الأحواز - نهال محمد
استطاعت المرأة الأحوازية بنضالها ضد الاحتلال الفارسي أن تكون الذراع الأيمن في انتفاضة الكرامة جنبا إلى جنب مع الرجل الأحوازي بمواجهة نظام "ولاية الفقيه". وقد سطرت المرأة الأحوازية بنضالها تاريخا عظيما ضد الاحتلال الفارسي الذي يعود لنحو أكثر من 9 عقود ونيف.
وكانت بدايات النضال النسائي الأحوازي منذ عقود الاحتلال الأولى عند ماجدات کوَرشَن بنت شنيشل، وشوگة بنت سبهان، والأحوازيات المنضمات للجبهات العربية. وكانت الأحوازية منشغلة بالنضال الذي يتركز على حفظ الهوية واللغة والانتماء وما شابه ذلك. وكان انتقال المرأة للنضال السياسي بمثابة صعقة كهربائية للنظام الفارسي، فلقد باتت المرأة مناضلةً في حفظ اللغة والانتماء والثقافة والتراث، ومناضلةً سياسية بمحاربتها للسلطة الإيرانية والاحتلال الفارسي ودفاعها عن حقوق المواطنين العرب وذلك عبر المطالبات والمظاهرات والتجمهر في الاحتجاجات التي يخرج فيها الأحوازيون ضد النظام الفارسي.
أخذت المرأة الأحوازية تناضل بجانب الرجل بمواجهة كل ما يهددها ويهدد أسرتها للدفاع عن شرعية الانتماء الأحوازي ورفض السلطة الفارسية، وأدى ذلك إلى تشريد وتهميش واعتقال المرأة الأحوازية من قبل السلطات الفارسية.
دخلت النساء ساحات المعركة في العقود الأخيرة بصورة واسعة وأخيراً أصبح نضال المرأة ظاهرة مجتمعية حديثة، لتقف الماجدة إلى جانب الرجل الأحوازي في نضاله ضد المحتل بل إنها تقدمت عليه في ميادين العزة والكرامة كما حصل في مناطق كثيرة بينها، قرية الجليزي، الزهراوية، السويسة، أم الغزلان، دورخوين، حيث رأيناها تواجه قمع قوات الشرطة بالعصي والحجارة ولكن التعتيم الإعلامي حرمها من الظهور ولم يكن غريبا على المرأة الأحوازية ولدى الأحواز المئات من جميلة الجزائرية وليلي الفلسطينية.
و لم يمرّ على ثورة الجليزي وانتفاضة الكرامة كثيراً ولم ننس الحضور الواسع والتحدي الكبير للمرأة الأحوازية في الثورة والاحتجاجات والمظاهرات.
وتراها تطلق الشعارات والزغاريد في المظاهرات وتحث الرجال على التقدم والتحدي وغيرها تكتب شعارات تحررية وترسم العلم على الجدران وأخرى تنشد أناشيد وطنية ومنها تملأ المخزون الأدبي الأحوازي ومنها تعد التقارير الإخبارية وتعمل في مجال الإعلام وغيرها. كما إنها تنشط في مجال الثقافة العربية وتثقيف الأطفال الأحوازيين وتربيتهم تربية وطنية أصيلة فتراها تعمل على شحذ انتمائهم الوطني بالكتب وقصص الأطفال والرسوم والأناشيد، ومن ثم أصبحت المرأة الأحوازية تربي الأجيال وتعمل في مجال التعليم وأيضا الاقتصاد وتشارك في النضال من أجل إثبات الهوية العربية الأحوازية.
ولذلك فان حضورها وزغاريدها وأناشيدها في الناصرية دفعت الثورة إلى التقدم وهي الجناح الأيمن للثورة والطيران نحو الحرية والكرامة ولا ننكر أنها هي التي أشعلت فتيل انتفاضة الكرامة العربية حيث أنشدت "أنا أحوازي ما أقبل إهانة"، "أحواز لنا وما ننطيها" حيث حثت الرجال الحاضرين في المظاهرات على الثبات.
ومن هنا، فقد حضرت الأحوازية في الخالدية وعبادان وشيبان وعين أدوية وهي التي رفعت اللافتات في حي الثورة تطالب الجامعة العربية للتدخل السريع لمناصرة الأحواز.
ولأن الاحتلال الإيراني لمس دورها المؤثر في ثورة الجليزي وانتفاضة الكرامة وكل انتفاضات الأحواز، فعزم على أن يقيدها ويرهبها كي لا تكون وقوداً للثورة الأحوازية، لأن تأثير نضالها كبير في المجتمعات العربية، فأعتقل المرأة في مظاهرات الجليزي كي يرهب الأحوازية بسجنها، لأن في المجتمعات العربية يصعب جدا على الرجل أن تُسجن المرأة على يد الاحتلال وأراد الاحتلال بهذه المكائد أن يمنع المرأة من النهضة ولكنه لم يعلم أن الأحوازيات يمشين على خطى الخنساء وباغتنّ الاحتلال بحضورهن الواسع في انتفاضة الكرامة، وسجلت الأحوازية مواقف عظيمة ومشرفة في انتفاضة الكرامة ورأيناها كيف احتجت وحدها في شوارع الفلاحية تسحب أطفالها معها وتنادي "بالروح بالدم نفديك يا أحواز".
وقد اعتقلت قوات الأمن الإيرانية أحوازيات في مظاهرات الجليزي والتي تلتها في محاولة لإرهاب المرأة الأحوازية، لكن حضور الأحوازيات زاد بالمئات في انتفاضة الكرامة لتصل رسالة إلى طهران بأن النصف الرئيس من المجتمع الأحوازي قد نهض والثورة مستمرة.
ومن بين الأحوازيات اللاتي اعتقلن على يد أجهزة الاستخبارات الإيرانية في انتفاضة الكرامة في الأحواز ولم يتم الإفراج عنهن، وهن معتقلات من حي آسية في الأحواز العاصمة، وأبرزهن خديجة ونضال "عائشة"، والطفلة مائدة عموري "15 عاما"، وتاجية شرهاني من أهالي الملاشية وتسكن في حي العزيزية، والسيدة زبيدي من قلعة حمود "زيتون كارمندي". وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان في الأحواز إن اعتقال النساء في الأحواز انتهاك للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ما يدل على أن إيران تقمع حرية التعبير وحرية الرأي في إقليم الأحواز وتحديدا بين النساء وتمنعهن من التعبير عن رأيهن حول أوضاع حقوق الإنسان في الأحواز العربية.
{{ article.visit_count }}
استطاعت المرأة الأحوازية بنضالها ضد الاحتلال الفارسي أن تكون الذراع الأيمن في انتفاضة الكرامة جنبا إلى جنب مع الرجل الأحوازي بمواجهة نظام "ولاية الفقيه". وقد سطرت المرأة الأحوازية بنضالها تاريخا عظيما ضد الاحتلال الفارسي الذي يعود لنحو أكثر من 9 عقود ونيف.
وكانت بدايات النضال النسائي الأحوازي منذ عقود الاحتلال الأولى عند ماجدات کوَرشَن بنت شنيشل، وشوگة بنت سبهان، والأحوازيات المنضمات للجبهات العربية. وكانت الأحوازية منشغلة بالنضال الذي يتركز على حفظ الهوية واللغة والانتماء وما شابه ذلك. وكان انتقال المرأة للنضال السياسي بمثابة صعقة كهربائية للنظام الفارسي، فلقد باتت المرأة مناضلةً في حفظ اللغة والانتماء والثقافة والتراث، ومناضلةً سياسية بمحاربتها للسلطة الإيرانية والاحتلال الفارسي ودفاعها عن حقوق المواطنين العرب وذلك عبر المطالبات والمظاهرات والتجمهر في الاحتجاجات التي يخرج فيها الأحوازيون ضد النظام الفارسي.
أخذت المرأة الأحوازية تناضل بجانب الرجل بمواجهة كل ما يهددها ويهدد أسرتها للدفاع عن شرعية الانتماء الأحوازي ورفض السلطة الفارسية، وأدى ذلك إلى تشريد وتهميش واعتقال المرأة الأحوازية من قبل السلطات الفارسية.
دخلت النساء ساحات المعركة في العقود الأخيرة بصورة واسعة وأخيراً أصبح نضال المرأة ظاهرة مجتمعية حديثة، لتقف الماجدة إلى جانب الرجل الأحوازي في نضاله ضد المحتل بل إنها تقدمت عليه في ميادين العزة والكرامة كما حصل في مناطق كثيرة بينها، قرية الجليزي، الزهراوية، السويسة، أم الغزلان، دورخوين، حيث رأيناها تواجه قمع قوات الشرطة بالعصي والحجارة ولكن التعتيم الإعلامي حرمها من الظهور ولم يكن غريبا على المرأة الأحوازية ولدى الأحواز المئات من جميلة الجزائرية وليلي الفلسطينية.
و لم يمرّ على ثورة الجليزي وانتفاضة الكرامة كثيراً ولم ننس الحضور الواسع والتحدي الكبير للمرأة الأحوازية في الثورة والاحتجاجات والمظاهرات.
وتراها تطلق الشعارات والزغاريد في المظاهرات وتحث الرجال على التقدم والتحدي وغيرها تكتب شعارات تحررية وترسم العلم على الجدران وأخرى تنشد أناشيد وطنية ومنها تملأ المخزون الأدبي الأحوازي ومنها تعد التقارير الإخبارية وتعمل في مجال الإعلام وغيرها. كما إنها تنشط في مجال الثقافة العربية وتثقيف الأطفال الأحوازيين وتربيتهم تربية وطنية أصيلة فتراها تعمل على شحذ انتمائهم الوطني بالكتب وقصص الأطفال والرسوم والأناشيد، ومن ثم أصبحت المرأة الأحوازية تربي الأجيال وتعمل في مجال التعليم وأيضا الاقتصاد وتشارك في النضال من أجل إثبات الهوية العربية الأحوازية.
ولذلك فان حضورها وزغاريدها وأناشيدها في الناصرية دفعت الثورة إلى التقدم وهي الجناح الأيمن للثورة والطيران نحو الحرية والكرامة ولا ننكر أنها هي التي أشعلت فتيل انتفاضة الكرامة العربية حيث أنشدت "أنا أحوازي ما أقبل إهانة"، "أحواز لنا وما ننطيها" حيث حثت الرجال الحاضرين في المظاهرات على الثبات.
ومن هنا، فقد حضرت الأحوازية في الخالدية وعبادان وشيبان وعين أدوية وهي التي رفعت اللافتات في حي الثورة تطالب الجامعة العربية للتدخل السريع لمناصرة الأحواز.
ولأن الاحتلال الإيراني لمس دورها المؤثر في ثورة الجليزي وانتفاضة الكرامة وكل انتفاضات الأحواز، فعزم على أن يقيدها ويرهبها كي لا تكون وقوداً للثورة الأحوازية، لأن تأثير نضالها كبير في المجتمعات العربية، فأعتقل المرأة في مظاهرات الجليزي كي يرهب الأحوازية بسجنها، لأن في المجتمعات العربية يصعب جدا على الرجل أن تُسجن المرأة على يد الاحتلال وأراد الاحتلال بهذه المكائد أن يمنع المرأة من النهضة ولكنه لم يعلم أن الأحوازيات يمشين على خطى الخنساء وباغتنّ الاحتلال بحضورهن الواسع في انتفاضة الكرامة، وسجلت الأحوازية مواقف عظيمة ومشرفة في انتفاضة الكرامة ورأيناها كيف احتجت وحدها في شوارع الفلاحية تسحب أطفالها معها وتنادي "بالروح بالدم نفديك يا أحواز".
وقد اعتقلت قوات الأمن الإيرانية أحوازيات في مظاهرات الجليزي والتي تلتها في محاولة لإرهاب المرأة الأحوازية، لكن حضور الأحوازيات زاد بالمئات في انتفاضة الكرامة لتصل رسالة إلى طهران بأن النصف الرئيس من المجتمع الأحوازي قد نهض والثورة مستمرة.
ومن بين الأحوازيات اللاتي اعتقلن على يد أجهزة الاستخبارات الإيرانية في انتفاضة الكرامة في الأحواز ولم يتم الإفراج عنهن، وهن معتقلات من حي آسية في الأحواز العاصمة، وأبرزهن خديجة ونضال "عائشة"، والطفلة مائدة عموري "15 عاما"، وتاجية شرهاني من أهالي الملاشية وتسكن في حي العزيزية، والسيدة زبيدي من قلعة حمود "زيتون كارمندي". وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان في الأحواز إن اعتقال النساء في الأحواز انتهاك للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ما يدل على أن إيران تقمع حرية التعبير وحرية الرأي في إقليم الأحواز وتحديدا بين النساء وتمنعهن من التعبير عن رأيهن حول أوضاع حقوق الإنسان في الأحواز العربية.