* ريفي يعد بمفاجاة مدوية في الاستحقاق الانتخابي

بيروت - بديع قرحاني

عشية الإستحقاق الانتخابي في لبنان، وقبل التزام الصمت الانتخابي تنفيذاً للقانون القاضي بتوقف الحملات الإعلامية والإعلانية قبل 48 ساعة من موعد فتح صناديق الاقتراع مع انطلاق الانتخابات يوم الأحد 6 مايو، تجاوزت الحملات الاعلامية بين المرشحين وتحديدا السنة، كل الخطوط الحمراء. رئيس الحكومة سعد الحريري والذي يقيم في طرابلس شمال لبنان ذات الاغلبية السنية، يسعى الى استنهاض الشارع السني لحد كبير، بعد ان وصل تياره السياسي الى حالة من الضعف لم يسبق لها مثيل بسبب الخيارات السياسية وتحديدا من خلال تسمية الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية احد ابرز حلفاء "حزب الله" في لبنان، في حين ان قسما كبيرا من المواطنين لم يقتنعوا كثيرا، بخطاب الحريري، الموجه ضد "حزب الله" معتبرين ان الكلام هو دعاية انتخابية، وهو الذي اعلن ربط النزاع مع "حزب الله". تواجد الحريري في طرابلس والشمال والذي حظي بعاطفة كبيرة من قبل سنة طرابلس والشمال، وهذا ما يفسر التجمعات الشعبية الكبيرة التي كانت في استقباله في أسواق طرابلس والقرى، فيما يبقى سعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري هذا هو حال لسان معظم المواطنين في طرابلس والشمال، اضافة الى التخوف من اضعاف الحريري، والذي سيرتد سلبا على الطائفة السنية ككل. لكن حدة الخطاب الموجه من الحريري لخصومه من السنة اضافة الى استهدافهم عبر مواقع الكترونية معروف عنها انها "مدفوعة الأجر"، لم تلقى آذانا صاغية. العاطفة الكبيرة التي أبداها اهالي طرابلس والشمال يصعب ترجمتها في صناديق الاقتراع والتي تدخل في حسابات عائلية والحضور على مدار الأعوام السابقة والوقوف الى جانبهم والوقوف على الالامهم الاجتماعية خاصة الصحية طيلة الأعوام السابقة كانت حائطا منيعا من استهداف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والذي رد بمهرجان شعبي حاشد قل نظيره. ميقاتي الذي لم يطرح نفسه بديلا للحريري ولم يشارك في منافسة الاخير خارج طرابلس سيكون الرقم الصعب سنيا في طرابلس من خلال حصوله على اعلى نسبة من الاصوات داخل الطائفة السنية، كما تشير معظم الإحصاءات. وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي من جانبه، يعد بمفاجأة مدوية في نتائج الانتخابات. ريفي الذي رشح عدة لوائح بمواجهة سعد الحريري مباشرة في بيروت وطرابلس وعكار شمال لبنان يحظى ايضا بشعبية كبيرة في طرابلس ولبنان ولكن ايضا من الصعب التكهن بنتائجها. وتبقى سلبية الخطابات وحملات التشهير وتبادل الاتهامات وتعبئة المواطنين واستثمار عواطفهم، محور الاستحقاق وبمقدار يخفي استهتاراً بعقول الناس، خصوصاً إذا جاء ممن هم في السلطة والحكم، خاصة الذين يسعون لتشويه صورة منافسيهم بشكل يلامس الخطوط الحمر ويتنافى مع القيم والاخلاق والديمقراطية.

وسبق لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن حذّر من ذلك بقوله "يزرع السياسيون الحقد والكراهية بين الناس، لأنهم يرتكبون بذلك جريمة بحق المواطنين الذين جمعهم الخبز والملح على مدى القرون"، داعياً لأن يكون "التخاطب الاإعلامي هادئاً ورصيناً وبعيداً عن التشنج".