* الأردن يؤكد مع بدء الهجوم في درعا أن حدوده مع سوريا ستبقى مغلقة

* جيش الأسد يهاجم درعا ونزوح 45 ألف مدني جنوب سوريا

دمشق - رامي الخطيب، وكالات

ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن صاروخين إسرائيليين سقطا في محيط مطار دمشق الدولي، فيما قالت مصادر إن الضربة استهدفت مستودعات لـ "حزب الله"، بينما شنت القوات التابعة للنظام السوري الثلاثاء هجوماً استهدف الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا جنوب البلاد، موسعة بذلك نطاق عملياتها العسكرية المتواصلة منذ أسبوع في هذه المحافظة الجنوبية، ما تسبب بنزوح أكثر من 45 ألف شخص.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "الصاروخين الإسرائيليين استهدفا مستودعات أسلحة لـ "حزب الله" اللبناني قرب المطار"، مشيراً إلى أن "القصف لم يسفر عن انفجارات ضخمة".

أما وكالة الأنباء السورية "سانا"، فقد أشارت إلى أن الضربة تأتي في إطار دعم إسرائيل لما وصفته بالتنظيمات الإرهابية، ولرفع معنوياتها بعد استعادة القوات السورية لمئات الكيلومترات في منطقة اللجاة بريفي درعا والسويداء والبادية السورية.

وتعرّض محيط مطار دمشق الدولي فجر الثلاثاء، لضربات جويّة صاروخية إسرائيلية استهدفت محيط منطقة المطار وأعقبها أصوات انفجارات سُمع صوتها في المنطقة. من جانبها، قالت وكالة أنباء "سانا" الرسمية، إنَّ صاروخين إسرائيليين سقطا قرب مطار دمشق الدولي، موضحةً أنَّ الصاروخين الإسرائيليين سقطا في محيط مطار دمشق، الواقع جنوب شرق العاصمة، من دون أن توضح طبيعة الموقع المستهدف، أو ما إذا كان القصف قد تسبب بأيّ خسائر بشرية أو مادية.

في حين نقلت القناة الفضائية السورية الرسميّة عن الإعلام الحربي، أنَّ أصوات الانفجارات التي سُمعت هي ناجمة عن انفجار صاروخين إسرائيليين في محيط المطار.

ونشرت مواقع إعلامية مقربة من نظام الأسد أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام تصدّت للصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت محيط المطار وأخرى في ريف القنيطرة سقطت في محيط مزارع الأمل ومدينة البعث.

وكالة خطوة للأنباء المعارضة قالت ان "القصف الإسرائيلي استهدف مقر ومستودع أسلحة تعود لميليشيا "حزب الله اللبناني"، كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذا الموقع بشكل مباشر".

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنَّ "الصاروخين الإسرائيليين استهدفا مستودعات أسلحة لـ "حزب الله" اللبناني قرب المطار"، مشيراً إلى أنَّ "القصف لم يسفر عن انفجارات ضخمة".

يُذكر أنَّ الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد الماضي إطلاق صاروخ باتجاه طائرة مسيرة قادمة من الأراضي السورية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنَّ إسرائيل أطلقت صاروخ من طراز "باتريوت" باتجاه قطعة جويّة دون طيار، جاءت من سوريا باتجاه الأراضي المحتلة.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري وأخرى لـ "حزب الله" في سوريا، وقد طال القصف مرات عدة مواقع قرب مطار دمشق الدولي. ومؤخراً استهدف القصف الإسرائيلي مواقع يوجد فيها إيرانيون.

وفي 17 يونيو الحالي، استهدفت ضربات جوية مواقع عسكرية قرب الحدود السورية العراقية شرق البلاد، وأسفرت عن مقتل العشرات من المقاتلين العراقيين الذين يقاتلون إلى جانب القوات السورية الحكومية. وقال مسؤول أمريكي وقتها إن واشنطن تعتقد أن إسرائيل المسؤولة عن تلك الضربات.

ويقاتل "حزب الله"، المدعوم من إيران، منذ عام 2013 بشكل علني إلى جانب الجيش السوري وقد ساهم في تغيير المعادلة على الأرض لصالح النظام على جبهات عدة.

وفي تطور اخر، تقدمت قوات نظام الرئيس الاسد وحلفائه مدعومة من بالطيران الروسي في محافظة درعا حيث أكدت مصادر في الجيش الحر لـ "الوطن" سقوط بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش بيد النظام بعد معارك شرسة دارت بين الطرفين. وبسيطرة النظام على هاتين البلدتين يقسم ريف درعا الشرقي الى قسمين وتحاصر قوات المعارضة في منطقة اللجاة التي تقع في شمال شرق محافظة درعا وبذكل يتمكن النظام من إعادة تفعيل طريق "ازرع - السويداء" بعد أن كانت المعارضة تسيطر عليه. كما نشر التلفزيون الرسمي التابع لحكومة الأسد خبر سقوط البلدتين.

واكدت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" التي تضم كافة قوى المعارضة في درعا أن "وحدات الدفاع الجوي في العمليات المركزية في الجنوب اصابت طائرة من نوع سوخوي 22 تابعة لسلاح جو النظام واشتعلت النيران بأحد محركاتها، أثناء قصفها لبلدات وقرى شرقي درعا".

في سياق متصل قام الطيران الروسي بقصف مدينة نوى غرب درعا التي تعج بالنازحين وسقط 6 قتلى مدنيين بينهم أطفال وقصف بلدات أخرى مخلفاً خسائر مادية وجرحى.

وقامت قوات النظام وحلفائه باغلاق الطرق بين محافظتي درعا والسويداء في محاولة لحصار المدنيين وقوات الجيش الحر والضغط عليهم للاستسلام باعتبار أن المواد التموينية والمحروقات وغيرها من سلع تأتي إلى درعا من السويداء.

وأكدت قاعدة حميميم الروسية العسكرية أن اتفاق خفض التصعيد في الجنوب قد انتهى مفعوله متذرعة بمهاجمة قوات إرهابية للقوات الحكومية في الجنوب كما ادعت.

وتكتسب المنطقة الجنوبية من سوريا التي تضم إلى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

وبدأت قوات النظام في 19 يونيو هجماتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي، حيث حققت تقدماً ميدانياً خولها فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي إلى جزئين، قبل أن توسع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الثلاثاء أن "الجيش العربي السوري يبدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا"، مشيرة إلى أن وحدات الجيش "تعمل على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية".

ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن "الجيش ينفذ رمايات نارية مركزة على أوكار وتحصينات الإرهابيين في درعا".

وتسيطر الفصائل المعارضة بشكل رئيسي على القسم الجنوبي من المدينة، فيما تتواجد قوات النظام في شمالها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بـ "غارات سورية وروسية تستهدف أحياء سيطرة الفصائل في المدينة في هذه الأثناء، تزامناً مع القاء قوات النظام للبراميل المتفجرة".

ويتزامن القصف وفق المرصد مع "اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرق المدينة" قرب الحدود مع الأردن.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "هذه أول عملية عسكرية برية للنظام داخل مدينة درعا" منذ بدء التصعيد.

وتحاول قوات النظام بحسب المرصد استعادة قاعدة عسكرية في جنوب غرب المدينة خسرتها في عام 2014، ما يمكنها من قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وتقسيم مناطق سيطرة المعارضة في المحافظة أكثر فأكثر.

ويأتي تصعيد الهجوم على مدينة درعا، بعد ساعات من تمكن قوات النظام من السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش في ريف درعا الشرقي، للتمكن من فصل مناطق سيطرة الفصائل إلى قسمين شمالي وجنوبي، وفق المرصد الذي أفاد عن أن هذا التطور حصل إثر "مئات الضربات الجوية" التي نفذتها طائرات سورية وروسية.

وعادة ما تتبع قوات النظام استراتيجة عزل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة عن بعضها في مسعى لإضعافها وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.

ويتركز القصف حالياً في الريف الشرقي على بلدة الحراك التي استهدفت بأكثر من مئة ضربة منذ صباح الإثنين. وكان المستشفى الميداني في البلدة خرج من الخدمة قبل ثلاثة أيام جراء القصف.

واستهدفت الطائرات الروسية والسورية الثلاثاء بحسب عبد الرحمن "مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف درعا الغربي القريب من هضبة الجولان للمرة الأولى منذ عام ونصف عام".

وأسفر القصف في الريف الغربي عن مقتل 6 مدنيين وإصابة العشرات، لترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين جراء القصف على المحافظة إلى 38 مدنياً منذ أسبوع.

ونعت منظمة الخوذ البيضاء في درعا، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، على حسابها على تويتر أحد متطوعيها بعد مقتله بغارة استهدفت بصر الحرير.

وتسبب التصعيد الأخير بحركة نزوح واسعة في درعا، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم المكتب في دمشق ليندا توم الثلاثاء "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة"، مضيفة "لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا".

وأشارت توم إلى تقديرات بنزوح "45 ألفاً وربما أكثر".

ويفر النازحون وفق توم، بشكل أساسي من ريف درعا الشرقي، ويتوجهون بغالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن جنوباً.

وأعلن الأردن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. كما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية.

وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 % من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.

وتدخل المحافظات في إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية روسية أمريكية أردنية في يوليو الماضي.

ويحضر مستقبل هذه المنطقة في محادثات تدور بين روسيا الداعمة لدمشق، والولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة قبل أسبوعين إن هناك خيارين أمام الفصائلأما "المصالحة" أو الحسم العسكري.

وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص "وسط" الشمالي، ولم يبق من المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة إدلب شمال غرب البلاد.

وأكد الأردن الثلاثاء أن حدوده ستبقى مغلقة، في وقت بدأ الجيش السوري هجوماً على إحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا القريبة من الحدود الأردنية. وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في تغريدة عبر "تويتر" أن "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم". وقال إن "لا تواجد لنازحين" على الحدود الأردنية، مشيراً إلى أن التحرك السكاني في سوريا يحصل "نحو الداخل". وأضاف أن الأردن يجري اتصالات "حول الجنوب السوري تستهدف حقن الدم السوري ودعم حل سياسي ومساعدة النازحين في الداخل السوري"، مضيفاً "نساعد الأشقاء ما نستطيع ونحمي مصالحنا وأمننا".

وقدرت الأمم المتحدة نزوح 45 ألفاً على الأقل داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة خلال أسبوع، إثر تصعيد قوات النظام قصفها على محافظة درعا وتحديداً ريفها الشرقي والشمالي الشرقي حيث تدور اشتباكات عنيفة.

وأكد الأردن الأحد أن قدرته الاستيعابية "لا تسمح" له باستقبال موجة لجوء جديدة إثر التصعيد في الجنوب السوري.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات "القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".

وأكدت غنيمات، وهي أيضاً المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، أن "الأردن لم ولن يتخلى عن دوره الإنساني أو التزامه بالمواثيق الدولية لكنه تجاوز قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة".

وأضافت أن الأردن "سيعمل ويتواصل مع المنظمات المعنية حتى نجد ترتيباً لهؤلاء داخل الأراضي السورية".

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.

وأعلن الأردن حدوده الشمالية والشمالية الشرقية منطقة عسكرية مغلقة في يونيو 2016 إثر هجوم ضد نقطة متقدمة لحرس الحدود في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية أدى إلى مقتل 6 من أفراد حرس الحدود الأردني.

وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد في جنوب سوريا على سلامة مئات الآلاف من المدنيين، بينما تشير تقديراتها إلى وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة هناك.