرانيين بينهم عميد في ضربة جوية على قاعدة التيفور الجوية السورية قرب حمص في الوقت الذي اتهمت فيه سوريا وحليفتها الرئيسية روسيا، إسرائيل بشن الهجوم. ولم تؤكد إسرائيل أو تنكر شن الغارة الجوية، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن قاعدة طياس الجوية، التي تعرف أيضاً باسم "التيفور"، تستخدمها قوات من إيران، وإن إسرائيل لن تسمح لخصمها اللدود بوجود كهذا في سوريا. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أنه سيتم اتخاذ "قرارات مهمة" بشأن سوريا خلال 24 الى 48 ساعة، ردا على تقارير افادت بحصول هجوم كيميائي في مدينة دوما وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق، في حين تصاعدت الدعوات الغربية إلى "رد قوي" إثر الهجوم المفترض بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والذي أسفر وفق مسعفين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وقالت مصادر سورية إن طائرتين اسرائيليتين من طراز "اف 15" شنتا هجوماً بثمان صواريخ أرض جو بعيدة المدى على مطار التيفور بريف حمص وسط سوريا، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الغارات تسببت بسقوط 14 قتيلاً من قوات الأسد وحلفائه.
وقال الإعلام الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد إن "الطائرتين قصفتا المطار من فوق الأجواء اللبنانية"، مشيرا الى ان "الدفاعات الجوية للجيش السوري تصدت لـ 8 صوارية معادية وانها اسقطت بعضها".
وفي وقت تتوجه الأنظار إلى احتمال حصول عمل عسكري أمريكي في سوريا، تعرض مطار التيفور العسكري وسط سوريا لقصف جوي سرت شكوك في البداية بأنه قد يكون أمريكياً او فرنسياً.
لكن واشنطن وباريس أكدتا أنهما لم تقوما بأي عمل عسكري في سوريا. ثم اتهمت دمشق وموسكو إسرائيل باستهداف المطار.
واعتبرت موسكو الضربة الإسرائيلية "تطوراً خطيراً جداً".
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان "الاعتداء هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأمريكي المبني على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد"، في إشارة إلى التقارير عن الهجوم الكيميائي.
وبالإضافة للجيش السوري، يتواجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن "حزب الله" اللبناني في القاعدة العسكرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بـ 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة، "بينهم 3 ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون".
وأكدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية مقتل 4 إيرانيين "من المدافعين عن المراقد".
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، إذ إنها استهدفته قبل شهرين، بعدما اتهمت إيران بإرسال طائرة مسيرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها.
ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "تل أبيب لن تصمت على استمرار إيران تأسيس موطئ قدم لها في سوريا"، وذلك تعقيباً على الضربات العسكرية التي استهدفت مطار التيفور. واضافت الصحيفة اليسارية أنه "من البديهي ألا تعترف إسرائيل بأنها هي من يقف وراء الضربة العسكرية، إلا أنها ضربت المطار في مرات سابقاً وأعلنت مسؤوليتها عن العملية".
واعتبرت الصحيفة، أن "الليلة السابقة كانت عصيبة في الشرق الأوسط، نتيجة لقصف مطار التيفور بالقرب من حمص"، مشيرة إلى أن "إسرائيل بالفعل حددت خطوطاً حمراء عندما بدأت الحرب في سوريا، حيث أعلنت أنها ستعمل على إحباط تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسب الإعلام إلى قيام إسرائيل بتنفيذ عشرات الغارات الجوية ضد قوافل ومستودعات الأسلحة في سوريا"، مضيفة أنه "العام الماضي تم رسم خط أحمر آخر في سوريا، وهو منع التواجد الإيراني في سوريا".
وحول ربط الضربة الاسرائيلية بسياق الاحداث في المنطقة، أوضحت الصحيفة، أنه "لا يجب عزل ضربة ليلة الأحد عن التطورات الإضافية التي حدثت مؤخراً في سوريا، وهجوم الأسد الكيماوي على دوما، والتأثير الروسي الإيراني المتنامي في سوريا بالإضافة إلى الإشارات الصادرة عن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول قرب سحب القوات الأمريكية من البلاد".
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي الاثنين أنه سيتم اتخاذ "قرارات مهمة" بشأن سوريا خلال 24 الى 48 ساعة، رداً على تقارير أفادت بحصول هجوم كيميائي في مدينة دوما وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق.
وتصاعدت الدعوات الغربية إلى "رد قوي" إثر الهجوم المفترض بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والذي أسفر وفق مسعفين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وحذرت واشنطن قبل ساعات من موعد اجتماع لمجلس الأمن من أنها لن تستبعد أي خيار، كما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق حول الهجمات الكيميائية في سوريا.
ودان ترامب الاثنين ما وصفه بـ"الهجوم البشع على الأبرياء"، مضيفاً "هذا الأمر يتعلق بالإنسانية ولا يمكن السماح بأن يحدث".
وقال إن "قرارات مهمة" ستتخذ خلال الـ"24 إلى 48 ساعة المقبلة" في هذا الشأن.
بالمقابل حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اي "استفزازات وتكنهات" بشأن الهجوم الكيميائي المفترض.
ويأتي ذلك بعد وقت قصير على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس قال فيها "بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا (...) سنعالج هذه المسألة.. ولا أستبعد أي شيء حالياً".
وكان ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان للبيت الأبيض، اتفقا على "تنسيق استجابة قوية ومشتركة"، وأكدا "على وجوب محاسبة نظام الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان".
وشدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاثنين على ضرورة التحقيق و"التثبت من تأمين رد دولي قوي وشديد"، داعياً إلى وضع "كل الخيارات على الطاولة" خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "في حال ثبتت مسؤوليتهم، فإن النظام السوري وداعميه وبينهم روسيا يجب أن يحاسبوا".
في المقابل، حذرت موسكو من "خطورة" الاتهامات قبل التأكد منها، ومن تدخل عسكري ضد حليفتها دمشق.
وقال المتحدث باسم الكرملين الاثنين "من دون تحقيق، إعلان خلاصات ليس أمراً صائباً (...) هذا الأمر خطير".
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، بدء تحقيق. وقال المتحدث باسمها أحمد أوزومجو إن المنظمة "أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية فور ورودها"، والعمل جار لـ"التثبت مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت فعلاً".
وتم إرجاء الاجتماع الطارئ الذي سيعقده مجلس الأمن الدولي حول سوريا حتى الساعة 15:00 "19:00 ت غ"، بحسب ما ذكر دبلوماسي فرنسي. وطلبت تسع من دول المجلس الـ15 عقد الاجتماع.
ووزعت واشنطن مشروع قرار على المجلس ينص على تشكيل لجنة تحقيق دولية لمدة عام لتحديد المسؤولين عن الهجمات بغازات سامة في سوريا. ومن غير المرجح أن يحصل المشروع على موافقة موسكو.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية وسط سوريا رداً على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات شمال غرب البلاد.
وتنفي دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في عام 2013 إثر اتفاق روسي أمريكي وبعد هجوم قرب دمشق أودى بحياة العشرات.
وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية خلال هجوم عسكري للجيش السوري. وهددت واشنطن وباريس مرارا بشن ضربات إذا توافرت "أدلة دامغة" على استخدام سلاح كيميائي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ "21 حالة وفاة السبت جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" في مدينة دوما، من دون أن "يؤكد أو ينفي" استخدام الغازات السامة.
لكن منظمة الخوذ البيضاء "الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل"، تحدثت عن أكثر من 40 قتيلاً، متهمة القوات الحكومية باستخدام "غازات سامة".
ونشرت المنظمة على "تويتر" صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً مجمعة في غرفة، بينها جثث أطفال يبدو زبد أبيض خارجاً من أفواه بعضها.
وقال فراس الدومي من الخوذ البيضاء "كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً".
وأتى ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري على مدينة دوما للضغط على فصيل جيش السلام المسيطر عليها للموافقة على إخلاء المدينة. وقتل خلال يومين من القصف العنيف في دوما أكثر من مئة شخص. ثم أعلنت دمشق اتفاقاً لإجلاء المقاتلين المعارضين ومدنيين من المدينة.
وتتواصل عملية الإجلاء منذ مساء الأحد، ومن المفترض بحسب موسكو خروج نحو ثمانية آلاف مقاتل و40 ألف مدني.
* ترامب يتوعد بـ "قرارات مهمة" خلال 48 ساعة إثر الهجوم الكيميائي في دوما
* تصاعد الدعوات الغربية لرد في سوريا بعد "المذبحة الكيميائية" بدوما
دمشق - رامي الخطيب، وكالات
اعترفت طهران بمقتل 4 عسكريين إيرانيين بينهم عميد في ضربة جوية على قاعدة التيفور الجوية السورية قرب حمص في الوقت الذي اتهمت فيه سوريا وحليفتها الرئيسية روسيا، إسرائيل بشن الهجوم. ولم تؤكد إسرائيل أو تنكر شن الغارة الجوية، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن قاعدة طياس الجوية، التي تعرف أيضاً باسم "التيفور"، تستخدمها قوات من إيران، وإن إسرائيل لن تسمح لخصمها اللدود بوجود كهذا في سوريا. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أنه سيتم اتخاذ "قرارات مهمة" بشأن سوريا خلال 24 الى 48 ساعة، ردا على تقارير افادت بحصول هجوم كيميائي في مدينة دوما وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق، في حين تصاعدت الدعوات الغربية إلى "رد قوي" إثر الهجوم المفترض بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والذي أسفر وفق مسعفين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وقالت مصادر سورية إن طائرتين اسرائيليتين من طراز "اف 15" شنتا هجوماً بثمان صواريخ أرض جو بعيدة المدى على مطار التيفور بريف حمص وسط سوريا، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الغارات تسببت بسقوط 14 قتيلاً من قوات الأسد وحلفائه.
وقال الإعلام الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد إن "الطائرتين قصفتا المطار من فوق الأجواء اللبنانية"، مشيرا الى ان "الدفاعات الجوية للجيش السوري تصدت لـ 8 صوارية معادية وانها اسقطت بعضها".
وفي وقت تتوجه الأنظار إلى احتمال حصول عمل عسكري أمريكي في سوريا، تعرض مطار التيفور العسكري وسط سوريا لقصف جوي سرت شكوك في البداية بأنه قد يكون أمريكياً او فرنسياً.
لكن واشنطن وباريس أكدتا أنهما لم تقوما بأي عمل عسكري في سوريا. ثم اتهمت دمشق وموسكو إسرائيل باستهداف المطار.
واعتبرت موسكو الضربة الإسرائيلية "تطوراً خطيراً جداً".
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان "الاعتداء هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأمريكي المبني على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد"، في إشارة إلى التقارير عن الهجوم الكيميائي.
وبالإضافة للجيش السوري، يتواجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن "حزب الله" اللبناني في القاعدة العسكرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بـ 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة، "بينهم 3 ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون".
وأكدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية مقتل 4 إيرانيين "من المدافعين عن المراقد".
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، إذ إنها استهدفته قبل شهرين، بعدما اتهمت إيران بإرسال طائرة مسيرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها.
ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "تل أبيب لن تصمت على استمرار إيران تأسيس موطئ قدم لها في سوريا"، وذلك تعقيباً على الضربات العسكرية التي استهدفت مطار التيفور. واضافت الصحيفة اليسارية أنه "من البديهي ألا تعترف إسرائيل بأنها هي من يقف وراء الضربة العسكرية، إلا أنها ضربت المطار في مرات سابقاً وأعلنت مسؤوليتها عن العملية".
واعتبرت الصحيفة، أن "الليلة السابقة كانت عصيبة في الشرق الأوسط، نتيجة لقصف مطار التيفور بالقرب من حمص"، مشيرة إلى أن "إسرائيل بالفعل حددت خطوطاً حمراء عندما بدأت الحرب في سوريا، حيث أعلنت أنها ستعمل على إحباط تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسب الإعلام إلى قيام إسرائيل بتنفيذ عشرات الغارات الجوية ضد قوافل ومستودعات الأسلحة في سوريا"، مضيفة أنه "العام الماضي تم رسم خط أحمر آخر في سوريا، وهو منع التواجد الإيراني في سوريا".
وحول ربط الضربة الاسرائيلية بسياق الاحداث في المنطقة، أوضحت الصحيفة، أنه "لا يجب عزل ضربة ليلة الأحد عن التطورات الإضافية التي حدثت مؤخراً في سوريا، وهجوم الأسد الكيماوي على دوما، والتأثير الروسي الإيراني المتنامي في سوريا بالإضافة إلى الإشارات الصادرة عن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول قرب سحب القوات الأمريكية من البلاد".
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي الاثنين أنه سيتم اتخاذ "قرارات مهمة" بشأن سوريا خلال 24 الى 48 ساعة، رداً على تقارير أفادت بحصول هجوم كيميائي في مدينة دوما وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق.
وتصاعدت الدعوات الغربية إلى "رد قوي" إثر الهجوم المفترض بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والذي أسفر وفق مسعفين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وحذرت واشنطن قبل ساعات من موعد اجتماع لمجلس الأمن من أنها لن تستبعد أي خيار، كما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق حول الهجمات الكيميائية في سوريا.
ودان ترامب الاثنين ما وصفه بـ"الهجوم البشع على الأبرياء"، مضيفاً "هذا الأمر يتعلق بالإنسانية ولا يمكن السماح بأن يحدث".
وقال إن "قرارات مهمة" ستتخذ خلال الـ"24 إلى 48 ساعة المقبلة" في هذا الشأن.
بالمقابل حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اي "استفزازات وتكنهات" بشأن الهجوم الكيميائي المفترض.
ويأتي ذلك بعد وقت قصير على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس قال فيها "بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا (...) سنعالج هذه المسألة.. ولا أستبعد أي شيء حالياً".
وكان ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان للبيت الأبيض، اتفقا على "تنسيق استجابة قوية ومشتركة"، وأكدا "على وجوب محاسبة نظام الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان".
وشدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاثنين على ضرورة التحقيق و"التثبت من تأمين رد دولي قوي وشديد"، داعياً إلى وضع "كل الخيارات على الطاولة" خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "في حال ثبتت مسؤوليتهم، فإن النظام السوري وداعميه وبينهم روسيا يجب أن يحاسبوا".
في المقابل، حذرت موسكو من "خطورة" الاتهامات قبل التأكد منها، ومن تدخل عسكري ضد حليفتها دمشق.
وقال المتحدث باسم الكرملين الاثنين "من دون تحقيق، إعلان خلاصات ليس أمراً صائباً (...) هذا الأمر خطير".
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، بدء تحقيق. وقال المتحدث باسمها أحمد أوزومجو إن المنظمة "أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية فور ورودها"، والعمل جار لـ"التثبت مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت فعلاً".
وتم إرجاء الاجتماع الطارئ الذي سيعقده مجلس الأمن الدولي حول سوريا حتى الساعة 15:00 "19:00 ت غ"، بحسب ما ذكر دبلوماسي فرنسي. وطلبت تسع من دول المجلس الـ15 عقد الاجتماع.
ووزعت واشنطن مشروع قرار على المجلس ينص على تشكيل لجنة تحقيق دولية لمدة عام لتحديد المسؤولين عن الهجمات بغازات سامة في سوريا. ومن غير المرجح أن يحصل المشروع على موافقة موسكو.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية وسط سوريا رداً على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات شمال غرب البلاد.
وتنفي دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في عام 2013 إثر اتفاق روسي أمريكي وبعد هجوم قرب دمشق أودى بحياة العشرات.
وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية خلال هجوم عسكري للجيش السوري. وهددت واشنطن وباريس مرارا بشن ضربات إذا توافرت "أدلة دامغة" على استخدام سلاح كيميائي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ "21 حالة وفاة السبت جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" في مدينة دوما، من دون أن "يؤكد أو ينفي" استخدام الغازات السامة.
لكن منظمة الخوذ البيضاء "الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل"، تحدثت عن أكثر من 40 قتيلاً، متهمة القوات الحكومية باستخدام "غازات سامة".
ونشرت المنظمة على "تويتر" صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً مجمعة في غرفة، بينها جثث أطفال يبدو زبد أبيض خارجاً من أفواه بعضها.
وقال فراس الدومي من الخوذ البيضاء "كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً".
وأتى ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري على مدينة دوما للضغط على فصيل جيش السلام المسيطر عليها للموافقة على إخلاء المدينة. وقتل خلال يومين من القصف العنيف في دوما أكثر من مئة شخص. ثم أعلنت دمشق اتفاقاً لإجلاء المقاتلين المعارضين ومدنيين من المدينة.
وتتواصل عملية الإجلاء منذ مساء الأحد، ومن المفترض بحسب موسكو خروج نحو ثمانية آلاف مقاتل و40 ألف مدني.