عمان - غدير محمود
قال الناطق الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" سامي مشعشع، إن الوكالة حشدت تبرعات جديدة من شركاء تقليديين وجدد وعبر سياسات تمويلية غير مسبوقة، لجسر هوة العجز المالي من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار في فترة قياسية، رغم تراجع الأوضاع الاقتصادية العالمية والضغط الشديد على تمويل المؤسسات الإنسانية بسبب الازمات العالمية المتعددة.
وأضاف مشعشع، في بيان صحفي الثلاثاء، أن الشهور الستة الماضية كانت قاسية على الأونروا وعلى لاجئي فلسطين الذين تخدمهم، مشيراً إلى أن تداعيات الأزمة المالية الخانقة وتأثيرها على الخدمات وعلى دور الاونروا في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي وتدهور اقتصادي صعب وضع الأونروا واللاجئين على مفترق طرق وأثار مخاوف عميقة حيال المستقبل.
ولفت إلى أن الاونروا بذلت كل الجهد لحماية تفويضها والتصدي لقرار الإدارة الامريكية بتخفيض تبرعاتها تخفيضاً عميقاً بعزيمة، رافضة قبول الأمر الواقع، مؤكداً أن الوكالة "باقية وستستمر في خدمة لاجئي فلسطين وتوفير الحماية ما استطاعت حتى تحل قضيتهم حلاً عادلاً. لا خيار ثان ولا خطط بديلة ولسنا للبيع".
وأشاد مشعشع بالجهود المكثفة للمفوض العام وطاقمه خلال الأشهر القليلة الماضية، التي اثمرت عن خفض العجر في الموازنات، والإبقاء على خدماتها الحيوية والطارئة لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني.
وأضاف أن "منهجنا في التواصل بحثاً عن شركاء وتحالفات تمويل جديدة، إضافة إلى إطلاق حملة #الكرامة_لا_تقدر_بثمن لا يزال حتى اللحظة مؤثراً، واستطعنا بسببه الإبقاء على مدارسنا وعياداتنا وباقي الخدمات مفتوحة رغم تشكيك البعض بإمكانية الوكالة في النجاح ومحاولات البعض إضعاف الأونروا وتجفيف مواردها. هذا النجاح والدعم السياسي الواضح هو رد واضح ورسالة لا لبس فيها، تقول إن الوكالة ليست للبيع".
وأوضح مشعشع أن "العجز المالي الحالي، الذي يصل إلى 217 مليون دولار ما زال يشكل أكبر عجز شهدته الأونروا في تاريخها، ولا يجوز إخفاء المخاطر المقلقة جداً، التي قد تواجهها الأونروا في معرض تقديم خدماتها، إذا لم نتلق تمويلاً إضافياً وعلى وجه السرعة، وبالتالي فإن الأشهر القادمة حاسمة للوكالة واللاجئين، ولدى الوكالة توجه واضح لطرق كافة الأبواب ودراسة كل الامكانيات للحصول على التمويل اللازم".
وأضاف "بسبب النقص الكبير في السيولة النقدية، خاصة الأموال اللازمة للاستمرار بخدمات الطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عمدت الأونروا لاتخاذ بعض من الإجراءات الداخلية للحد من التهديدات التي قد تمس خدماتنا الأساسية المقدمة للاجئي فلسطين. هذه الإجراءات ستطال بعض الخدمات الطارئة في قطاع غزة والمتعلقة بالأساس ببرنامج الصحة النفسية المجتمعية لعشرات الآلاف من طلبة القطاع، الذين يحتاجون لهذه الخدمات. بعض العاملين على هذا البرنامج سيتم الابقاء على وظائفهم والبعض الآخر سيتحول لنظام العمل الجزئي، فيما لن يتم تجديد عقود بعض الزملاء التي تنتهي نهاية الشهر الحالي".
وأوضح أن "الوكالة في غزة اتخذت هذا القرار الصعب بهدف الإبقاء على خدمة فائقة الأهمية تمول حصراً من ميزانية الطوارئ المتضررة، وهي خدمة توزيع المواد الغذائية الضرورية الدورية لمليون لاجئ فلسطيني في غزة حرمهم الاحتلال والإغلاق من اسباب العمل وتوفير لقمة العيش".
وقال مشعشع إن الوضع في الضفة أكثر صعوبة لأن برنامج الطوارئ يعتمد اعتماداً شبه كلي على التبرعات الأمريكية حصراً، مشيراً إلى أن بعض خدمات الطوارئ في الضفة سيتم استيعابها، مع بعض التعديلات، في الميزانية العادية.
وأضاف "سنواصل طلب التمويل لهذه الأنشطة ولكننا في الوقت الحالي بحاجة لاتخاذ تدابير صعبة واضعين اللاجئين موضع الأولوية وفقاً لاحتياجاتهم الأكثر إلحاحاً. هذه هي مسؤوليتنا الإنسانية ولا يوجد مؤسسات كثيرة مثل الوكالة لم ترفع الراية واستمرت بالعمل ولم تستسلم".
وحول ما اذا كانت مدارس الوكالة السبعمئة ستفتح أبوابها لنصف مليون طالب وطالبة مع بدء السنة الدراسية 2018-2019، أكد مشعشع أن المفوض العام سيتخذ القرار الهام المتعلق ببدء العام الدراسي وفتح المدارس خلال أغسطس المقبل، وأن الوكالة مصممة على تحقيق هدفها في فتح أبواب مدارسها.
وحذر مشعشع من إطلاق الشائعات المغرضة حول مستقبل الوكالة، مؤكدا أن "الوكالة باقية ودفاعنا عن حقوق اللاجئين لن يتوانى وجهودنا للتغلب على هذه الأزمة والحد من الآثار السلبية لقرار الولايات المتحدة بقطع التمويل ستنتصر في النهاية".