المخا - (أ ف ب): تستقدم القوات اليمنية المدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية وبدعم من الإمارات تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة الاستراتيجية في غرب اليمن، تمهيداً لحصار المتمردين الحوثيين وإجبارهم على تسليمها "بدون قتال"، حسبما أفادت مصادر عسكرية.

وكان التحالف في اليمن بقيادة المملكة أعلن مساء الاثنين وصول القوات الموالية للحكومة إلى منطقة تبعد 20 كلم عن جنوب الحديدة اثر معارك ضارية خاضتها مع المتمردين على ساحل البحر الأحمر.

وتوقفت المعارك في المنطقة الثلاثاء والأربعاء.

وقالت مصادر في القوات المدعومة من التحالف إن هذه القوات تستقدم حاليا التعزيزات تمهيداً لبدء "عملية جديدة" لدخول المدينة الساحلية والسيطرة على مينائها الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

وشاهد مراسل فرانس في المنطقة رتلاً عسكرياً كبيراً يضم آليات ومركبات، يتوجه من المخا على بعد 150 كلم جنوباً إلى الحديدة شمالاً.

وقال العقيد صادق دويد المتحدث الرسمي لقوات "المقاومة الوطنية"، أحد ثلاثة قوى رئيسية مشاركة في العملية، إن هذه القوى "تتعزز بقوات جديدة (...) ستشارك في استعادة مدينة الحديدة".

وأضاف "في البدء سنعمل على قطع خطوط الإمداد، خصوصاً بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى بدون قتال".

وتبعد الحديدة عن صنعاء نحو 230 كلم شرقاً، وتضم مطاراً وميناء رئيسياً تمر عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية.

لكن التحالف يقول إن الميناء يشكل منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبراً لتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية المجاورة من الأراضي اليمنية بشكل مكثّف منذ نهاية العام الماضي.

ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات بينهم 8.4 مليون يواجهون خطر المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة التي تعتبر الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم.

والثلاثاء أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد جراء عملية استعادة مدينة الحديدة وإمكانية حدوث نزوح كبير، فيما بدأت بوضع خطط للتعامل مع التصعيد المحتمل في المعارك، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

وسبق وان حذرت الأمم المتحدة من ان اي عملية تهدف للسيطرة على الحديدة قد تعطّل دخول شحنات المساعدات التي يعبر 70 بالمئة منها من خلال هذا المرفأ.

وكانت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري، جمعت في بداية 2018 ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.

وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" وهي وحدة من النخبة في الجيش اليمني أعادت الإمارات تأهيلها وكانت في مقدم الهجوم، يدعمها آلاف المقاتلين من اليمن الجنوبي.

والقوة الثانية الرئيسية هي "المقاومة الوطنية" وتتالف من موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين في ديسمبر الماضي. ويقود هذه القوة طارق صالح ابن أخ الرئيس الراحل.

أما القوة الثالثة فهي "مقاومة تهامة" وتحمل اسم المنطقة الساحلية للبحر الأحمر وتتألف من مقاتلين محليين من المنطقة يوالون الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض.

ومنذ بدء العملية، يدعو المتمردون سكان الحديدة إلى الانضمام إلى صفوفهم لمنع سقوط عاصمة المحافظة، وقد تكثفت هذه الدعوات في الأيام الأخيرة مع إعلان "التعبئة" لمواجهة تقدم القوات الموالية للحكومة.

على الصعيد السياسي، بدت الحكومة اليمنية المعترف بها وكأنها بدأت تستعد لمرحلة ما بعد السيطرة على مدينة الحديدة.

واعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في اتصال هاتفي مع محافظ الحديدة الحسن طاهر أنه "بتحرير" ميناء الحديدة ستتمكن القوات الحكومية "من تأمين الملاحة الدولية وحفظ الأمن في المياه الدولية".

وأضاف "الحديدة (...) باتت على موعد قريب للعودة إلى حضن الوطن، وحضن الدولة والجمهورية (...) ونحن نقف على أعتاب نصر جديد".

ودعا بن دغر بحسب ما نقلته عنه وكالة الانباء الرسمية "سبأ" سكان محافظة الحديدة التي تعتبر مدينة الحديدة عاصمتها "إلى رص الصفوف والتكاتف (...) في مواجهة الميليشيا الحوثية التي تفقد قواها كل يوم".