* مهمة صعبة للمبعوث الأممي بصنعاء

* المتمردون "يفشلون" زيارة المبعوث الدولي

* سيطرة نارية لـ "الشرعية" على مطار الحديدة وطرق الإمداد مقطوعة

* "الصليب الأحمر" تعلق أنشطتها الإنسانية في اليمن لأسباب أمنية

صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات

أعلن المركز الإعلامي للجيش اليمني السبت، "تحرير مطار الحديدة من قبضة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران"، فيما أفادت مصادر، بأن "القوات الشرعية سيطرت نارياً على مطار الحديدة، غرب اليمن، وعمدت إلى قطع كافة طرق الإمداد عن ميليشيات الحوثي التي باتت محاصرة"، بينما هاجم مسؤولون في ميليشيات الحوثي الإيرانية مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، مع وصوله إلى صنعاء، السبت، ووصفوا زيارته بأنها "فاشلة"، الأمر الذي من شأنه عرقلة الحلول السلمية، ما يؤكد على استمرار تعنت المتمردين والتمسك بنهجهم القائم على إفشال أي حلول سلمية، في حين قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "تعليق جميع أنشطتها الإنسانية في اليمن لأسباب أمنية، بعد تعرض أنشطتها وطواقمها العاملة لتهديدات مباشرة"، وفقا لما ذكرته.

وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني في تغريدة على "تويتر"، "قوات الجيش مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي تحرر مطار الحديدة الدولي من قبضة مليشيات الحوثي والفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة".

وقال مصدر بالجيش اليمني إن "القوات تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار". وأضاف "نحتاج بعض الوقت للتأكد من عدم وجود مسلحين وألغام أو متفجرات بالمبنى".

من جهة أخرى، أشار المركز الإعلامي إلى أن "بوارج ومقاتلات التحالف العربي قامت بقصف القاعدة والكلية البحرية في المدينة التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية".‏

وكان الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية سيطر الجمعة على مدخل مطار الحديدة غرب اليمن بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وقال التحالف في بيان لوكالة الأنباء رويترز "نعمل على تأمينه "المطار"، الآن.. سندخل قريبا المرحلة المقبلة من العمليات للضغط على الحوثيين على عدة جبهات بما في ذلك النقاط الساحلية ومشارف أخرى للمدينة ومن داخل المدينة نفسها مع المقاومة المحلية".

وأضاف البيان "الأولوية في العمليات هي تفادي سقوط خسائر بين المدنيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والسماح للأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لإخلاء المدينة".

في غضون ذلك، هاجم مسؤولون في ميليشيات الحوثي الإيرانية مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، مع وصوله إلى صنعاء، السبت، ووصفوا زيارته بأنها "فاشلة"، الأمر الذي من شأنه عرقلة الحلول السلمية، ما يؤكد على استمرار تعنت المتمردين والتمسك بنهجهم القائم على إفشال أي حلول سلمية.

وتهدف زيارة غريفيث إلى إقناع المتمردين الحوثيين في الحديدة بتسليم المدينة للحكومة الشرعية في البلاد، بتخليص المدنيين من المعاناة، التي يعيشونها منذ سيطرة الانقلابيين عليها عام 2014.

واستبق المتحدث باسم المتمردين الحوثيين، محمد عبد السلام، وصول غريفيث بإطلاق تصريحات تنعى أي مبادرة قبل ولادتها.

فقد قال في هذه التصريحات "إن الزيارة محكوم عليها بالفشل المحتوم"، وذلك في تحد للإرادة الدولية.

ويرفض المتمردون الحوثيون المطالب المتكررة للخروج من الحديدة وتسليم مينائها، الأمر الذي من شأنه أن يعمق معاناة المدنيين، الذين يتلقون كافة المساعدات عبر ميناء المدينة الاستراتيجي.

وكان التحالف العربي قد أطلق عملية عسكرية وإنسانية واسعة لتحرير المدينة ومينائها لتجفيف منابع تمويل الحوثيين، عبر منعهم من المتاجرة بغذاء ودواء اليمنيين في السوق السوداء لدعم مجهودهم الحربي.

ويواصل التحالف العربي نهج "الحزم والأمل"، الذي طبقه خلال العمليات السابقة، والمتمثل بتحرير المحافظات من السطوة العسكرية لميليشيات إيران، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق وتقديم الدعم الإنساني للأهالي.

ويعد ميناء الحديدة شريان الحياة لأكثر من 8 ملايين يمني، فعبره تمر معظم الواردات وإمدادات الإغاثة، للملايين في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء.

وحولت الميليشيات الانقلابية الميناء منذ عام 2014، إلى أحد أبرز مصادر تمويلها، بالإضافة إلى استخدامه لإدخال الأسلحة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران.

ودأبت الميليشيات الموالية لإيران على ضرب كافة المحاولات السلمية لحل الأزمة عبر خرق اتفاقات الهدنة والتملص من التعهدات وتقويض أي فرصة للسلام.

ويخوض مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث في صنعاء السبت مهمة حاسمة قد تكون آخر الفرص الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق حيال ميناء الحديدة وتجنيب المدينة حرباً دامية في شوارعها في وقت لا تزال المعارك تدور عند مدخلها الجنوبي.

وبينما يلتقي غريفيث المتمردين الحوثيين في صنعاء، أعلنت القوات الموالية للحكومة التي تشن منذ الاربعاء هجوما كبيرا باتجاه الحديدة، السيطرة على مطارها.

وأفادت مصادر في صنعاء أن المبعوث الدولي لم يدل بتصريح لدى وصوله الى صنعاء، وغادر المطار فوراً متوجهاً إلى المدينة للاجتماع بقادة المتمردين الحوثيين.

وكان غريفيث أكد لدى بداية الهجوم الذي تقوده الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية داخل مدينة الحديدة.

وأضاف في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين".

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري بقيادة السعودية يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها لوقف الهجوم.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، منذ استعادة هذه القوات 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

وكانت القوات المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية وصلت الجمعة الى منطقة تبعد نحو كيلومترين عن البوابة الجنوبية لمطار الحديدة الواقع جنوب المدينة، وخاضت معارك عنيفة مع المتمردين استمرت لساعات حاولت خلالها اقتحام المطار.

من ناحية أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق جميع أنشطتها الإنسانية في اليمن لأسباب أمنية، بعد تعرض أنشطتها وطواقمها العاملة لتهديدات مباشرة، وفقا لما ذكرته.

يأتي هذا بالتزامن مع قيام اللجنة بسحب 71 من موظفيها العاملين في اليمن مؤخرا، وذلك على خلفية تعرضهم لسلسلة من الحوادث والتهديدات.

وقالت اللجنة في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها قررت أيضاً "تعليق كافة نشاطاتها الإنسانية بما فيها الخدمات الجراحية، ومبادرات المياه النظيفة، والمساعدة الغذائية، ونشاطات زيارة المعتقلين".

وأضاف البيان أنّ "الأسابيع الأخيرة شهدت تعرض أنشطة اللجنة لتهديدات ومحاولات استهداف مباشرة"، دون الإشارة إلى ماهية تلك التهديدات والاستهدافات، أو الجهة التي تحاول استهداف أنشطتها وطواقمها العاملة.

وتابع البيان "نرى محاولة قوية لاستغلال منظمتنا في الصراع "الدائر في اليمن"، ونحمل جميع الأطراف المسؤولية حيال أمن موظفينا".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل في اليمن منذ عام 1962، قد تعرضت لمضايقات عديدة ومحاولات فرض الوصاية عليها في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية.

وفي أبريل من هذا العام، قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقل مكتبها من مديرية التعزية التي لا تزال في قبضة الانقلابيين إلى بلدة الضباب التي تم تحريرها من قبل الجيش الموالي للشرعية اليمنية في مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

غير أن اللجنة تراجعت عن ذلك عقب حادثة مقتل اللبناني حنا لحود العامل ضمن بعثة الصليب الأحمر في 21 من الشهر ذاته، وهي الحادثة التي أثارت الرأي العام المحلي، وأكد البعض حينها أن خلايا نائمة تتبع الانقلابيين هي من نفذت جريمة الاغتيال بغرض عرقلة نقل مكتب اللجنة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.