لندن - (بي بي سي العربية): قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن بلاده قد تقتل الرئيس السوري بشار الأسد إذا سمح للقوات الإيرانية باستخدام الأراضي السورية لشن هجمات منها وتهديد إسرائيل.

وأضاف الوزير الإسرائيلي متحدثا للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، "إذا استمر الرئيس السوري بشار الأسد في السماح لإيران بالعمل داخل أراضي سوريا ستصفيه إسرائيل وتطيح بنظامه".

وكان شتاينتز يشير إلى تقارير تحدثت عن أن إيران تسعى للقيام برد انتقامي على الهجمات الأخيرة على أهداف إيرانية في سوريا، التي تتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عنها، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وشدد الوزير الإسرائيلي على القول "إذا سمح الأسد لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية ضدنا، لمهاجمتنا من الأراضي السورية، فعليه أن يعرف أنها ستكون نهايته".

وأضاف "من غير المقبول أن يجلس الأسد في أمان في قصره ويعيد بناء نظامه، بينما يحول سوريا إلى قاعدة لإطلاق الهجمات على إسرائيل".

وشدد شتاينتز على القول إن إسرائيل لم تتدخل في الحرب السورية حتى الآن.

وكانت سوريا اتهمت الشهر الماضي إسرائيل بالوقوف وراء قصف قاعدة تياس الجوية، المعروفة باسم تيفور قرب مدينة حمص وسط البلاد.

وقد أكدت إيران مقتل عدد من مواطنيها لاحقا في هذا القصف.

ونادرا ما أقرت إسرائيل في السابق بقيامها بضربات عسكرية داخل الأراضي السورية، بيد أنها أقرت الشهر الماضي بمهاجمتها أهدافا داخل سوريا عشرات المرات بعد 2012، وكانت أشد ضرباتها الجوية في فبراير هذا العام. ومن بين الأهداف التي ضربتها قاعدة تيفور الجوية.

وورد هذا التأكيد على لسان الجنرال البارز في سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، الذي وصف حينها الرد بأنه كان "أقوى هجوم" من نوعه ضد سوريا منذ حرب لبنان عام 1982.

وجاءت هذه الضربات في أعقاب تحليق طائرة إيرانية من دون طيار داخل الأجواء الإسرائيلية وإسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 تعقبتها فوق سوريا.

وشددت إسرائيل على أنها لن تسمح لإيران بإنشاء قواعد في سوريا والعمل من هناك ضدها، الأمر الذي تعده إسرائيل تهديدا كبيرا لها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران، وحرسها الثوري، تنشط منذ وقت طويل في قاعدة تيفور، وتستخدمها في نقل الأسلحة، وبضمنها أسلحة لحزب الله اللبناني، العدو لإسرائيل.

وأشارت إلى أن الطائرة من دون طيار قد انطلقت من تلك القاعدة.

وتقاتل قوات إيرانية إلى جانب القوات الحكومة السورية في مواجهة المعارضة المسلحة منذ 2011.

وأرسلت طهران مستشارين عسكريين ومسلحين متطوعين، وتفيد تقارير بأنها أرسلت عناصر من فيلق القدس، وهو يد الحرس الثوري الإيراني في الخارج.

ونقلت بي بي سي في نوفمبر الماضي عن مصادر استخباراتية قولها إن إيران تقيم قاعدة عسكرية دائمة في سوريا.

ونبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن بلده "لن يسمح بحدوث ذلك".

وتواجه إيران اتهامات بأنها لا تسعى إلى توسيع النفوذ الشيعي فحسب، بل تريد فتح طريق للإمدادات من إيران لحزب الله اللبناني.

وازداد التوتر بين الدولتين، اللتين تتناصبان العداء منذ أمد طويل، بصورة منتظمة منذ أن زادت إيران من وجودها العسكري في سوريا، دولة الجوار الإسرائيلي.

ووجه الاتهام أيضا لإيران بتزويد حزب الله بالسلاح. وتتهم إسرائيل إيران أيضا بتهريب أسلحة للمقاومة الفلسطينية.

وتعهد نتنياهو منذ أمد طويل بوقف إيران عن تعزيز وجودها العسكري في سوريا.

ومطلع أبريل الماضي، أدت مجموعة من الغارات الجوية التي لم يعلن طرف من الأطراف المسؤولية عنها إلى مقتل عدد من الإيرانيين.