صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات
أعلنت ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن مقتل صالح علي الصماد القيادي البارز ورئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي"، السلطة العليا في التمرد الحوثي، في غارة جوية الاسبوع الماضي لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، استهدفت موكبه الخميس الماضي في الحديدة غرب اليمن.
ورأى خبراء ومحللون أن "مقتل الصماد يعد ضربة قاصمة لميليشيات المتمردين المدعومين من إيران".
وقتل الصماد، المطلوب رقم 2 على قائمة تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى جانب 20 قيادياً حوثياً في الغارة التي نفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وكان التحالف العربي قد رصد مبلغ 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض على الصماد. والصماد الذي عينه المتمردون رئيساً لما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في أغسطس 2016، من مواليد 1979، "39 عاماً"، في مديرية سحار بمحافظة صعدة، وهو خريج كلية التربية في جامعة صنعاء وعمل معلماً في مدرسة عبدالله بن مسعود في مدينة صعدة.
وإلى جانب عمله في حقل التربية والتعليم، كان القيادي الحوثي صالح الصماد حريصاً على تعلم دراسة العلوم الدينية على أيدي المرجعيات الدينية للحوثيين مثل بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة ومجد الدين المؤيدي، وهو ما جعله قريباً من القيادات البارزة للجماعة، لكنه لم يكن اسماً معروفاً في ذلك الحين.
وبحسب المعلومات المؤكدة فقد لمع نجم الصماد المكنى "أبو فضل"، بشكل أكبر في حرب صعدة الثالثة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2006، حينما فتح جبهة للقتال في مسقط رأسه بقرى بني معاذ وذلك لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان.
ويعتبر الصماد من أبرز الشخصيات التي تحظى بثقة زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، حيث تم ترشيحه كمستشار لرئيس الجمهورية في 2014 كممثل للحوثيين قبل أن يتولى عقب انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، بنحو عام ونيف منصب رئاسة ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" وتحديداً في اغسطس 2016.
وخاض الصماد الذي يصنف باعتباره من الجناح غير المتشدد في الجماعة، حروباً باردة على مدى العامين الماضيين مع الرجلين القويين في ميليشيا الانقلاب عبدالكريم الحوثي وهم عم زعيم الجماعة والذي يعتبر الحاكم الحقيقي في صنعاء، وكذلك محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى بـ "المجلس الثوري".
ورغم قوة الرجلين الذين تربطهما علاقة وطيدة ومباشرة مع قيادات الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانية إلا أنهما لم يتمكنا من الإطاحة بالصماد الذي ظل محل ثقة كبير عند عبدالملك الحوثي زعيم الانقلاب.
وقاد الصماد مفاوضات مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي وحليفهم السابق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح أثناء انتفاضة صنعاء في ديسمبر 2017 بغرض الوصول الى تفاهمات، لكن تلك الجهود باءت بالفشل خاصة ان الجناح المتشدد الذي يمثله محمد الحوثي وعبدالكريم الحوثي وأبوعلي الحاكم كانوا قد حسموا أمرهم واتخذوا قراراً بتصفية حليفهم صالح.
تجدر الإشارة إلى أن الصماد الذي أعلن قبل شهرين بأن عام 2018 هو عام الصواريخ الباليستية، قد لقي حتفه، وهو في مهمة كلفه بها زعيم المليشيا الى مدينة الحديدة بغرض حشد المقاتلين لرفد جبهاتهم لاسميا جبهة الساحل الغربي التي تشهد تصدعاً كبيراً في الفترة الأخيرة، لكن غارة جوية مركزة من إحدى مقاتلات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن قد وضعت حداً لتلك المهمة ولحياة الشخص الثاني في قائمة المطلوبين التي سبق ان اعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية.
وبدأت السعودية على رأس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملياتها في اليمن في مارس عام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دولياً في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى.
وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله 7 صواريخ على المملكة في 26 مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية الاثنين صاروخين باليستيين أطلقهما المتمردون باتجاه مدينة جازان، جنوب المملكة، بحسب ما اوردت وسائل الإعلام.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية بياناً للتحالف العسكري يؤكد أن "الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي للتحالف من اعتراضهما".
وفي تطور منفصل، قتل 5 جنود من القوات اليمنية المعترف بها دولياً وأصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع متطرفين، بعد إطلاق حملة في تعز جنوب غرب البلاد الاثنين إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حسبما أفادت مصادر طبية.
وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من تعز في حين يسيطر المتمردون على مناطق عدة في محيطها.
وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق أن "محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي شكل حملة من كافة الوحدات الأمنية والعسكرية (...) ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة".
وأضاف أن "العملية بدأت الاثنين واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة".
وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قتل برصاص مجهولين السبت في تعز.
{{ article.visit_count }}
أعلنت ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن مقتل صالح علي الصماد القيادي البارز ورئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي"، السلطة العليا في التمرد الحوثي، في غارة جوية الاسبوع الماضي لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، استهدفت موكبه الخميس الماضي في الحديدة غرب اليمن.
ورأى خبراء ومحللون أن "مقتل الصماد يعد ضربة قاصمة لميليشيات المتمردين المدعومين من إيران".
وقتل الصماد، المطلوب رقم 2 على قائمة تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى جانب 20 قيادياً حوثياً في الغارة التي نفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وكان التحالف العربي قد رصد مبلغ 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض على الصماد. والصماد الذي عينه المتمردون رئيساً لما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في أغسطس 2016، من مواليد 1979، "39 عاماً"، في مديرية سحار بمحافظة صعدة، وهو خريج كلية التربية في جامعة صنعاء وعمل معلماً في مدرسة عبدالله بن مسعود في مدينة صعدة.
وإلى جانب عمله في حقل التربية والتعليم، كان القيادي الحوثي صالح الصماد حريصاً على تعلم دراسة العلوم الدينية على أيدي المرجعيات الدينية للحوثيين مثل بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة ومجد الدين المؤيدي، وهو ما جعله قريباً من القيادات البارزة للجماعة، لكنه لم يكن اسماً معروفاً في ذلك الحين.
وبحسب المعلومات المؤكدة فقد لمع نجم الصماد المكنى "أبو فضل"، بشكل أكبر في حرب صعدة الثالثة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2006، حينما فتح جبهة للقتال في مسقط رأسه بقرى بني معاذ وذلك لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان.
ويعتبر الصماد من أبرز الشخصيات التي تحظى بثقة زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، حيث تم ترشيحه كمستشار لرئيس الجمهورية في 2014 كممثل للحوثيين قبل أن يتولى عقب انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، بنحو عام ونيف منصب رئاسة ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" وتحديداً في اغسطس 2016.
وخاض الصماد الذي يصنف باعتباره من الجناح غير المتشدد في الجماعة، حروباً باردة على مدى العامين الماضيين مع الرجلين القويين في ميليشيا الانقلاب عبدالكريم الحوثي وهم عم زعيم الجماعة والذي يعتبر الحاكم الحقيقي في صنعاء، وكذلك محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى بـ "المجلس الثوري".
ورغم قوة الرجلين الذين تربطهما علاقة وطيدة ومباشرة مع قيادات الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانية إلا أنهما لم يتمكنا من الإطاحة بالصماد الذي ظل محل ثقة كبير عند عبدالملك الحوثي زعيم الانقلاب.
وقاد الصماد مفاوضات مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي وحليفهم السابق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح أثناء انتفاضة صنعاء في ديسمبر 2017 بغرض الوصول الى تفاهمات، لكن تلك الجهود باءت بالفشل خاصة ان الجناح المتشدد الذي يمثله محمد الحوثي وعبدالكريم الحوثي وأبوعلي الحاكم كانوا قد حسموا أمرهم واتخذوا قراراً بتصفية حليفهم صالح.
تجدر الإشارة إلى أن الصماد الذي أعلن قبل شهرين بأن عام 2018 هو عام الصواريخ الباليستية، قد لقي حتفه، وهو في مهمة كلفه بها زعيم المليشيا الى مدينة الحديدة بغرض حشد المقاتلين لرفد جبهاتهم لاسميا جبهة الساحل الغربي التي تشهد تصدعاً كبيراً في الفترة الأخيرة، لكن غارة جوية مركزة من إحدى مقاتلات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن قد وضعت حداً لتلك المهمة ولحياة الشخص الثاني في قائمة المطلوبين التي سبق ان اعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية.
وبدأت السعودية على رأس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملياتها في اليمن في مارس عام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دولياً في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى.
وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله 7 صواريخ على المملكة في 26 مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية الاثنين صاروخين باليستيين أطلقهما المتمردون باتجاه مدينة جازان، جنوب المملكة، بحسب ما اوردت وسائل الإعلام.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية بياناً للتحالف العسكري يؤكد أن "الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي للتحالف من اعتراضهما".
وفي تطور منفصل، قتل 5 جنود من القوات اليمنية المعترف بها دولياً وأصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع متطرفين، بعد إطلاق حملة في تعز جنوب غرب البلاد الاثنين إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حسبما أفادت مصادر طبية.
وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من تعز في حين يسيطر المتمردون على مناطق عدة في محيطها.
وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق أن "محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي شكل حملة من كافة الوحدات الأمنية والعسكرية (...) ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة".
وأضاف أن "العملية بدأت الاثنين واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة".
وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قتل برصاص مجهولين السبت في تعز.