* محلل سياسي لـ "الوطن": عملية الحديدة تساعد على تحرير صنعاء من الحوثيين
* الحكومة اليمنية: تحرير الحديدة بداية سقوط الحوثيين
* قرقاش: تحرير الحديدة يجبر الحوثيين على المفاوضات ومهلتنا انتهت
لندن - كميل البوشوكة، وكالات
أطلقت القوات الشرعية الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأربعاء هجوماً واسعاً بهدف تحرير مدينة الحديدة غرب اليمن والسيطرة عليها، في أهم عملية عسكرية تشنها القوات الشرعية ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو 3 سنوات، وأطقت عليها اسم عملية "النصر الذهبي"، فيما أكد المحلل السياسي ورئيس "حركة معاً من أجل يمن أفضل"، همدان الهمداني، في تصريح لـ "الوطن" أن "عملية الحديدة تساعد في تحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي".
وبالتزامن مع انطلاق عملية "النصر الذهبي" في الساحل الغربي وبدء معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، أكدت الحكومة اليمنية في بيان "مضيها نحو إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني، بعد أن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيات الحوثية من ميناء الحديدة، وطالبت أكثر من مرة المجتمع الدولي بالقيام بواجبه تجاه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، خاصة أبناء الحديدة جراء الممارسات الحوثية التي حولت الميناء إلى ممر للخراب والدمار عبر تهريب الأسلحة الإيرانية لقتل أبناء شعبنا اليمني"، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وسيطرت القوات المشتركة اليمنية، الأربعاء، على ضاحية النخيلة جنوب مدينة الحديدة غرب البلاد، بعد وقت قصير من انطلاق عملية تحرير المدينة ومينائها الرئيس في عملية عسكرية واسعة تحت اسم "النصر الذهبي".
وبحسب مصادر ميدانية من جبهة الساحل الغربي، فإن معنويات القوات المشتركة عالية وتتقدم في ظل مقاومة ضعيفة للميليشيات الحوثية.
ووصلت القوات المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية إلى مشارف مطار مدينة الحديدة.
وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، منذ تحرير القوات الشرعية 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.
وقال قائد ميداني في القوات الحكومية "حصلنا على الضوء الأخضر "من التحالف" ونتقدم نحو مطار مدينة الحديدة" الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وأكد قادة ميدانيون آخرون انطلاق العملية عند الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي "10:15 ت غ".
وذكرت مصادر في الجاح على بعد نحو 30 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة، أن القوات المدعومة من التحالف باتت على بعد 4 كيلومترات فقط من مطار المدينة الواقع في جنوبها.
وقالت مصادر في التحالف إن الطائرات شنت 18 غارة في الساعات الماضية على مواقع للمتمردين الحوثيين في محيط المدينة تمهيداً للعملية البرية.
وذكرت مصادر طبية في محافظة الحديدة أن 22 من المتمردين قتلوا في الـ 24 ساعة الماضية في غارات شنها التحالف، بينما قتل 3 من القوات الموالية للحكومة في هجوم على موقع قريب من الحدود الجنوبية لمدينة الحديدة.
وتأتي هذه التعزيزات بينما قالت صحف إماراتيه، بينها "ذا ناشيونال" التي تصدر باللغة الانجليزية، أن العد التنازلي بدأ لشن هجوم على الحديدة، مشيرة إلى أن الهجوم أصبح "وشيكاً".
وبحسب الأمم المتحدة، فإن المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث يجري "مفاوضات مكثفة" مع المتمردين والسعودية والإمارات من أجل "تجنب معركة شرسة ودامية في الحديدة".
وعقد مجلس الامن الدولي الإثنين اجتماعاً مغلقا استمع فيه الى تقرير المبعوث الاممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه لابقاء الميناء الحيوي مفتوحاً أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.
وتواصل غريفيث مع أعضاء المجلس عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان، بينما قال دبلوماسيون إنه يسعى لتطبيق خطة عمرها عام لتسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد.
وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.
وتضم هذه القوة "الوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في ديسمبر 2017.
وفي داخل الحديدة، أفاد سكان بأن الحذر والقلق يسيطران على المدينة، مشيرين الى انتشار المسلحين المدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الشوارع.
وقال سكان آخرون إن المتمردين حفروا خنادق، ونشروا الدبابات والمدفعيات في محيط مدينة الحديدة من جميع الاتجاهات.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيس للمساعدات الموجهة إلى نحو 8 ملايين من السكان معظمهم في المناطق الواقعة تحت سلطة المتمردين. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ إلى تطلق على السعودية.
وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيس في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لإخراج المتمردين من مدينة الحديدة لتجنب وقوع معركة فيها.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أكد في بيان الأربعاء أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية في مدينة الحديدة.
وقال في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين"، داعياً إلى "ضبط النفس ومنح فرصة للسلام".
وكانت الأمم المتحدة سحبت في وقت مبكر الإثنين كل موظفيها الدوليين من مدينة الحديدة.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا نعت مساء الثلاثاء المفاوضات السياسية لإخراج المتمردين من ميناء الحديدة. وقالت في بيان إن "تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين".
واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر أن "تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعاً جديداً ويعيد الحوثيين إلى المفاوضات".
وأكد في وقت لاحق نقلاً عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي أن التحالف وضعا خططاً بديلة للتعامل مع إمكانية توقف تدفق المساعدات عبر ميناء الحديدة.
وكتب قرقاش "احتلال الحوثيين غير الشرعي للحديدة سيطيل الحرب في اليمن، وتحريرُ المدينة ومينائها سيفرض واقعاً جديداً، وسيجبر الحوثيين على التفاوض".
وأضاف أن "الاحتلال الحوثي الحالي وغير القانوني للحديدة يُطيل أمد الحرب اليمنية"، وأن "على المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لإخلاء الحديدة وترك الميناء سالماً".
وشدد قرقاش على أنه "لا يمكن للحوثيين أن يأخذوا الحديدة كرهينة من أجل تمويل حربهم، وتغيير مسار المساعدات الإنسانية.. اعتداؤهم على الشعب اليمني استمر لوقت طويل جداً"، مشيراً إلى أن "استخدام الحوثيين للألغام البرية والبحرية يدل على عدم اكتراثهم بحياة اليمنيين".
وأكد أن "الإمارات والتحالف العربي ستستمر في تسريع وتيرة دخول المساعدات الإنسانية، وعلى استمرار التزام التحالف طويل الأمد تجاه اليمن ودعمها له".
وفي نفس السياق قال قرقاش، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن "المهلة المتاحة للأمم المتحدة لإقناع حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بإخلاء ميناء الحديدة اليمني، انتهت ليل الثلاثاء".
وقال "أمهلنا مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتين جريفيث 48 ساعة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة". وأضاف "ننتظر رده، مهلة الـ48 ساعة تنتهي خلال ليل الثلاثاء والأربعاء"، مما يعني انتهاء المهلة بدون استجابة من ميليشيا الحوثي الإيرانية.
وأردف "بفضل سيطرتهم على ميناء الحديدة يحصلون على التمويل الذي يمكّنهم من حيازة الأسلحة، مثل الصواريخ التي أطلقت بعد ذلك على السعودية".
من جانبه، قال المحلل السياسي ورئيس "حركة معاً من أجل يمن أفضل"، همدان الهمداني، في تصريح لـ "الوطن" أن "الحوثي تسبب في تعرض أكثر من 8 ملايين يمني للمجاعة، بما في ذلك 600 ألف في الحديدة. وهذا يعني أن الحوثي ارتكب جريمة ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني، لذلك، استمرار معركة تحرير الحديدة تعني بداية نهاية المأساة في اليمن والطريق الصحيح لإنهاء الأزمة في البلاد منذ انقلاب الحوثيين ضد الشرعية".
وأشار الهمداني إلى أن "تحرير الحديدة لا يتسبب في قتل المدنيين بالمقارنة مع تحرير مدينة عدن لأسباب عديدة، إن عدد قوات الحوثيين في الميناء منخفض للغاية مقارنة مع وجودهم في عدن في فترة المعركة لذلك في أي معركة حقيقية سينتهي الصراع بسرعة وحصار الحوثيين لمواطني الحديدة يجعل المواطنين على استعداد لرفع السلاح للانضمام إلى القوات الشرعية لطرد الحوثيين من المدينة، وسيساعد وجود عدد كبير من قوات الحرس الجمهوري المرتبطة بالعميد طارق صالح في تحرير مدينة الحديدة من قبضة الحوثي، وبالتالي، فإن تحرير المدينة لا يؤثر على المدنيين وسيساعد على تحرير صنعاء من الحوثي وإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن".
* الحكومة اليمنية: تحرير الحديدة بداية سقوط الحوثيين
* قرقاش: تحرير الحديدة يجبر الحوثيين على المفاوضات ومهلتنا انتهت
لندن - كميل البوشوكة، وكالات
أطلقت القوات الشرعية الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأربعاء هجوماً واسعاً بهدف تحرير مدينة الحديدة غرب اليمن والسيطرة عليها، في أهم عملية عسكرية تشنها القوات الشرعية ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو 3 سنوات، وأطقت عليها اسم عملية "النصر الذهبي"، فيما أكد المحلل السياسي ورئيس "حركة معاً من أجل يمن أفضل"، همدان الهمداني، في تصريح لـ "الوطن" أن "عملية الحديدة تساعد في تحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي".
وبالتزامن مع انطلاق عملية "النصر الذهبي" في الساحل الغربي وبدء معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، أكدت الحكومة اليمنية في بيان "مضيها نحو إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني، بعد أن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيات الحوثية من ميناء الحديدة، وطالبت أكثر من مرة المجتمع الدولي بالقيام بواجبه تجاه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، خاصة أبناء الحديدة جراء الممارسات الحوثية التي حولت الميناء إلى ممر للخراب والدمار عبر تهريب الأسلحة الإيرانية لقتل أبناء شعبنا اليمني"، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وسيطرت القوات المشتركة اليمنية، الأربعاء، على ضاحية النخيلة جنوب مدينة الحديدة غرب البلاد، بعد وقت قصير من انطلاق عملية تحرير المدينة ومينائها الرئيس في عملية عسكرية واسعة تحت اسم "النصر الذهبي".
وبحسب مصادر ميدانية من جبهة الساحل الغربي، فإن معنويات القوات المشتركة عالية وتتقدم في ظل مقاومة ضعيفة للميليشيات الحوثية.
ووصلت القوات المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية إلى مشارف مطار مدينة الحديدة.
وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، منذ تحرير القوات الشرعية 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.
وقال قائد ميداني في القوات الحكومية "حصلنا على الضوء الأخضر "من التحالف" ونتقدم نحو مطار مدينة الحديدة" الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وأكد قادة ميدانيون آخرون انطلاق العملية عند الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي "10:15 ت غ".
وذكرت مصادر في الجاح على بعد نحو 30 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة، أن القوات المدعومة من التحالف باتت على بعد 4 كيلومترات فقط من مطار المدينة الواقع في جنوبها.
وقالت مصادر في التحالف إن الطائرات شنت 18 غارة في الساعات الماضية على مواقع للمتمردين الحوثيين في محيط المدينة تمهيداً للعملية البرية.
وذكرت مصادر طبية في محافظة الحديدة أن 22 من المتمردين قتلوا في الـ 24 ساعة الماضية في غارات شنها التحالف، بينما قتل 3 من القوات الموالية للحكومة في هجوم على موقع قريب من الحدود الجنوبية لمدينة الحديدة.
وتأتي هذه التعزيزات بينما قالت صحف إماراتيه، بينها "ذا ناشيونال" التي تصدر باللغة الانجليزية، أن العد التنازلي بدأ لشن هجوم على الحديدة، مشيرة إلى أن الهجوم أصبح "وشيكاً".
وبحسب الأمم المتحدة، فإن المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث يجري "مفاوضات مكثفة" مع المتمردين والسعودية والإمارات من أجل "تجنب معركة شرسة ودامية في الحديدة".
وعقد مجلس الامن الدولي الإثنين اجتماعاً مغلقا استمع فيه الى تقرير المبعوث الاممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه لابقاء الميناء الحيوي مفتوحاً أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.
وتواصل غريفيث مع أعضاء المجلس عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان، بينما قال دبلوماسيون إنه يسعى لتطبيق خطة عمرها عام لتسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد.
وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.
وتضم هذه القوة "الوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في ديسمبر 2017.
وفي داخل الحديدة، أفاد سكان بأن الحذر والقلق يسيطران على المدينة، مشيرين الى انتشار المسلحين المدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الشوارع.
وقال سكان آخرون إن المتمردين حفروا خنادق، ونشروا الدبابات والمدفعيات في محيط مدينة الحديدة من جميع الاتجاهات.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيس للمساعدات الموجهة إلى نحو 8 ملايين من السكان معظمهم في المناطق الواقعة تحت سلطة المتمردين. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ إلى تطلق على السعودية.
وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيس في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لإخراج المتمردين من مدينة الحديدة لتجنب وقوع معركة فيها.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أكد في بيان الأربعاء أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية في مدينة الحديدة.
وقال في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين"، داعياً إلى "ضبط النفس ومنح فرصة للسلام".
وكانت الأمم المتحدة سحبت في وقت مبكر الإثنين كل موظفيها الدوليين من مدينة الحديدة.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا نعت مساء الثلاثاء المفاوضات السياسية لإخراج المتمردين من ميناء الحديدة. وقالت في بيان إن "تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين".
واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر أن "تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعاً جديداً ويعيد الحوثيين إلى المفاوضات".
وأكد في وقت لاحق نقلاً عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي أن التحالف وضعا خططاً بديلة للتعامل مع إمكانية توقف تدفق المساعدات عبر ميناء الحديدة.
وكتب قرقاش "احتلال الحوثيين غير الشرعي للحديدة سيطيل الحرب في اليمن، وتحريرُ المدينة ومينائها سيفرض واقعاً جديداً، وسيجبر الحوثيين على التفاوض".
وأضاف أن "الاحتلال الحوثي الحالي وغير القانوني للحديدة يُطيل أمد الحرب اليمنية"، وأن "على المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لإخلاء الحديدة وترك الميناء سالماً".
وشدد قرقاش على أنه "لا يمكن للحوثيين أن يأخذوا الحديدة كرهينة من أجل تمويل حربهم، وتغيير مسار المساعدات الإنسانية.. اعتداؤهم على الشعب اليمني استمر لوقت طويل جداً"، مشيراً إلى أن "استخدام الحوثيين للألغام البرية والبحرية يدل على عدم اكتراثهم بحياة اليمنيين".
وأكد أن "الإمارات والتحالف العربي ستستمر في تسريع وتيرة دخول المساعدات الإنسانية، وعلى استمرار التزام التحالف طويل الأمد تجاه اليمن ودعمها له".
وفي نفس السياق قال قرقاش، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن "المهلة المتاحة للأمم المتحدة لإقناع حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بإخلاء ميناء الحديدة اليمني، انتهت ليل الثلاثاء".
وقال "أمهلنا مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتين جريفيث 48 ساعة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة". وأضاف "ننتظر رده، مهلة الـ48 ساعة تنتهي خلال ليل الثلاثاء والأربعاء"، مما يعني انتهاء المهلة بدون استجابة من ميليشيا الحوثي الإيرانية.
وأردف "بفضل سيطرتهم على ميناء الحديدة يحصلون على التمويل الذي يمكّنهم من حيازة الأسلحة، مثل الصواريخ التي أطلقت بعد ذلك على السعودية".
من جانبه، قال المحلل السياسي ورئيس "حركة معاً من أجل يمن أفضل"، همدان الهمداني، في تصريح لـ "الوطن" أن "الحوثي تسبب في تعرض أكثر من 8 ملايين يمني للمجاعة، بما في ذلك 600 ألف في الحديدة. وهذا يعني أن الحوثي ارتكب جريمة ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني، لذلك، استمرار معركة تحرير الحديدة تعني بداية نهاية المأساة في اليمن والطريق الصحيح لإنهاء الأزمة في البلاد منذ انقلاب الحوثيين ضد الشرعية".
وأشار الهمداني إلى أن "تحرير الحديدة لا يتسبب في قتل المدنيين بالمقارنة مع تحرير مدينة عدن لأسباب عديدة، إن عدد قوات الحوثيين في الميناء منخفض للغاية مقارنة مع وجودهم في عدن في فترة المعركة لذلك في أي معركة حقيقية سينتهي الصراع بسرعة وحصار الحوثيين لمواطني الحديدة يجعل المواطنين على استعداد لرفع السلاح للانضمام إلى القوات الشرعية لطرد الحوثيين من المدينة، وسيساعد وجود عدد كبير من قوات الحرس الجمهوري المرتبطة بالعميد طارق صالح في تحرير مدينة الحديدة من قبضة الحوثي، وبالتالي، فإن تحرير المدينة لا يؤثر على المدنيين وسيساعد على تحرير صنعاء من الحوثي وإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن".