* تحطم لافتات مرشحين للانتخابات وغرق عدد من مناطق العاصمة

* أهالي العاصمة: لو صرفت أموال الحملات الانتخابية على الخدمات لما غرقت بغداد

* القريشي لـ"الوطن": الأحزاب السياسية تنفق أكثر من ربع مليار دولار شهرياً على حملاتها الانتخابية

* فهمي لـ"الوطن": جهات خارجية وراء تمويل الحملات الانتخابية لإعادة إنتاح نفس الوجوه

* مرعي لـ"الوطن": القوى الشيعية أنفقت مليارات الدولارات على حملات دعائية فاشلة

بغداد - وسام سعد

أدت عاصفة رعدية وأمطار غزيرة ضربت العاصمة العراقية بغداد وعدداً من المحافظات الأخرى، إلى تدمير جزء كبير من صور المرشحين المنتشرة في الشوارع والساحات العامة، وأغرقت موجة الأمطار عدداً من شوارع ومناطق العاصمة بغداد نتيجة التصريف السيئ للمياه وانسداد أغلب شبكات المجاري، وأدت كثافة الأمطار المتساقطة، خلال وقت قصير، إلى طفح الشوارع بالمياه ودخولها إلى العديد من المنازل في بعض مناطق العاصمة، فيما تعطلت حركة المرور في أغلب الشوارع الرئيسة. وحسب توقعات الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، توقعت أن يستمر سقوط الأمطار لغاية الأربعاء المقبل بصورة متقطعة وبكميات كبيرة.

وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لموجة الأمطار التي اجتاحت العاصمة بغداد ومناطق أخرى من محافظات العراق والتي تسببت بغرق مدن وأحياء وخاصة في العاصمة التي تعاني نقصاً في الخدمات.

وعلق بعضم ساخرا بأن لافتات المرشحين تحالفت بعد العاصفة في الشوارع وتسببت في بعض الحوادث قبل التصويت وإعلان النتائج، في إشارة منهم إلى الأداء السيئ لأغلب الكتل والشخصيات السياسية. وتساءل ناشطون آخرون عبر "الوطن"، لو أن الأموال التي صرفت على حملات الدعاية الانتخابية والتي ذهبت في مهب الريح والتي تقدر بأكثر من ربع مليار دولار شهرياً صرفت على الخدمات والبنى التحتية، لما غرقت معظم مناطق بغداد.

وقال الناشط المدني جمعة القريشي لـ "الوطن"، إن "الأحزاب السياسية تصرف أموالاً طائلة على حملاتها الدعائية تقدر بأكثر من ربع مليار دولار شهرياً استعداداً لخوض غمار الانتخابات المقبلة، والحصول من خلالها على المزيد من المكاسب السياسية، ولو قامت هذه الأحزاب بصرف هذه الأموال على الحملات الخدمات والبنى التحتية، لما غرقت بغداد اليوم".

وأضاف القريشي أن "الأمطار هذه المرة لم تغرق بغداد فقط بل دمرت لافتات المرشحين المنتشرة في الشوارع والساحات العامة، وذهبت المليارات في مهب الريح في وقت أن الشعب العراقي اليوم هو بأمس الحاجة إلى هذه الأموال".

أما الكاتب والباحث السياسي الدكتور عباس الجبوري، فقد أكد لـ"الوطن" أن "غرق وتدمير لافتات المرشحين بالأمطار هذا يعني خسارة ملايين الدولارات، فقد كان على السياسيين بدل أن يقوموا بتكبير صورهم أن يقوموا بتبليط الشوارع وتوفير الخدمات".

وأضاف الجبوري أن "بغداد اليوم تعاني من نقص حاد في جميع الخدمات وذلك بسبب الفساد الإداري المستشري في معظم مفاصل الدولة العراقية، وغرق بغداد اليوم هو نتيجة حتمية لما تعانيه من أهمال وتقصير في الجانب الخدمي والمؤسساتي".

فيما أكد تحالف "سائرون" الانتخابي أن "الحملات الدعائية شهدت ضخاً كبيراً للمال السياسي وذلك بسبب شعور بعض الأطراف المتمسكة بالسلطة أن هذه الانتخابات يمكن أن تحدث تغييراً وأن هذا التغيير يمكن أن يحدث على حسابها، لذلك صرفت المليارات على حملاتها الانتخابية".

وقال المرشح عن التحالف رائد فهمي لـ"الوطن" إن "الأموال التي تصرفها الأحزاب السياسية الكبيرة هي محاولة منها للحفاظ على مواقعها في السلطة وإعادة إنتاج نفس الشخصيات والنهج السابق، وإن معظم الأموال تأتي نتيجة دعم خارجي لهذه الأحزاب، وبصورة عامة إن الانتخابات القادمة تفتقر إلى التكافؤ بين المرشحين لأن من ينفق المليارات غير الذي ينفق الملايين إن صح التعبير".

وأضاف فهمي أن "سخرية الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول سقوط لافتات المرشحين بسبب موجة الأمطار، تأتي من عدم الثقة بين المواطن والسلطتين التنفيذية والتشريعية لأن معظم من تقلد المناصب في الدولة لم يلتزم بوعودهم تجاه الناخبين وانشغلوا بمصالحهم الخاصة وعدد غير قليل منهم تورط في الفساد، وبالتالي هناك اليوم سخط يوجد لدى أقسام غير قليلة من الناخبين العراقيين إزاء الطبقة السياسية الحاكمة".

بينما بين المرشح عن الحزب المدني هادي جلو مرعي لـ"الوطن" أن "المال السياسي استخدم بطريقة بشعة في هذه الانتخابات من قبل القوى الإسلامية الشيعية التي أنفقت ملايين الدولارات على حملات دعائية فاشلة، خاصة أن المجتمع العراقي لم يعد يتحمل ما تقدمه عن طروحات لا تعبر عن الواقع العراقي".

وأضاف مرعي أن "الخيار الآن بيد الشعب العراقي فهل يريد الشعب أن يبقى بدائرة الفساد والفوضى وأن يتحكم به هؤلاء الأشخاص أم أنه يريد بالفعل التغيير والشروع بمرحلة جديدة يصلح فيها ما أفسدة هؤلاء ويقدم لنفسه وأبنائه شيئاً مختلفاً عن السابق".

هذا وأعلنت وزارة الكهرباء عن استنفار ملاكاتها في مديريات التوزيع العامة ببغداد والمحافظات لإعادة المغذيات التي توقفت نتيجة هبوب الرياح وهطول الأمطار، في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات.

وذكرت الوزارة في بيان صحفي لها حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن "ملاكاتها تعمل على إسناد دوائر أمانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات، ومنحت الأولوية لتجهيز الطاقة الكهربائية إلى محطات الصرف الصحي من أجل استيعاب كميات المياه التي تجمعت جراء الأمطار".

من جهتها، أعلنت أمانة بغداد النفير العام في دوائرها لمعالجة هطول كميات كبيرة من مياه الأمطار على العاصمة.

وقال المتحدث باسم الأمانة حكيم عبدالزهرة في تصريح صحافي، إن مديريات الأمانة على أهبة الاستعداد لمعالجة التخسفات والانسدادات الطارئة، فضلاً عن مراقبة قنوات التصريف لمواجهة غزارة الأمطار.

وأضاف عبدالزهرة أن أمين بغداد ذكرى علوش والمديرين العامين يتابعون عبر غرفة عمليات أعدت لمعالجة الحالات الطارئة جراء الأمطار.

بدورها، توقعت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي أن يستمر سقوط الأمطار لغاية الأربعاء المقبل ولكن بصورة متقطعة وبكميات كبيرة.

وذكر بيان للهيئة حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن حالة الطقس في المنطقة الوسطى سيكون بين الغائم الجزئي والغائم مع تساقط زخات مطر في بعض الأماكن وحدوث عواصف رعدية أحياناً، وفي المنطقة الشمالية يكون الطقس بين الغائم الجزئي والغائم مع تساقط زخات مطر في بعض الأماكن وحدوث عواصف رعدية أحياناً، أما طقس المنطقة الجنوبية سيكون صحواً إلى غائم جزئي.

وأشار البيان إلى أنه يتوقع أن يكون الطقس في المنطقة الوسطى صحواً يتحول تدريجياً إلى غائم مع فرصة لتساقط زخات المطر في الأقسام الغربية ليلاً، وفي المنطقة الشمالية يكون الطقس صحواً يتحول تدريجياً إلى غائم وفرصة لتساقط زخات المطر ليلاً، وفي المنطقة الجنوبية يكون الطقس صحواً يتحول تدريجياً إلى غائم وأن الطقس يكون غائماً مع تساقط زخات مطر خفيفة في المنطقة الوسطى، بينما يكون الطقس في المنطقة الشمالية غائماً، وفي المنطقة الجنوبية يكون الطقس غائماً مع تساقط الأمطار ليلاً.