بيروت - بديع قرحاني
بعد الرسالة التي وجهها وزير خارجية اليمن إلى نظيره اللبناني جبران باسيل يطالبه فيها بتدخل الحكومة اللبنانية بمنع تدخل "حزب الله" في اليمن، ووقف تحريضه على قتال القوات الشرعية، غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بالقول ان "سياسة النأي بالنفس التي نتمنى أن يلتزم بها لبنان الشقيق تقوض مجدداً في تناول أزمة اليمن، نتمنى أن يكون للدولة وللأصوات العاقلة وقفة وموقف".
وتأتي هذه المواقف في ظل تعثر تشكيل الحكومة الجديدة المكلف بتشكيلها الرئيس سعد الحريري الذي سبق أن اشترط للعودة عن استقالته السابقة اعتماد سياسة "النأي بالنفس"، التي أول من طرحها في لبنان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.
والتزمت كل الأطراف السياسية في لبنان بما طالب به الرئيس الحريري، لكن واقع الحال يؤكد عكس ذلك. والجديد في هذا الخصوص تدخل "حزب الله في نيجيريا في محاولة إلى إيجاد نفوذ قوي له في القارة السوداء.
وأفاد معهد الشرق الأوسط في واشنطن بأن "حزب الله" يدرب قوات شيعية نيجيرية بهدف توسيع نفوذه غرب أفريقيا.
ولفت المعهد حسب ما نقله موقع "ليبانون24" إلى أنه في الوقت الذي عمل الحزب على التوسع عسكرياً في الشرق الأوسط، خصوصًا منذ إندلاع الحرب السورية، لم يجر الانتباه لجهوده التي بذلها لزيادة وجوده وتأثيره في أفريقيا، لا سيما في نيجيريا.
ونقل عن مصادر قال إنها مقربة من الحزب أن الأخير يقدم تدريباً عسكرياً وإيديولوجياً لقوات نيجيرية داخل لبنان، مشيراً الى أن رجالاً أفارقة طويلي القامة شوهدوا في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وحسب المصادر فإن هؤلاء النيجيريين يتلقون تدريبات في الضاحية، إضافةً الى تدريب ديني قبل الانتقال إلى دورات عسكرية، تُعطى في مخيمين في البقاع.
ولفتت إلى أن عدد المدربين ليس كبيراً لكنه يزيد.
وأوضحت المصادر أن ضباطاً رفيعي المستوى وبمراكز قيادية في "حزب الله" يدربون النيجيريين في لبنان الذين بإمكانهم أن يدربوا مجندين آخرين لدى عودتهم إلى بلادهم.
ويأتي هؤلاء الى لبنان كل 3 إلى 6 أشهر، ليتدربوا على أسلحة متطورة.
وتضم نيجيريا "الحركة الإسلامية" وهي منظمة جهادية تأسست في الثمانينيات. وبعد الثورة الإيرانية، بدأ شبان نيجيريون يسافرون إلى إيران حيث يتلقون مساعدات مالية إضافة إلى دورات دينية وتدريبات عسكرية.
وأضاف المعهد أن قائد هذه المنظمة هو الشيخ إبراهيم زكزاكي الذي استلهم فكره من سيد قطب، ثم انتقل إلى المذهب الشيعي، وحمل راية "الثورة الإيرانية" ويعتقد بإمكانية تأسيس جمهورية إسلامية شبيهة بإيران.
وخاض زكزاكي عدداً من المواجهات مع الحكومة في نيجيريا، كما سُجن بتهمة التحريض من العام 1981 حتى 1984.
وقال أحد المصادر إن إيران أبلغت حزب الله حاجتها لتجنيد وتدريب نيجيريين وبذلك تتمكن من تأسيس معقل في أفريقيا، وتستفيد منه لكبح الطموحات الغربية في المنطقة.
وأضاف المعهد أن رجال أعمال لبنانيين ارتبطوا بعمليات لـ"حزب الله" في نيجيريا، إذ جرى توقيف 3 لبنانيين في مدينة كانو، شمالي نيجيريا في العام 2013، للاشتباه بصلتهم بـ"حزب الله". وقالت السلطات إن ألغاماً أرضية كانت ضمن الأسلحة التي عثر عليها بحوزتهم.
من جانبها، قالت وكالة "بلومبرغ" إن الحركة تنتهج بروباغندا قريبة من تلك التي يتبعها "حزب الله"، وتخطّط لتأسيس قناة تلفزيونية، وأطلقت إذاعة "شهداء" التي تبث على الإنترنت، إضافة إلى صحيفة "الميزان". ولدى الحركة عدد من المدارس والمراكز الإسلامية. في حين لم يصدر عن "حزب الله" ما يؤكد أو ينفي هذه المعلومات.