* قافلة برية سعودية تنطلق من جازان لإغاثة أهالي الحديدة
* مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين بمعارك مطار الحديدة
* أسر العشرات من مسلحي الحوثي كانوا يتحصنون خلف أسوار المطار
* المتمردون يقطعون شوارع رئيسة في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات
* توقعات بحرب شوارع في المدينة
* دبلوماسيون: المبعوث الأممي يأمل استئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل
الدمام - عصام حسان، وكالات
أحكمت القوات الشرعية اليمنية بإسناد ومشاركة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" ، سيطرتها على مطار الحديدة غرب البلاد، إثر عملية عسكرية خاطفة دكت تحصينات ودفاعات ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، الثلاثاء، فيما انطلقت قافلة إغاثية برية مكونة من 15 شاحنة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جازان جنوب غرب المملكة تستهدف أهالي الحديدة تحمل على متنها مواد غذائية أساسية وأدوية، بينما اكد دبلوماسيون أن "المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث يأمل في استئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل".
ونجحت القوات المشتركة في السيطرة على المطار وسط فرار عدد كبير من مسلحي الحوثي، ومصرع عشرات الآخرين، بمشاركة التحالف العربي.
كما نجحت قوات المقاومة المشتركة في السيطرة الكاملة على قرية المنظر غرب مطار الحديدة، التي كانت تتحصن فيها ميليشيات الحوثي في ضربات دقيقة وحاسمة أربكت صفوفها وأنهكت قدراتها العسكرية.
وتمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من أسر العشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني في ضربة قاصمة وموجعة لعناصر الميليشيات وقياداتها.
ولقي العشرات من مسلحي ميليشيات الحوثي مصرعهم بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية للمطار، الذي سيساهم تحريره في تسريع عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وباشرت الفرق الهندسية التابعة للتحالف العربي والمقاومة المشتركة تطهير المطار، ومحيطة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيين بشكل عشوائي في محاولات منها لتأخير تقدم القوات.
ويأتي تحرير المطار، في إطار عملية أوسع تشمل دحر الحوثيين من مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، الذي من المفترض أن يستقبل المواد الإغاثية والطبية والأولية لملايين اليمنيين في شمال البلاد.
ولكن ميليشيات الحوثي سخرت الميناء، منذ السيطرة على الحديدة قبل أعوام، لتلقي الأسلحة الإيرانية والاستيلاء على المواد الإغاثية، بالإضافة لنهب إيراداته لتمويل عملياتها الإرهابية.
وكان التحالف العربي أعلن، قبل أيام، بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة الحديدة والميناء، تموازاة عملية إنسانية تشمل جسراً جوياً وبحرياً لتوصيل أطنان من المساعدات إلى اليمنيين الذي يعانون من إرهاب الحوثي.
وفي وقت سابق، دخلت القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية والمدعومة من التحالف مطار الحديدة الثلاثاء، بعد نحو أسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي.
وجاء دخول المطار بعد معارك عنيفة دارت في الصباح عند المدخل الجنوبي في موازاة غارات مكثفة لطيران التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، في سابع أيام أكبر عملية عسكرية للقوات الموالية للحكومة ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت وكالة الانباء الاماراتية الحكومية "بمشاركة وإسناد من القوات_المسلحة_الإماراتية، المقاومة اليمنية المشتركة تدخل مطار الحديدة في عملية عسكرية نوعية ودفاعات ميليشيات الحوثي تتهاوى". وأكد مصدر في القوات الحكومية دخول المطار.
وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء الماضي بمساندة التحالف هجوماً واسعاً تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف تحرير مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها.
وتضم المدينة ميناء رئيساً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكرياً.
ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دولياً لوقف الهجوم. وكانت الإمارات، التي تساند القوات اليمنية المهاجمة، أكّدت الاثنين أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط.
وقالت "وام" إن معارك الثلاثاء "خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية لـمطار الحديدة".
وأضافت "المقاومة اليمنية المشتركة تأسر العشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني"، متحدثة عن "سيطرة على أجزاء واسعة" من المطار.
وفي داخل الحديدة، بدت المدينة وكأنها تستعد لحرب شوارع.
وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فإن المتمردين عمدوا منذ الاثنين إلى "قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة".
وأضاف مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال "حفروا "المتمردون" خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين". وتابع "الحركة في المدينة تبدو شبه مشلولة".
ومع استمرار الحرب، تتزايد حركة النزوح نحو مناطق أخرى مجاورة وبينها العاصمة صنعاء على بعد 230 كلم.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نحو 32711 شخصاً نزحوا في محافظة الحديدة منذ الأول من يونيو الحالي، بينهم 3073 شخصاً في مدينة الحديدة.
وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نزوح آلاف من سكان مدينة الحديدة خلال الأيام المقبلة.
ويسير الهجوم في الحديدة في موازاة محاولات من قبل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث التوصل إلى تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب خلال زيارة إلى صنعاء الخاضعة أيضاً لسيطرة المتمردين بدأها السبت.
وغادر المبعوث الدولي صنعاء الثلاثاء دون أن يدلي بتصريح للصحافيين في المطار.
وكان غريفيث أبلغ مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو الاثنين عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في البلد، كما أفاد دبلوماسيون.
وبحسب المصادر، فإن غريفيث يعتبر أن هناك حالياً "فرصاً" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع.
وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.
انسانيا، انطلقت قافلة إغاثية برية مكونة من 15 شاحنة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جازان جنوب غرب المملكة تستهدف أهالي محافظة الحديدة غرب اليمن تحمل على متنها موادًا غذائية أساسية وأدوية.
وأوضح مدير إدارة الإغاثة العاجلة في المركز ورئيس لجنة إغاثة محافظة الحديدة فهد العصيمي، أن القافلة البرية المكونة من 15 شاحنة انطلقت من جازان متوجهة إلى محافظة الحديدة عبر منفذ الوديعة الحدودي، منها 10 شاحنات تحمل 284 طنًا من السلال الغذائية الأساسية، و5 شاحنات تحمل 95 طنًا من الأدوية.
وأشار إلى أن اللجنة في اجتماعها الثالث - الذي عقد الثلاثاء - اطلعت على تقييم الأوضاع وأولويات الاحتياجات الإنسانية لأهالي محافظة الحديدة والمتطلبات الضرورية، وفق المعايير الدولية في هذا الشأن، وشملت عمليات التقييم قطاعات التغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والإيواء، والأمن الغذائي، والصحة. وأكد العصيمي أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في عموم مديريات محافظة الحديدة ناتجة عن تعنّت الميليشيات الحوثية وتصرفاتها اللا مسؤولة تجاه المنظمات الإنسانية الدولية، وتدخلها المستمر في أعمالها ومضايقة طواقمها واستهدافهم، كما تسيطر تلك المليشيات على المعابر التي يسلكها القائمون على إيصال المساعدات، وخاصة ميناء الحديدة وتقوم باحتجاز السفن التي تحمل المساعدات وتفرض عليها الرسوم وتهدد الملاحة البحرية، وتصادر وتنهب كميات كبيرة من الإمدادات الإنسانية المخصصة لأهالي المحافظة، وتعمل على توزيعها على أفراد مليشياتها المسلحة دعماً لما تسميه "المجهود الحربي"، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المعاناة لسكان محافظة الحديدة برغم قربهم من الميناء حيث يعانون من الحرمان من المساعدات الإنسانية.
وبين أن "نسبة الاحتياج الإنساني لقطاع التغذية بلغت 31 % لمعالجة الإصابة بأمراض سوء التغذية بين الأطفال والأمهات والحوامل وتدهور الخدمات الصحية وسوء الأوضاع المعيشية، وتراجع الجهود الإنسانية الدولية في اليمن نتيجة المخاطر المحتملة، فيما بلغت نسبة الاحتياج الإنساني لقطاع المياه والإصحاح البيئي 61.7 %، حيث سيتم استهداف مليون و949 ألف نسمة من إجمالي سكان الحديدة البالغ عددهم 3 ملايين نسمة لمعالجة تدمير بعض شبكات المياه الذي أدى إلى نقص في مصادر المياه الصالحة للشرب، وعدم إزالة النفايات والتخلص منها، وانتشار مرض حمى الضنك.
وفيما يخص قطاع الإيواء فقد بلغت نسبة الاحتياج الإنساني 61 % حيث سيتم استهداف 10 إلى 25 % من سكان الحديدة بالمواد الإيوائية من الخيام والبطانيات والبسط، وفي قطاع الأمن الغذائي بلغت نسبة الاحتياج الإنساني للقطاع 61 % حيث سيتم استهداف 10 - 25 % من السكان بتقديم السلال الغذائية.
وأضاف العصيمي "بلغت نسبة الاحتياج الإنساني في قطاع الصحة 61.2 % لمعالجة إغلاق المستشفيات الريفية ونقص الكوادر الطبية والأدوية والمعامل الوريدية وأدوية التخدير والأجهزة والمستلزمات الطبية، وكذلك عدم وجود مراكز الغسيل الكلوي ونقص المستلزمات والمحاليل والوقود والمولدات الكهربائية، وانتشار مرض السرطان حيث يوجد أكثر من 2700 مريض بالسرطان يعانون من انعدام الأدوية المضادة للسرطان، وتقديم الاحتياجات الإنسانية لمواجهة الأمراض المزمنة ونقص أدوية الضغط والسكري وأمراض القلب، حيث تشتهر الحديدة بمرضى الانيميا المنجلية والثلاسيميا".
وأوضح مدير إدارة الإغاثة العاجلة في المركز ورئيس لجنة إغاثة محافظة الحديدة أن "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يعكف حاليًا على دراسة تنفيذ حزمة من المشروعات الإنسانية والبرامج الإغاثية والطبية الطارئة والمستدامة التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع الحكومة الشرعية اليمنية والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة هناك والشركاء المحليين لصالح أهالي المحافظة".
* مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين بمعارك مطار الحديدة
* أسر العشرات من مسلحي الحوثي كانوا يتحصنون خلف أسوار المطار
* المتمردون يقطعون شوارع رئيسة في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات
* توقعات بحرب شوارع في المدينة
* دبلوماسيون: المبعوث الأممي يأمل استئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل
الدمام - عصام حسان، وكالات
أحكمت القوات الشرعية اليمنية بإسناد ومشاركة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" ، سيطرتها على مطار الحديدة غرب البلاد، إثر عملية عسكرية خاطفة دكت تحصينات ودفاعات ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، الثلاثاء، فيما انطلقت قافلة إغاثية برية مكونة من 15 شاحنة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جازان جنوب غرب المملكة تستهدف أهالي الحديدة تحمل على متنها مواد غذائية أساسية وأدوية، بينما اكد دبلوماسيون أن "المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث يأمل في استئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل".
ونجحت القوات المشتركة في السيطرة على المطار وسط فرار عدد كبير من مسلحي الحوثي، ومصرع عشرات الآخرين، بمشاركة التحالف العربي.
كما نجحت قوات المقاومة المشتركة في السيطرة الكاملة على قرية المنظر غرب مطار الحديدة، التي كانت تتحصن فيها ميليشيات الحوثي في ضربات دقيقة وحاسمة أربكت صفوفها وأنهكت قدراتها العسكرية.
وتمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من أسر العشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني في ضربة قاصمة وموجعة لعناصر الميليشيات وقياداتها.
ولقي العشرات من مسلحي ميليشيات الحوثي مصرعهم بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية للمطار، الذي سيساهم تحريره في تسريع عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وباشرت الفرق الهندسية التابعة للتحالف العربي والمقاومة المشتركة تطهير المطار، ومحيطة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيين بشكل عشوائي في محاولات منها لتأخير تقدم القوات.
ويأتي تحرير المطار، في إطار عملية أوسع تشمل دحر الحوثيين من مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، الذي من المفترض أن يستقبل المواد الإغاثية والطبية والأولية لملايين اليمنيين في شمال البلاد.
ولكن ميليشيات الحوثي سخرت الميناء، منذ السيطرة على الحديدة قبل أعوام، لتلقي الأسلحة الإيرانية والاستيلاء على المواد الإغاثية، بالإضافة لنهب إيراداته لتمويل عملياتها الإرهابية.
وكان التحالف العربي أعلن، قبل أيام، بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة الحديدة والميناء، تموازاة عملية إنسانية تشمل جسراً جوياً وبحرياً لتوصيل أطنان من المساعدات إلى اليمنيين الذي يعانون من إرهاب الحوثي.
وفي وقت سابق، دخلت القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية والمدعومة من التحالف مطار الحديدة الثلاثاء، بعد نحو أسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي.
وجاء دخول المطار بعد معارك عنيفة دارت في الصباح عند المدخل الجنوبي في موازاة غارات مكثفة لطيران التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، في سابع أيام أكبر عملية عسكرية للقوات الموالية للحكومة ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت وكالة الانباء الاماراتية الحكومية "بمشاركة وإسناد من القوات_المسلحة_الإماراتية، المقاومة اليمنية المشتركة تدخل مطار الحديدة في عملية عسكرية نوعية ودفاعات ميليشيات الحوثي تتهاوى". وأكد مصدر في القوات الحكومية دخول المطار.
وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء الماضي بمساندة التحالف هجوماً واسعاً تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف تحرير مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها.
وتضم المدينة ميناء رئيساً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكرياً.
ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دولياً لوقف الهجوم. وكانت الإمارات، التي تساند القوات اليمنية المهاجمة، أكّدت الاثنين أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط.
وقالت "وام" إن معارك الثلاثاء "خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية لـمطار الحديدة".
وأضافت "المقاومة اليمنية المشتركة تأسر العشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني"، متحدثة عن "سيطرة على أجزاء واسعة" من المطار.
وفي داخل الحديدة، بدت المدينة وكأنها تستعد لحرب شوارع.
وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فإن المتمردين عمدوا منذ الاثنين إلى "قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة".
وأضاف مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال "حفروا "المتمردون" خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين". وتابع "الحركة في المدينة تبدو شبه مشلولة".
ومع استمرار الحرب، تتزايد حركة النزوح نحو مناطق أخرى مجاورة وبينها العاصمة صنعاء على بعد 230 كلم.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نحو 32711 شخصاً نزحوا في محافظة الحديدة منذ الأول من يونيو الحالي، بينهم 3073 شخصاً في مدينة الحديدة.
وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نزوح آلاف من سكان مدينة الحديدة خلال الأيام المقبلة.
ويسير الهجوم في الحديدة في موازاة محاولات من قبل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث التوصل إلى تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب خلال زيارة إلى صنعاء الخاضعة أيضاً لسيطرة المتمردين بدأها السبت.
وغادر المبعوث الدولي صنعاء الثلاثاء دون أن يدلي بتصريح للصحافيين في المطار.
وكان غريفيث أبلغ مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو الاثنين عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في البلد، كما أفاد دبلوماسيون.
وبحسب المصادر، فإن غريفيث يعتبر أن هناك حالياً "فرصاً" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع.
وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.
انسانيا، انطلقت قافلة إغاثية برية مكونة من 15 شاحنة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جازان جنوب غرب المملكة تستهدف أهالي محافظة الحديدة غرب اليمن تحمل على متنها موادًا غذائية أساسية وأدوية.
وأوضح مدير إدارة الإغاثة العاجلة في المركز ورئيس لجنة إغاثة محافظة الحديدة فهد العصيمي، أن القافلة البرية المكونة من 15 شاحنة انطلقت من جازان متوجهة إلى محافظة الحديدة عبر منفذ الوديعة الحدودي، منها 10 شاحنات تحمل 284 طنًا من السلال الغذائية الأساسية، و5 شاحنات تحمل 95 طنًا من الأدوية.
وأشار إلى أن اللجنة في اجتماعها الثالث - الذي عقد الثلاثاء - اطلعت على تقييم الأوضاع وأولويات الاحتياجات الإنسانية لأهالي محافظة الحديدة والمتطلبات الضرورية، وفق المعايير الدولية في هذا الشأن، وشملت عمليات التقييم قطاعات التغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والإيواء، والأمن الغذائي، والصحة. وأكد العصيمي أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في عموم مديريات محافظة الحديدة ناتجة عن تعنّت الميليشيات الحوثية وتصرفاتها اللا مسؤولة تجاه المنظمات الإنسانية الدولية، وتدخلها المستمر في أعمالها ومضايقة طواقمها واستهدافهم، كما تسيطر تلك المليشيات على المعابر التي يسلكها القائمون على إيصال المساعدات، وخاصة ميناء الحديدة وتقوم باحتجاز السفن التي تحمل المساعدات وتفرض عليها الرسوم وتهدد الملاحة البحرية، وتصادر وتنهب كميات كبيرة من الإمدادات الإنسانية المخصصة لأهالي المحافظة، وتعمل على توزيعها على أفراد مليشياتها المسلحة دعماً لما تسميه "المجهود الحربي"، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المعاناة لسكان محافظة الحديدة برغم قربهم من الميناء حيث يعانون من الحرمان من المساعدات الإنسانية.
وبين أن "نسبة الاحتياج الإنساني لقطاع التغذية بلغت 31 % لمعالجة الإصابة بأمراض سوء التغذية بين الأطفال والأمهات والحوامل وتدهور الخدمات الصحية وسوء الأوضاع المعيشية، وتراجع الجهود الإنسانية الدولية في اليمن نتيجة المخاطر المحتملة، فيما بلغت نسبة الاحتياج الإنساني لقطاع المياه والإصحاح البيئي 61.7 %، حيث سيتم استهداف مليون و949 ألف نسمة من إجمالي سكان الحديدة البالغ عددهم 3 ملايين نسمة لمعالجة تدمير بعض شبكات المياه الذي أدى إلى نقص في مصادر المياه الصالحة للشرب، وعدم إزالة النفايات والتخلص منها، وانتشار مرض حمى الضنك.
وفيما يخص قطاع الإيواء فقد بلغت نسبة الاحتياج الإنساني 61 % حيث سيتم استهداف 10 إلى 25 % من سكان الحديدة بالمواد الإيوائية من الخيام والبطانيات والبسط، وفي قطاع الأمن الغذائي بلغت نسبة الاحتياج الإنساني للقطاع 61 % حيث سيتم استهداف 10 - 25 % من السكان بتقديم السلال الغذائية.
وأضاف العصيمي "بلغت نسبة الاحتياج الإنساني في قطاع الصحة 61.2 % لمعالجة إغلاق المستشفيات الريفية ونقص الكوادر الطبية والأدوية والمعامل الوريدية وأدوية التخدير والأجهزة والمستلزمات الطبية، وكذلك عدم وجود مراكز الغسيل الكلوي ونقص المستلزمات والمحاليل والوقود والمولدات الكهربائية، وانتشار مرض السرطان حيث يوجد أكثر من 2700 مريض بالسرطان يعانون من انعدام الأدوية المضادة للسرطان، وتقديم الاحتياجات الإنسانية لمواجهة الأمراض المزمنة ونقص أدوية الضغط والسكري وأمراض القلب، حيث تشتهر الحديدة بمرضى الانيميا المنجلية والثلاسيميا".
وأوضح مدير إدارة الإغاثة العاجلة في المركز ورئيس لجنة إغاثة محافظة الحديدة أن "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يعكف حاليًا على دراسة تنفيذ حزمة من المشروعات الإنسانية والبرامج الإغاثية والطبية الطارئة والمستدامة التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع الحكومة الشرعية اليمنية والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة هناك والشركاء المحليين لصالح أهالي المحافظة".