غزة – عز الدين أبو عيشة
تنادي أم سعيد على ابنتها الكبرى "بسرعة شغلي الليدات ثم احضري أطباق الطعام من المطبخ، لم يعد هناك متسع من الوقت لأذان المغرب، بضع دقائق متبقية"، تتحرك ابنتها بسرعة لتحاول إنارة صالة الطعام، لكنها تفشل في أن تجد طاقة بالبطارية، وبخفة تتجه لإشعال عدة شمعات، لتتمكن برفقة أهلها من الإفطار على النور الخافت لشعلة الشمعة.
وتعد "الليدات" إحدى وسائل الإنارة المستخدمة في قطاع غزة، وهي مصابيح صغيرة لا تحتاج إلى طاقة عالية، بحيث يمكن إضاءتها باستخدام بطاريات صغيرة بقدرة تصل إلى 20 فولت أو أكثر بقليل، وتعتمد بطارياتها على مبدأ إعادة الشحن والتفريغ، تحت نظرية تخزين الكهرباء، لمدة تزيد عن 8 ساعات، وترجع إلى طبيعة استخدام البطارية وعدد الليدات "المصابيح الصغيرة" المستخدمة على البطارية الواحدة.
أم سعيد تشكو دوماً من انقطاع الكهرباء طوال ساعات النهار، لمدة تزيد عن 20 ساعة، مقابل 4 ساعات وصل فقط.
قالت لـ "الوطن"، "ماذا سنفعل بـ 4 ساعات كهرباء، خاصة عندما تأتي بعد منتصف الليل، فلا يمكن القيام بهذا الوقت بمستلزمات البيت".
وتضطر أم سعيد برفقة بناتها الأربعة، إلى الاستيقاظ بعد منتصف الليل وقت مجيء الكهرباء، ليتسنى لها القيام بأعمالها المنزلية، وتضيف "في رمضان لا ننام طوال الليل، ننتظر الكهرباء لنعد العصائر والمشروبات، ونجهز للإفطار، كثيراً ما أقوم باستغلال ساعات وصل الكهرباء في طهي الطعام ويبقى لليوم التالي".
استمرار انقطاع التيار يحرم الأسر في القطاع من الإفطار على الكهرباء، فمعظم البيوت تفطر على العتمة، وتتابع أم سعيد "اليوم العاشر من رمضان لم نفطر على ضوء الكهرباء سوى يومين فقط، وكذلك السحور نتناوله على الشموع والليدات، فخلال أيام رمضان المنقضية تسحرنا مرتين فقط على الكهرباء"، تسكت برهة، ثم تستكمل حديثها قائلة "نعيش من قلة الموت، الحياة مملة في غزة لا مقومات بتاتًا".
حالة أم سعيد ليست الوحيدة، بل أسرة رامي شاهين من جنوب القطاع بالتحديد في مدينة خان يونس، تعيش ظروفًا صعبة في رمضان، هي أيضاً تفطر كل 5 أيام مرة واحدة فقط على ضوء الكهرباء، وباقي الأيام تعيش على ظلام العتمة أو خفوت نور الشمعة والليدات.
يقول رامي لـ "الوطن"، "أصبحنا نتمنى رؤية الكهرباء على الإفطار، هناك أزمة كبيرة نعيشها مع جدول 4 ساعات كهرباء، ما يعني أن الحصار في أشد حالاته"، متسائلاً: "لماذا نفطر كل 5 أيام مرة واحدة على الكهرباء، أليس هذا بظلم!؟"
وبعد المتابعة والبحث وسؤال عدد كبير، تبيّن لمراسل "الوطن" أن نحو 70% من الأسر تفطر كل 5 أيام مرة واحدة على ضوء الكهرباء، وباقي الأسر تقوم بتشغيل مولد كهربائي على حسابهم الخاص، أمّا عن السحور فان الأغلبية الساحقة يتسحرون بدون كهرباء.
كما تعيش غزة منذ 6 شهور في أزمة كهرباء حادة، فيصل التيار إلى منازل المواطنين 4 ساعات فقط، مقابل 20 ساعة قطع، وكان وضع الكهرباء قبل ذلك أفضل فتصل إلى نحو 6 ساعات، مقابل 18 ساعة قطع.
ومنتصف عام 2017 كانت الكهرباء في أفضل حالاتها تصل إلى 8 ساعات وصل مقابل مثلها قطع، حيث بدأت أزمة الكهرباء في غزة منذ أن قصفت طائرات الاحتلال محطة التوليد عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
ويحتاج القطاع من الكهرباء نحو 500 ميجا واط غير متوفر منها سوى 108 ميجا واط، واجمالي العجز يفوق 390 ميجا واط، في حين يغذي القطاع بالكهرباء من قبل مصر والاحتلال الإسرائيلي.
وترجع أسباب العجز لفرض ضريبة البلو الإضافية على الوقود الخاص بالكهرباء، إضافة إلى فصل الخطوط المصرية، والتحكم الإسرائيلي في كمية الكهرباء القادمة للقطاع.
تنادي أم سعيد على ابنتها الكبرى "بسرعة شغلي الليدات ثم احضري أطباق الطعام من المطبخ، لم يعد هناك متسع من الوقت لأذان المغرب، بضع دقائق متبقية"، تتحرك ابنتها بسرعة لتحاول إنارة صالة الطعام، لكنها تفشل في أن تجد طاقة بالبطارية، وبخفة تتجه لإشعال عدة شمعات، لتتمكن برفقة أهلها من الإفطار على النور الخافت لشعلة الشمعة.
وتعد "الليدات" إحدى وسائل الإنارة المستخدمة في قطاع غزة، وهي مصابيح صغيرة لا تحتاج إلى طاقة عالية، بحيث يمكن إضاءتها باستخدام بطاريات صغيرة بقدرة تصل إلى 20 فولت أو أكثر بقليل، وتعتمد بطارياتها على مبدأ إعادة الشحن والتفريغ، تحت نظرية تخزين الكهرباء، لمدة تزيد عن 8 ساعات، وترجع إلى طبيعة استخدام البطارية وعدد الليدات "المصابيح الصغيرة" المستخدمة على البطارية الواحدة.
أم سعيد تشكو دوماً من انقطاع الكهرباء طوال ساعات النهار، لمدة تزيد عن 20 ساعة، مقابل 4 ساعات وصل فقط.
قالت لـ "الوطن"، "ماذا سنفعل بـ 4 ساعات كهرباء، خاصة عندما تأتي بعد منتصف الليل، فلا يمكن القيام بهذا الوقت بمستلزمات البيت".
وتضطر أم سعيد برفقة بناتها الأربعة، إلى الاستيقاظ بعد منتصف الليل وقت مجيء الكهرباء، ليتسنى لها القيام بأعمالها المنزلية، وتضيف "في رمضان لا ننام طوال الليل، ننتظر الكهرباء لنعد العصائر والمشروبات، ونجهز للإفطار، كثيراً ما أقوم باستغلال ساعات وصل الكهرباء في طهي الطعام ويبقى لليوم التالي".
استمرار انقطاع التيار يحرم الأسر في القطاع من الإفطار على الكهرباء، فمعظم البيوت تفطر على العتمة، وتتابع أم سعيد "اليوم العاشر من رمضان لم نفطر على ضوء الكهرباء سوى يومين فقط، وكذلك السحور نتناوله على الشموع والليدات، فخلال أيام رمضان المنقضية تسحرنا مرتين فقط على الكهرباء"، تسكت برهة، ثم تستكمل حديثها قائلة "نعيش من قلة الموت، الحياة مملة في غزة لا مقومات بتاتًا".
حالة أم سعيد ليست الوحيدة، بل أسرة رامي شاهين من جنوب القطاع بالتحديد في مدينة خان يونس، تعيش ظروفًا صعبة في رمضان، هي أيضاً تفطر كل 5 أيام مرة واحدة فقط على ضوء الكهرباء، وباقي الأيام تعيش على ظلام العتمة أو خفوت نور الشمعة والليدات.
يقول رامي لـ "الوطن"، "أصبحنا نتمنى رؤية الكهرباء على الإفطار، هناك أزمة كبيرة نعيشها مع جدول 4 ساعات كهرباء، ما يعني أن الحصار في أشد حالاته"، متسائلاً: "لماذا نفطر كل 5 أيام مرة واحدة على الكهرباء، أليس هذا بظلم!؟"
وبعد المتابعة والبحث وسؤال عدد كبير، تبيّن لمراسل "الوطن" أن نحو 70% من الأسر تفطر كل 5 أيام مرة واحدة على ضوء الكهرباء، وباقي الأسر تقوم بتشغيل مولد كهربائي على حسابهم الخاص، أمّا عن السحور فان الأغلبية الساحقة يتسحرون بدون كهرباء.
كما تعيش غزة منذ 6 شهور في أزمة كهرباء حادة، فيصل التيار إلى منازل المواطنين 4 ساعات فقط، مقابل 20 ساعة قطع، وكان وضع الكهرباء قبل ذلك أفضل فتصل إلى نحو 6 ساعات، مقابل 18 ساعة قطع.
ومنتصف عام 2017 كانت الكهرباء في أفضل حالاتها تصل إلى 8 ساعات وصل مقابل مثلها قطع، حيث بدأت أزمة الكهرباء في غزة منذ أن قصفت طائرات الاحتلال محطة التوليد عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006.
ويحتاج القطاع من الكهرباء نحو 500 ميجا واط غير متوفر منها سوى 108 ميجا واط، واجمالي العجز يفوق 390 ميجا واط، في حين يغذي القطاع بالكهرباء من قبل مصر والاحتلال الإسرائيلي.
وترجع أسباب العجز لفرض ضريبة البلو الإضافية على الوقود الخاص بالكهرباء، إضافة إلى فصل الخطوط المصرية، والتحكم الإسرائيلي في كمية الكهرباء القادمة للقطاع.