* غموض حول موعد الضربة الأمريكية المرتقبة ضد الأسد

* ترامب على تويتر: الهجوم على سوريا قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك

* "جيش الإسلام" يسلم أسلحته الثقيلة وعملية إجلائه من دوما مستمرة

* وصول مقاتلات عربية وغربية إلى قبرص استعداداً لضرب الأسد

* الأسد يتحدث لأول مرة بعد اختفائه إثر تهديدات واشنطن بضربه عسكرياً

دمشق - رامي الخطيب، واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أن "أي تحركات محتملة ضد سوريا لن تساهم إلا في زعزعة الاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يهدد السلم والأمن الدوليين"، فيما سلم فصيل جيش الإسلام كافة أسلحته الثقيلة وغادر قادة الصف الأول الغوطة الشرقية قرب دمشق بموجب اتفاق إجلاء من مدينة دوما يستمر تنفيذه منذ أيام، لتنتهي بذلك إحدى أكبر معارك الحرب السورية الدامية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أنه تم رفع العلم السوري في مدينة دوما قرب دمشق ما اعتبرته مؤشراً على أن القوات الحكومية سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل. وتزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب الخميس، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى بظلال من الشك على موعد تنفيذ الضربة التي هدد بتوجيهها إلى سوريا ردا على هجوم بالغاز السام على معقل للمعارضة. وقال ترامب في أحدث تغريداته على تويتر صباح الخميس "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك".

وأضاف الأسد في أول ظهور إعلامي له منذ تهديدات أمريكا والدول الغربية بتوجيه ضربة عسكرية ضد نظامه إثر الهجوم الكيميائي الأخير على دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق أن "التهديدات جاءت بعد تحرير الغوطة الشرقية، وسقوط رهان جديد من الرهانات التي كانت تعول عليها تلك الدول في حربها الإرهابية على سوريا"، مضيفا خلال استقباله علي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى لقائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، "مع كل انتصار يتحقق في الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث".

من جهة اخرى، رصدت الاقمار الاصطناعية انسحاب البوارج الحربية الروسية من قاعدتها في طرطوس في مؤشر واضح على عدم رغبة روسيا في الدخول بمواجهة مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب نظام الاسد وانها ستخلي الساحة للتحالف لضرب النظام دون إزعاج يذكر أو حتى احتكاك بين الطرفين.

وقالت وكالة "إنترفاكس" الروسية إن "السفن الحربية الروسية غادرت الشواطئ السورية حرصاً على سلامتها".

وتساءل مراقبون للوضع السوري حول تأخر الولايات المتحدة وحلفائها في قصف قوات الأسد، بحجة جمع القوات في الوقت الذي تضرب طائراتها مواقع تنظيم الدولة "داعش" يوميا في محافظة دير الزور.

وقالوا "إذا كان للولايات المتحدة وحلفاؤها قوات وقواعد شمال سوريا، فلماذا تنتظر أياماً حتى يقوم نظام الأسد بإخفاء طائراته وقياداته وإعادة انتشار قواته بشكل يجعل الضربة أقل إيلاماً له".

في سياق متصل، ذكرت مصادر أن "مقاتلات بريطانية وصلت إلى قاعدة اكروتيري في قبرص ومقاتلتين من دولة عربية لم يفصح عنها في استعداد يجري على قدم وساق لتوجيه ضربات ستستغرق أيام على ما يبدو".

في شان متصل، سلم فصيل جيش الإسلام كافة أسلحته الثقيلة وغادر قادة الصف الأول الغوطة الشرقية قرب دمشق بموجب اتفاق إجلاء من مدينة دوما يستمر تنفيذه منذ أيام، لتنتهي بذلك إحدى أكبر معارك الحرب السورية الدامية.

ورغم عدم اعلان استعادة كامل الغوطة الشرقية رسميا، أوردت الرئاسة السورية أنه خلال لقاء بين الرئيس بشار الأسد والمسؤول الإيراني علي ولايتي تم التأكيد أن "تهديدات بعض الدول الغربية بالعدوان على سوريا (...) جاءت بعد تحرير الغوطة الشرقية وسقوط رهان جديد من الرهانات التي كانت تعول عليها تلك الدول في حربها الإرهابية على سوريا".

وتشكل دوما منذ أيام محور اهتمام المجتمع الدولي إثر تقارير عن هجوم كيميائي مفترض السبت أسفر وفق مسعفين وأطباء عن مقتل وإصابة المئات ودفع بدول غربية على رأسها الولايات المتحدة إلى التلويح برد عسكري.

وكانت دوما الجيب الأخير لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، وتتواصل عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين منها، بموجب اتفاق أعلنت عنه دمشق بعد يومين من القصف العنيف وغداة تقارير بهجوم بـ"الغازات السامة".

وفي أول تعليق لجيش الإسلام على الاتفاق بعد أيام على بدء تنفيذه، قال رئيس مكتبه السياسي ياسر دلوان "طبعاً الهجوم الكيميائي هو ما دفعنا للموافقة والغارات الكثيفة".

وتستكمل عملية الإجلاء الخميس، وعند معبر الوافدين الذي تخرج منه الحافلات يوجد عشرات العناصر من الشرطة العسكرية الروسية والسورية.

وفي نقطة تجمع قريبة، توجد حافلات تقل أشخاصاً من دوما ينتظرون اكتمال القافلة قبل انطلاقها باتجاه الشمال السوري.

وقال مصدر عسكري إن "مسلحي جيش الاسلام وعائلاتهم يواصلون خروجهم من دوما حيث خرج حتى الان 33 حافلة" من اصل 80 حافلة الى نقطة التجمع تمهيدا لترحيلهم إلى الشمال السوري.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "معظم قيادات جيش الإسلام من الصف الأول، وبينهم قائده العام عصام بويضاني، غادرت دوما فجر الأربعاء ووصلت إلى الشمال السوري مساء".

وأشار عبد الرحمن إلى أن مقاتلي جيش الإسلام "سلموا كافة أسلحتهم الثقيلة، وبينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ" إلى الروس.

وبدأت الشرطة العسكرية الروسية الخميس تسيير دوريات في مدينة دوما، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وينص اتفاق الاجلاء على دخول الشرطة العسكرية الروسية.

وتعليقا على التهديدات الغربية، اعتبر الرئيس الأسد الخميس أنه "مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث".

وأضاف "هذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين".

ومنذ التقارير التي أفادت في نهاية الأسبوع الماضي عن هجوم كيميائي، صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد النظام وتهديداته بتنفيذ ضربة عسكرية ضده.

وبعد أن بدا خلال اليومين الماضيين، ان تنفيذ الضربة وشيك، أضفى تصريح للرئيس الأمريكي اليوم ضبابية بشأن التوقيت، إذ قال في سلسلة تغريدات "لم أقل قط متى سيشن هجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جداً أو غير قريب على الإطلاق".

وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن لديه "الدليل" على أن قوات الأسد نفذت الهجوم الكيميائي في دوما، لكنه قال إن الرد على سيتم في "الوقت الذي نختاره".

واعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ان مجموعتين من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تصلان الى سوريا الخميس والجمعة للتحقيق في الاتهامات التي وصفتها دمشق بـ"الفبركات".

وأعلن الجيش الروسي الخميس ارتفاع العلم الرسمي السوري في مدينة دوما، معتبراً أنه "مؤشر على السيطرة عليها وبالنتيجة على الغوطة الشرقية كاملة".

وقال سكان في دوما إن عدداً من الأشخاص رفعوا العلم السوري فوق الجامع الكبير في المدينة الذي شكل مركزاً لمجلسها المحلي.

وتعتمد المعارضة السورية علماً مختلفاً يعرف منذ بدء النزاع قبل سبع سنوات بـ"علم الثورة".

واثر رفع العلم، طالب مسلحون لم تعرف هويتهم، بحسب سكان، بإنزاله وأطلقوا الرصاص في الهواء ونجحوا في تحقيق مبتغاهم.

وطالما اعتبرت القوات الحكومية استعادة الغوطة الشرقية هدفاً رئيسيا، باعتبارها إحدى بوابات دمشق وشكلت تهديداً للعاصمة التي قتل فيها المئات جراء قذائف الفصائل المعارضة منذ عام 2012.

وخلال الهجوم لاستعادة الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير، وثق المرصد السوري مقتل أكثر من 1700 مدني في القصف العنيف.

ودفع الهجوم أكثر من 165 ألف شخص للخروج من الغوطة الشرقية، وفق وكالة الانباء السورية "سانا".

وخرج هؤلاء عبر معابر حددتها القوات الحكومية، ويتم نقلهم إلى مراكز إيواء موقتة، منهم من لا يزال فيها وآخرون غادروها عائدين الى منازلهم. واعتبرت المستشارة السياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان الأربعاء خلال لقاء مع قناة "الميادين" التي تبث من بيروت، نقلت وكالة سانا مقتطفات منه الخميس، أن "انتصار الغوطة شكل نقطة حاسمة (...) وبعث رسائل للعالم أجمع بأن الجيش العربي السوري وحلفاءه قادرون على تحرير كل شبر من الأرض السورية".

ومن شأن السيطرة على الغوطة الشرقية أن تتيح للجيش السوري التركيز على جبهات أخرى، قد تكون درعا جنوباً أو ادلب في شمال غرب البلاد.