أكدت إيران مجدداً، أنها ستبقي على قواتها العسكرية في سوريا على الرغم من معارضة حليفتها روسيا، التي دعتها إلى إخراج قوات الحرس الثوري وكافة المليشيات التابعة لها من سوريا.وأعلن المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين عبداللهيان، أن تواجد ما وصفهم بـ"المستشارين العسكريين" الإيرانيين سیستمر في سوريا تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، على الرغم من أن كل مبررات بقاء إيران سلبت منها في ظل هزيمة تنظيم "داعش" على يد التحالف الدولي.ووفقا لوكالة "فارس"، أكد عبداللهيان خلال استقباله السفير الفلسطيني في طهران صلاح الزواوي، الأحد، أن بلاده ستواصل دعمها الحازم للمقاومة، وهو وصف تطلقه إيران على المليشيات الموالية لها في المنطقة.وكان عدد من ضباط الحرس الثوري لقوا مصرعهم في سوريا خلال الأيام الأخيرة، منهم خبير المتفجرات بالحرس الثوري في سوريا، محمد إبراهيم رشيدي (32 عاما) الذي قتل في انفجار لغم أرضي على طريق تدمر - دير الزور.واوقبل أسبوعين فقدت إيران قياديا آخر في الحرس الثوري الإيراني وهو العميد شاهروخ دايي بور، الذي كان مسؤولا بقوات إيران في حلب وضواحيها والمحافظات الشمالية المجاورة لها، ما أثار تساؤلات حول مدى انتشار وتواجد القوات الإيرانية ومليشياتها، خاصة في ظل الخلاف الإيراني الروسي المتصاعد هناك.وعقب إعلان روسيا ضروة سحب إيران قواتها ومليشياتها من سوريا؛ باتت القوات الإيرانية هدفاً مكشوفاً لطيران التحالف والطيران الإسرائيلي، وهو الأمر الذي أسفر عنه تعرضها خلال الأسابيع الأخيرة لعدة غارات بمختلف المناطق، فقدت خلالها العشرات من عناصرها وسط تكتم الإعلام الإيراني.بينما يواصل المتظاهرون في إيران، احتجاجاتهم ضد سياسات النظام التي أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وانهيار العملة، مقابل إنفاق أموال الشعب على دعم الإرهاب والمليشيات في المنطقة، يفسر هتاف المحتجين بـ"اتركوا سوريا، وفكروا بحالنا" ما آلت إليه الأمور هناك.يذكر أن طهران تستمر بنشر قوات الحرس الثوري في سوريا وتقديم أموال للأسد تصل 6 مليارات دولار سنويا ومساعدات أخرى مثل النفط وقروض ائتمان بقيمة 5.6 مليار دولار؛ بينما تعيش إيران أزمة اقتصادية في ظل انهيار العملة الوطنية التاريخي وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.