الجزائر - جمال كريمي
وجه رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية في الجزائر عبد الرزاق مقري، دعوة للمؤسسة العسكرية للتدخل في السياسة تحت مسمى "مرافقة الخيرين في البلاد لتحقيق انتقال ديمقراطي سلس وآمن"، وجاء الرد سريعاً من الحزب الحاكم في البلاد جبهة التحرير الوطني الذي يقوده الرئيس بوتفليقة، بتأكيد أن "الجيش الشعبي الوطني بعيد عن السياسة ولا دخل له فيها".
وذكر الإخواني مقري، في ندوة فكرية عقدت بالعاصمة الجزائر، أن المؤسسة العسكرية هي الضامن لانتقال ديمقراطي سلس وآمن، ودعاها إلى مرافقتهم و مرافقة من أسماهم بـ "الخيريين في هذه البلاد والذين يبحثون عن مصلحتها لتحقيق هذا الانتقال".
وتزامن حديث مقري، مع الدعوات المتكررة من شخصيات فاعلة في البلاد، إضافة إلى أحزاب الموالاة، التي طالبت الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية، في انتخابات الربيع المقبل. ويعتقد مقري أن كل المؤشرات تشير إلى "ابتعاد العهدة الخامسة" دون أن يعطي توضيحات أكثر، غير انه قال إنه رغم هذا فلا يمكن التنبؤ بأي شيء في ظل نظام يرغب دائماً في حسم أموره في الربع ساعة الأخيرة.
ومع الجدل الذي أحدثته دعوة تيار الإخوان لتدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، عارض الحزب الحاكم هذا الخيار، وقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ولد عباس في ندوة صحافية إن"علاقة جيدة تجمع رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، برئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح" مضيفاً أن قايد صالح حسم الأمر فيما يتعلق بعلاقة الجيش بالسياسة في أكثر من مناسبة حين قال "اتركوا الجيش يؤدي واجبه في حماية التراب الوطني بعيداً عن السياسة".
وأكد ولد عباس في رده على تنظيم الإخوان "لا دخل للجيش في السياسة. الجيش في الحدود يقوم بدوره في حماية التراب الوطني من الإرهاب. أليس هو من كشف محاولة إدخال الكوكايين إلى ميناء وهران؟".
وقبل دعوة تنظيم الإخوان في الجزائر لتدخل الجيش في الحياة السياسية، كانت هنالك دعوات سابقة حتى من عسكريين، لكن قيادة الجيش ردت بأن لا دور لها في الحياة السياسية، وهي متمسكة بمهامها الدستورية في حماية التراب الوطني من أي محاولات للمس به.