* الانتخابات النيابية.. تحالفات هجينة وشعارات تستفز الرأي العام
بيروت - بديع قرحاني
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان في 6 مايو المقبل، وبعد التحالفات الهجينة التي أفرزها القانون الجديد للانتخابات، دخلت حملة الشعارات الاستفزازية للرأي العام اللبناني، فيما يطالب الشعب بأمرين أساسيين، الاستقرار الأمني، والاستقرار المالي، وبالنسبة للاستقرار الأمني، فمعظم اللبنانيين يطالبون بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، أي سلاح "حزب الله"، وأن يكون قرار الحرب والسلم فقط بيد الدولة، اما الاستقرار المالي والاقتصادي، فدونه عقبات كثيرة، فعملية الإصلاح ومحاربة الفساد قد تكون من اصعب مهام العهد الجديد والذي لم يستطع تحقيق اي من الخروقات في هذا المجال، وما زال لبنان يسعى الى الاستدانة، من اجل تحريك العجلة الاقتصادية وهذا ما حدث في مؤتمر "سيدر 1" ، بعد ان سمع المسؤولين اللبنانيون كلاما من الجهات الدائنة بوجوب اجراء الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد، اضافة الى وضع شروط في تنفيذ اي قرض.
وقد اخذت الشعارات منحى مختلفا عن اهتمامات الشعب اللبناني او غالبيته على الأقل، حيث دخلت المجزرة الكيميائية لجيش الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين في دوما بالغوطة في ريف دمشق قبل أيام، والتي اسفرت عن مقتل واصابة مئات المدنيين، بازار الانتخابات البرلمانية في لبنان. من ناحية اخرى، يعد "حزب الله" احد المشكلات الرئيسة بسبب سلاحه ومشاركته في الحرب الدائرة في سوريا، لكنه في الوقت ذاته، يحشد جمهوره تحت مسمى "المؤامرة على المقاومة في مواجهة إسرائيل"، متهماً أطرافاً لبنانية وإقليمية من أنها سعت وتسعى من اجل حدوث تصادم بين الجيش اللبناني والحزب، متجاهلا تدخله في الحرب السورية وتدخله في شؤون الدول العربية والخليجية من البحرين وصولا الى المملكة العربية السعودية داعما وحاميا لمجموعات مصنفة ضمن قوائم الارهاب في البحرين واليمن، وأي مرشح يقف في وجه لوائحه يتم اتهامه بالداعشية، او بشيعة السفارة، وفي المقابل تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، فعوضاً من أن يكون منفتحاً على المكونات السنية الاخرى وطرح مشاريع تهم هذه المكونات فأعلن الحرب على كل من يقف ايضا بوجه لوائحه واتهمهم بالتطرف تارة وبالعمالة للنظام السوري او لـ "حزب الله"، أيضاً متجاهلاً التنسيق الدائم بين تياره و"حزب الله"، ولم يتوانى تيار المستقبل عبر ناشطيه من استخدام مجزرة الطفولة في دوما في وجه مخالفيه من الطائفة السنية ولكل منهم له اسبابه.
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قال "اننا لن نترك بلدنا ولن نستسلم ولن ندع الزعران يحكمون لبنان، نحن نريد الاوادم الذين يحبون هذا البلد ان يصلوا الى المجلس والى الحكم وان يعيدوا لنا الحياة التي نحلم بها لنا ولاولادنا ولاهلنا في لبنان".
فيما اعتبر وزير العدل اللبناني السابق اشرف ريفي ان "هذه المعركة ليست إستحقاقاً إنتخابياً بالنسبة لـ "حزب الله" بل تعيين"، وأرى أن "هناك إحتمالاً وحيداً لا غير في البقاع الشمالي ونائب واحد قد يتغير إسمه كما أرى نقطة ضعف وحيدة وهي جميل السيد وأتمنى ألا ينجح في هذا الإستحقاق".
اما رئيس اللقاء وليد جنبلاط فقد اعتبر ان "مؤتمر الارز في باريس قدم هدية جميلة للبنان مشروطة بالإصلاح، فهل سنقوم بالمطلوب ام ينتهي المؤتمر كما انتهى غيره في جوارير الوعود والفساد والنسيان؟".
شعارات ووعود بعيدة عن مطالب غالبية اللبنانيين، والانتخابات المقبلة، لن تفضي الى جديد باستثناء التجديد للسلطة الحالية، مع بعض الخروقات، والشعارات العلنية من حماية المقاومة، الى استغلال أطفال دوما وذبحهم امام العالم ومحاربة الفساد. كل هذه الشعارات تسقط أمام التفاهمات الحاصلة بين "حزب الله" وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فالانتخابات المقبلة تجديد للسلطة الحالية كما تشير معظم الدراسات.
بيروت - بديع قرحاني
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان في 6 مايو المقبل، وبعد التحالفات الهجينة التي أفرزها القانون الجديد للانتخابات، دخلت حملة الشعارات الاستفزازية للرأي العام اللبناني، فيما يطالب الشعب بأمرين أساسيين، الاستقرار الأمني، والاستقرار المالي، وبالنسبة للاستقرار الأمني، فمعظم اللبنانيين يطالبون بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، أي سلاح "حزب الله"، وأن يكون قرار الحرب والسلم فقط بيد الدولة، اما الاستقرار المالي والاقتصادي، فدونه عقبات كثيرة، فعملية الإصلاح ومحاربة الفساد قد تكون من اصعب مهام العهد الجديد والذي لم يستطع تحقيق اي من الخروقات في هذا المجال، وما زال لبنان يسعى الى الاستدانة، من اجل تحريك العجلة الاقتصادية وهذا ما حدث في مؤتمر "سيدر 1" ، بعد ان سمع المسؤولين اللبنانيون كلاما من الجهات الدائنة بوجوب اجراء الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد، اضافة الى وضع شروط في تنفيذ اي قرض.
وقد اخذت الشعارات منحى مختلفا عن اهتمامات الشعب اللبناني او غالبيته على الأقل، حيث دخلت المجزرة الكيميائية لجيش الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين في دوما بالغوطة في ريف دمشق قبل أيام، والتي اسفرت عن مقتل واصابة مئات المدنيين، بازار الانتخابات البرلمانية في لبنان. من ناحية اخرى، يعد "حزب الله" احد المشكلات الرئيسة بسبب سلاحه ومشاركته في الحرب الدائرة في سوريا، لكنه في الوقت ذاته، يحشد جمهوره تحت مسمى "المؤامرة على المقاومة في مواجهة إسرائيل"، متهماً أطرافاً لبنانية وإقليمية من أنها سعت وتسعى من اجل حدوث تصادم بين الجيش اللبناني والحزب، متجاهلا تدخله في الحرب السورية وتدخله في شؤون الدول العربية والخليجية من البحرين وصولا الى المملكة العربية السعودية داعما وحاميا لمجموعات مصنفة ضمن قوائم الارهاب في البحرين واليمن، وأي مرشح يقف في وجه لوائحه يتم اتهامه بالداعشية، او بشيعة السفارة، وفي المقابل تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، فعوضاً من أن يكون منفتحاً على المكونات السنية الاخرى وطرح مشاريع تهم هذه المكونات فأعلن الحرب على كل من يقف ايضا بوجه لوائحه واتهمهم بالتطرف تارة وبالعمالة للنظام السوري او لـ "حزب الله"، أيضاً متجاهلاً التنسيق الدائم بين تياره و"حزب الله"، ولم يتوانى تيار المستقبل عبر ناشطيه من استخدام مجزرة الطفولة في دوما في وجه مخالفيه من الطائفة السنية ولكل منهم له اسبابه.
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قال "اننا لن نترك بلدنا ولن نستسلم ولن ندع الزعران يحكمون لبنان، نحن نريد الاوادم الذين يحبون هذا البلد ان يصلوا الى المجلس والى الحكم وان يعيدوا لنا الحياة التي نحلم بها لنا ولاولادنا ولاهلنا في لبنان".
فيما اعتبر وزير العدل اللبناني السابق اشرف ريفي ان "هذه المعركة ليست إستحقاقاً إنتخابياً بالنسبة لـ "حزب الله" بل تعيين"، وأرى أن "هناك إحتمالاً وحيداً لا غير في البقاع الشمالي ونائب واحد قد يتغير إسمه كما أرى نقطة ضعف وحيدة وهي جميل السيد وأتمنى ألا ينجح في هذا الإستحقاق".
اما رئيس اللقاء وليد جنبلاط فقد اعتبر ان "مؤتمر الارز في باريس قدم هدية جميلة للبنان مشروطة بالإصلاح، فهل سنقوم بالمطلوب ام ينتهي المؤتمر كما انتهى غيره في جوارير الوعود والفساد والنسيان؟".
شعارات ووعود بعيدة عن مطالب غالبية اللبنانيين، والانتخابات المقبلة، لن تفضي الى جديد باستثناء التجديد للسلطة الحالية، مع بعض الخروقات، والشعارات العلنية من حماية المقاومة، الى استغلال أطفال دوما وذبحهم امام العالم ومحاربة الفساد. كل هذه الشعارات تسقط أمام التفاهمات الحاصلة بين "حزب الله" وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فالانتخابات المقبلة تجديد للسلطة الحالية كما تشير معظم الدراسات.