* الرئيس الأمريكي يتشاور مع مستشاريه ويعد بقرار سريع حول سوريا* ترامب: لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا.. قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك* مندوبة واشنطن في مجلس الأمن: سنتخذ القرار ضد سوريا في نهاية المطاف* رئيسة الوزراء البريطانية تتواصل مع أمريكا وفرنسا لتنسيق رد على هجوم الأسدواشنطن - نشأت الإمام، وكالاتتزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب الخميس، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى بظلال من الشك على موعد تنفيذ الضربة التي هدد بتوجيهها إلى سوريا ردا على الهجوم الكيميائي على دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق إثر تغريدة قال فيها "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك". واكتنف الغموض موعد الضربة الأمريكية المرتقبة ضد الأسد إثر تغريدة ترامب.جاءت التغريدة بعد يوم من قوله على "تويتر" إن الصواريخ "قادمة" ردا على هجوم 7 أبريل بالأسلحة الكيميائية الذي قيل إنه أدى لمقتل العشرات، وانتقد موسكو لدعمها الرئيس السوري بشار الأسد.من جانبها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الخميس إن الولايات المتحدة لديها ما يكفي من الأدلة للتصدي للهجوم الكيميائي في سوريا، والرئيس ترامب يبحث في كل خياراته.وأضافت هايلي "لدينا بالتأكيد ما يكفي من الأدلة لكن الان علينا فقط التفكير في عملنا. يحاول فريق الأمن القومي إعطائنا أكبر عدد ممكن من الخيارات وستكون مدروسة"."وحول تغريدة ترامب قالت هايلي "الرئيس له طرقه في الحديث، لكن أعتقد أن هناك خيارات في نهاية الأمر، وسوف يتخذ القرار في نهاية المطاف بشأن ما يحدث هناك، وله الحق في القيام بذلك".من جانبها، وافقت الحكومة البريطانية على أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يجب ألا يمر دون رد، مشددة على ضرورة ردع الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيميائية مستقبلا، مضيفة أن الحكومة اتفقت على ضرورة أن تواصل رئيسة الوزراء تيريزا ماي العمل مع أمريكا وفرنسا لتنسيق رد".وعقدت ماي اجتماعا خاصا للحكومة لمناقشة الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في العمل العسكري المحتمل.واستدعت ماي الوزراء من عطلاتهم بمناسبة عيد القيامة لبحث كيفية الرد على ما وصفته بهجوم وحشي بغاز سام شنته الحكومة السورية على مدنيين في مدينة دوما التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة وتقع على المشارف الشرقية للعاصمة دمشق.ومع ذلك ظهرت مؤشرات على جهد دولي لمنع نشوب صراع خطير بين روسيا والغرب. وقال الكرملين إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة المخصص لتجنب الاشتباك غير المقصود فوق سوريا يجري استخدامه.وقال ديفيد ديفيز وزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "الوضع في سوريا مروع. استخدام الأسلحة الكيماوية أمر يتعين على العالم منعه". وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انه سيتخذ القرار بشأن ضرب أهداف تابعة للحكومة السورية، بعد التقارير التي تحدثت عن هجوم بذخيرة كيماوية محظورة دوليا على دوما، فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية.وأضاف ماكرون "سيكون علينا اتخاذ قرارات عندما يحين الوقت الملائم لذلك، عندما نخلص إلى أنه القرار الأكثر نفعا وفعالية".وقال أيضا إنه سيعمل جاهدا على منع تفاقم الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.من جانبه، كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس مشاوراته حول ملف سوريا تمهيدا لاتخاذ قرار حول ضربات جوية محتملة بعد الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة الشرقية قرب دمشق.من جهته، ومع تكتمه حول الجدول الزمني للضربات أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لديه "الدليل" على تورط نظام بشار الأسد في الهجوم الذي أثار إدانة دولية.وقال ترامب "لم أقل قط متى سينفذ الهجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق" في حين قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا "لا يمكن تبريره مطلقا"، بعد الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما بالغوطة الشرقية.وبعد عام على اول عملية عسكرية أمريكية ضد النظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض يهدد الغربيون بضرب نظام دمشق الذي ينفي مسؤوليته.والعمل العسكري الأمريكي مدعوم من فرنسا والارجح بريطانيا في أجواء توتر مع روسيا التي تدهورت بسبب قضية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في سالزبري.ودعت موسكو الخميس الدول الغربية إلى "التفكير جديا" في عواقب تهديداتها بضرب سوريا، مؤكدة أنها لا ترغب في التصعيد.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي "ندعو أعضاء الأسرة الدولية إلى التفكير جدياً في العواقب المحتملة لمثل هذه الاتهامات والتهديدات والأعمال المخطط لها" ضد الحكومة السورية.وأضافت "لم يفوض أحد القادة الغربيين لعب دور الشرطة العالمية، وكذلك وفي نفس الوقت دور المحقق وممثل النيابة والقاضي والجلاد".وأكدت "موقفنا واضح ومحدد جداً. نحن لا نسعى إلى التصعيد".وفي نيويورك، دعت موسكو الى اجتماع الجمعة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في سوريا فيما أكد سفيرها لدى الأمم المتحدة أن "الأولوية هي لتجنب خطر حرب".وفي وقت تتكثف فيه المباحثات بين الحلفاء عقدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي اجتماعا طارئا لحكومتها الخميس.واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه "من الواضح" أن النظام السوري لا يزال يمتلك ترسانة نووية مؤكدة أن برلين لن تشارك في عمل عسكري ضد دمشق.وقال ماكرون "سيتعين علينا اتخاذ قرارات في الوقت المناسب لتكون الأكثر فائدة وفعالية".وأضاف أن لدى بلاده "الدليل بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل "غاز" الكلور، وأن نظام "الرئيس السوري" بشار الأسد هو الذي استخدمها".وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس ان عدداً من خبرائها في طريقه إلى سوريا وسيبدأ السبت التحقيق في الهجوم المزعوم بغاز أعصاب في الغوطة الشرقية.وأكد الكرملين الخميس أن قناة الاتصال بين العسكريين الروس والأمريكيين بشأن عمليات الجيشين في سوريا والهادفة إلى تفادي الحوادث الجوية "ناشطة" في الوقت الحالي.بدوره، حذر الرئيس السوري الخميس من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار" في المنطقة.وبعد تصويت الثلاثاء في الأمم المتحدة بدون نتيجة دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى "تفادي خروج الوضع عن السيطرة" في سوريا معربا عن "قلقه الكبير حيال المأزق الحالي".وطرحت السويد الخميس مشروع قرار في الأمم المتحدة ينص على إرسال بعثة دولية إلى سوريا لإزالة جميع الأسلحة الكيميائية لدمشق "لمرة واحدة وأخيرة".وتم تقديم مشروع القرار قبل اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمناقشة احتمال شن عمل عسكري ضد دمشق ردا على هجوم كيميائي مفترض في الغوطة الشرقية.وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس عن قلقه إزاء "المنازلة" الجارية في سوريا بين القوى الكبرى، فيما يتصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو بعد التهديدات الأمريكية بشن ضربات وشيكة في سوريا إثر تقارير عن هجوم كيميائي مفترض في دوما قرب دمشق.وبحسب الخوذ البيضاء ومنظمة "سيريان اميريكان ميديكال سوسايتي" غير الحكومية قتل اكثر من 40 شخصا في دوما المعقل الأخير للمعارضة في الغوطة الشرقية في حين يعالج اكثر من 500 خصوصا "لمشاكل في التنفس".الى ذلك، أعلن الجيش الروسي الذي يدعم قوات النظام، أنه تم الخميس رفع العلم السوري في مدينة دوما قرب دمشق ما اعتبرته مؤشرا على أن القوات الحكومية سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل.