* أهالي المدينة في ذعر نتيجة الانتشار المسلح للمتمردين
* نقص المحروقات نتيجة إغلاق المتمردين محطات النفط
* انقطاع المياه إثر حفر الميليشيات خنادق بين الأحياء السكنية
* تضاعف أسعار الخبز بعد إغلاق الحوثيين للمخابز
* حركة نزوح على نطاق واسع من الحديدة
صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات
شهدت مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن حالة من الهدوء النسبي الحذر منذ صباح الجمعة، وذلك بعد أسبوع كامل من المعارك الطاحنة التي تمكنت خلالها القوات المشتركة اليمنية من تحرير مناطق واسعة بما في ذلك بسط السيطرة الكاملة على مطار الحديدة، فيما بات واضحاً أن ميليشيات الحوثي تسعى جاهدة إلى تعميق الأزمة الإنسانية أكثر في المدينة التي يقطنها ما يزيد عن 600 ألف نسمة.
وقال سكان محليون لـ "الوطن" إن حدة الاشتباكات تراجعت صباح الجمعة ولم يعد يسمع دويها عدا بعض المناوشات الخفيفة وأصوات القذائف المتقطعة، بعد معارك ليلية طاحنة شهدتها المدينة ليل الخميس وخاصة في الطريق المؤدي إلى الميناء وفي دوار يمن موبايل ومنطقة الربيصة، على حد وصفهم.
في السياق ذاته، صعدت ميليشيات الحوثي الانقلابية من انتهاكاتها بحق سكان المدينة والهادفة إلى مضاعفة الأزمة الإنسانية بشكل متعمد، على أمل أن يؤدي ذلك لممارسة ضغوط أكبر من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الغربي على التحالف العربي والقوات الشرعية لوقف معركة الحديدة التي مني الحوثيون فيها بهزائم قاسية وخسائر كبيرة في المقاتلين والعتاد.
ويعيش أهالي مدينة الحديدة الساحلية الواقعة غرب اليمن حالة ذعر وخوف كبيرين، في ظل الانتشار المكثف لمسلحي ميليشيا الحوثي المدججين بمختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها الدبابات والمدافع التي يتعمد الحوثيون وضعها بالقرب من التجمعات السكانية والمدارس والأسواق والمقابر لجعلها هدفاً عسكرياً، ما يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية التي تجرم استخدام مثل تلك الأماكن في الأعمال الحربية أو تحويلها لأهداف عسكرية.
وأدت ممارسات الحوثي تلك ومحاولته التمترس بالمدنيين إلى إجبار معظم السكان الذين يقطنون بجوار المدفعيات والقناصات إلى النزوح نحو مناطق أكثر أماناً، مما ساهم في زيادة معاناة المواطنين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية قاسية.
بموازاة ذلك، تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية عمليات حفر الخنادق بين الأحياء السكنية القديمة، ما تسبب في خلق أزمة مياه حادة، نتيجة انقطاعها بشكل كامل في عدة أحياء كالحي التجاري وحارة باب اليمن، بسبب التدمير الذي طال شبكة المياه.
وأفاد بعض أهالي الحديدة في اتصالات هاتفية مع مراسل "الوطن"، الجمعة، بأن أسعار رغيف الخبز تضاعفت خلال اليومين الماضيين بعدما أقفلت كثير من المخابز أبوابها في وجه الزبائن بعضها بتوجيهات حوثية والبعض الآخر نتيجة نفاد مخزونها من الحطب الذي يستخدم كبديل للمشتقات النفطية التي شهدت هي الأخرى اختفاء من محطات بيع الوقود.
في حين أشار مصدر خاص في شركة النفط اليمنية لـ "الوطن" إلى أن توجيهات صدرت من قيادات الحوثي بإغلاق جميع محطات النفط وهو ما يعطي تأكيداً واضحاً على وقوف ميليشيا الحوثي خلف افتعال الأزمة وشل حركة النقل العامة الناتجة عن قطع المشتقات النفطية كلياً.
وتشهد الحديدة حركة نزوح كبيرة مع احتمال اندلاع معارك في شوارعها بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، حسبما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان الجمعة.
وقال البيان إن المدينة التي تضم ميناء رئيساً تدخل عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية "تشهد منذ يومين حركة نزوح على نطاق واسع"، من دون أرقام محددة.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أعلن الإثنين أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك منذ بداية يونيو، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.
وتخوض القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية، معارك ضد المتمردين على ساحل البحر الأحمر منذ أسابيع، وأطلقت في 13 يونيو هجوماً باتجاه مدينة الحديدة بعد ان وصلت الى مشارفها.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة والتي تساندها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، على مطار الحديدة الواقع جنوب المدينة بعد نحو اسبوع من المعارك.
وبدأت هذه القوات تستقدم تعزيزات إلى المطار استعداداً لدخول المدينة والتقدم نحو الميناء على بعد نحو 8 كلم من المطار، بينما عمد المتمردون الى قطع شوارع بالسواتر الترابية وحفر الخنادق ونشر دبابات، بحسب سكان.
وتعاني أحياء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة انقطاعاً للمياه منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" وسكان.
وأكد مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة في بيانه الجمعة استمرار تدفق المساعدات إلى مدينة الحديدة، لكنه ذكر أن الوصول إلى المنازل "أصبح صعباً بسبب المعارك وإغلاق الطرقات".
وشاهدت مصادر في منطقة المخا على بعد نحو 150 كلم جنوب مدينة الحديدة قافلة مساعدات تضم عشرات الشاحنات وتحمل شعار "الهلال الأحمر الإماراتي"، تنتظر الموافقات اللازمة للانطلاق نحو مدينة الحديدة.
وفي محافظة حجة شمال شرق الحديدة، تلقى سكان مخيمات للنازحين من معارك محافظة الحديدة مساعدات غذائية قدمها برنامج الغذاء العالمي.
* نقص المحروقات نتيجة إغلاق المتمردين محطات النفط
* انقطاع المياه إثر حفر الميليشيات خنادق بين الأحياء السكنية
* تضاعف أسعار الخبز بعد إغلاق الحوثيين للمخابز
* حركة نزوح على نطاق واسع من الحديدة
صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات
شهدت مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن حالة من الهدوء النسبي الحذر منذ صباح الجمعة، وذلك بعد أسبوع كامل من المعارك الطاحنة التي تمكنت خلالها القوات المشتركة اليمنية من تحرير مناطق واسعة بما في ذلك بسط السيطرة الكاملة على مطار الحديدة، فيما بات واضحاً أن ميليشيات الحوثي تسعى جاهدة إلى تعميق الأزمة الإنسانية أكثر في المدينة التي يقطنها ما يزيد عن 600 ألف نسمة.
وقال سكان محليون لـ "الوطن" إن حدة الاشتباكات تراجعت صباح الجمعة ولم يعد يسمع دويها عدا بعض المناوشات الخفيفة وأصوات القذائف المتقطعة، بعد معارك ليلية طاحنة شهدتها المدينة ليل الخميس وخاصة في الطريق المؤدي إلى الميناء وفي دوار يمن موبايل ومنطقة الربيصة، على حد وصفهم.
في السياق ذاته، صعدت ميليشيات الحوثي الانقلابية من انتهاكاتها بحق سكان المدينة والهادفة إلى مضاعفة الأزمة الإنسانية بشكل متعمد، على أمل أن يؤدي ذلك لممارسة ضغوط أكبر من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الغربي على التحالف العربي والقوات الشرعية لوقف معركة الحديدة التي مني الحوثيون فيها بهزائم قاسية وخسائر كبيرة في المقاتلين والعتاد.
ويعيش أهالي مدينة الحديدة الساحلية الواقعة غرب اليمن حالة ذعر وخوف كبيرين، في ظل الانتشار المكثف لمسلحي ميليشيا الحوثي المدججين بمختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها الدبابات والمدافع التي يتعمد الحوثيون وضعها بالقرب من التجمعات السكانية والمدارس والأسواق والمقابر لجعلها هدفاً عسكرياً، ما يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية التي تجرم استخدام مثل تلك الأماكن في الأعمال الحربية أو تحويلها لأهداف عسكرية.
وأدت ممارسات الحوثي تلك ومحاولته التمترس بالمدنيين إلى إجبار معظم السكان الذين يقطنون بجوار المدفعيات والقناصات إلى النزوح نحو مناطق أكثر أماناً، مما ساهم في زيادة معاناة المواطنين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية قاسية.
بموازاة ذلك، تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية عمليات حفر الخنادق بين الأحياء السكنية القديمة، ما تسبب في خلق أزمة مياه حادة، نتيجة انقطاعها بشكل كامل في عدة أحياء كالحي التجاري وحارة باب اليمن، بسبب التدمير الذي طال شبكة المياه.
وأفاد بعض أهالي الحديدة في اتصالات هاتفية مع مراسل "الوطن"، الجمعة، بأن أسعار رغيف الخبز تضاعفت خلال اليومين الماضيين بعدما أقفلت كثير من المخابز أبوابها في وجه الزبائن بعضها بتوجيهات حوثية والبعض الآخر نتيجة نفاد مخزونها من الحطب الذي يستخدم كبديل للمشتقات النفطية التي شهدت هي الأخرى اختفاء من محطات بيع الوقود.
في حين أشار مصدر خاص في شركة النفط اليمنية لـ "الوطن" إلى أن توجيهات صدرت من قيادات الحوثي بإغلاق جميع محطات النفط وهو ما يعطي تأكيداً واضحاً على وقوف ميليشيا الحوثي خلف افتعال الأزمة وشل حركة النقل العامة الناتجة عن قطع المشتقات النفطية كلياً.
وتشهد الحديدة حركة نزوح كبيرة مع احتمال اندلاع معارك في شوارعها بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، حسبما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان الجمعة.
وقال البيان إن المدينة التي تضم ميناء رئيساً تدخل عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية "تشهد منذ يومين حركة نزوح على نطاق واسع"، من دون أرقام محددة.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أعلن الإثنين أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك منذ بداية يونيو، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة.
وتخوض القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية، معارك ضد المتمردين على ساحل البحر الأحمر منذ أسابيع، وأطلقت في 13 يونيو هجوماً باتجاه مدينة الحديدة بعد ان وصلت الى مشارفها.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة والتي تساندها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، على مطار الحديدة الواقع جنوب المدينة بعد نحو اسبوع من المعارك.
وبدأت هذه القوات تستقدم تعزيزات إلى المطار استعداداً لدخول المدينة والتقدم نحو الميناء على بعد نحو 8 كلم من المطار، بينما عمد المتمردون الى قطع شوارع بالسواتر الترابية وحفر الخنادق ونشر دبابات، بحسب سكان.
وتعاني أحياء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة انقطاعاً للمياه منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" وسكان.
وأكد مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة في بيانه الجمعة استمرار تدفق المساعدات إلى مدينة الحديدة، لكنه ذكر أن الوصول إلى المنازل "أصبح صعباً بسبب المعارك وإغلاق الطرقات".
وشاهدت مصادر في منطقة المخا على بعد نحو 150 كلم جنوب مدينة الحديدة قافلة مساعدات تضم عشرات الشاحنات وتحمل شعار "الهلال الأحمر الإماراتي"، تنتظر الموافقات اللازمة للانطلاق نحو مدينة الحديدة.
وفي محافظة حجة شمال شرق الحديدة، تلقى سكان مخيمات للنازحين من معارك محافظة الحديدة مساعدات غذائية قدمها برنامج الغذاء العالمي.