نجح مهندسو شركة "مياه الشرب والصرف الصحي المصرية" ، بالتعاون مع خبراء ألمان فى إمكانية إنتاج وتوليد الكهرباء من ناتج مخلفات الصرف الصحي، وذلك من خلال تجربة تعد الأولى فى مصر.

وأكد المهندس محمد مفتاح، رئيس الشركة، أن هذه التجربة تتم بالتعاون مع الجانب الألمانى، وسيتم الانتهاء من الإنتاج الفعلي نهاية ديسمبر المقبل، بعد أن تم الانتهاء من تركيب الأعمال الميكانيكية الخاصة بالتجربة التى يتم تنفيذها على مساحة 3 أفدنة بمحطة الصرف الصحي .

وقال مفتاح "تدر التجربة دخلا لشركة مياه الشرب ما قيمته 100 ألف جنيه "7500 دولار"، نظير إيجار الفدان الواحد للشركة المنفذة لهذه التجربة، وهى شركة مصرية ألمانية، ويقدر إنتاج التجربة بـ2 ميجاوات".

واضاف أحمد صدقى، مدير عام إحدى شركات حلول الطاقة البديلة، "نجاح تجربة لتوليد الكهرباء من مخلفات الصرف الصحي لأول مرة في مصر، تعد خطوة لحل مشكلة الصرف الصحي في المجتمعات العمرانية البسيطة، والاستفادة من مخرجاتها باستخراج سماد بالإضافة إلى غاز الميثان، الذى من الممكن تعبئته فى أسطوانات، واستخدامه فى الطاقة والكهرباء".

وطالب صدقي، "بتشجيع الحكومة للقطاع الخاص حتى يتم دعم مثل هذه المشروعات والاستفادة منها على نطاق واسع، وتعميم الفكرة لاستخراج الكهرباء والسماد".

وقال د.تامر أبو بكر، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، إن "أي مخلفات نعيد استغلالها مرة أخرى لتوليد طاقة كهربائية، تعتبر إضافة للاقتصاد المصري".

وأكد أبو بكر، أن "إنتاج الكهرباء من الصرف الصحي أمر مهم، لكن الأهم هو التعميم وعمل تسهيلات للمستثمرين فى هذا المجال، بعيدا عن الروتين الحكومي".

وتأتي تلك التجربة بعد تحول مزارعون في أنحاء مصر إلى استخدام الطاقة الحيوية باعتبارها صديقة للبيئة، ووسيلة موفرة للنفقات في تسميد مزارعهم، وتوفير غاز الطهي اللازم لمنازلهم.

وأُطلقت مصر مشروعا للطاقة الحيوية فى الريف تحت إشراف وزارة البيئة، وأقامت حتى الآن أكثر من ألف وحدة غاز حيوي، تُملأ الوحدات بروث الماشية ومخلفات المحاصيل، التي تحولها البكتيريا في الخزان إلى غاز الميثان، وبعد إنتاج الميثان، تتحول بقايا المخلفات إلى سماد يُستخدم في تسميد الأراضي الزراعية.

وقال المهندس أحمد مدحت، مدير مشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة بوزارة البيئة المصرية، أنه "تم تدريب العديد من الشركات وشباب المهندسين على كيفية إنشاء وحدات البيوجاز، كما تم إنشاء أكثر من 600 وحدة فى 10 محافظات، ولفت إلى أن "مصر تمتلك 8.5 مليون رأس ماشية، منها 7.5 مليون لدى الفلاحين، كما أن الناتج من روث 7.5 مليون رأس ماشية، يمكن أن ينتج 3.8 مليون متر مكعب من الغاز الحيوى يومياً، وهو ما يساوى 43.588 مليون إسطوانة بوتاجاز سنويا"، حيث أن مصر تستهلك 4 ملايين طن بوتاجاز من بينها 2 مليون طن، يتم استيرادهما من الخارج، والأنبوبة التى تنتجها الحكومة تكلف 60 جنيها "3.5 دولار".

ويقول أستاذ الميكروبيولوجيا الزراعية، د.السيد بلال عبد المطلب، البيوجاز عبارة عن خليط الغازات، التى تنتج عن تخمر المواد العضوية عند خلطها بالماء، بواسطة أنواع متخصصة من البكتيريا بمعزل عن الهواء، ويتكون الخليط من غاز الميثان بنسبة 60 - 70%، وثانى أكسيد الكربون بنسبة 30 - 40% مع مجموعة أخرى من الغازات، مثل كبريتيد الهيدروجين، النيتروجين والهيدروجين، قد تصل نسبتها من 5 - 10%.

وعن طريقة إنشاء وحدة البيوجاز، يتم الحفر فى الأرض، وصب خرسانة من "المخمر أو الهاضم" المبني بالطوب، المزود بفتحتين، الأولى للتغذية بالروث والمخلفات، والأخرى لخروج المواد الهاضمة، ويضع فوقها وحدة "خزان الغاز"، مزودة بمحبس متصل بخرطوم للبوتاجاز أو المولد الكهربائي لتوليد الكهرباء.

ويقول أستاذ الهندسة الزراعية والتحكم البيئي، د.محمد حاتم، إن "تكلفة وحدة البيوجاز تتراوح بين 7 و15 ألف جنيه "402 و826 دولار"، ومن الممكن لمن يمتلك بقرة واحدة، أن يشترك مع جاره ويتقاسما التكلفة".

وأشار إلى أن "كل واحد كيلو من تلك المخلفات، يمكن تحويله إلى 60 لتر غاز، فالروث الحيواني من رأس ماشية واحدة، يكفى لاستهلاك أسرة يومياً من الغاز".