القدس المحتلة - عز الدين أبو عيشة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو خمسة مواطنين، عقب الاعتداء عليهم في باحات المسجد الأقصى المبارك، وأغلقت جميع أبوابه، وسط حراسة مشددة من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة.

وعقب صلاة الجمعة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين بالضرب وإطلاق القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي حاول الشبان الفلسطينيين وعدد من المصلين التصدي للجنود.

واندلعت مواجهات عنيفة في باحات المسجد القبلي، وقمع الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم باحات الأقصى بعتاده العسكري مسيرة مناصرة للأقصى في ذكرى البوابات الإلكترونية.

وأثناء اقتحام الأقصى، اعتلت قوات الاحتلال المسلحة بالرشاشات الأوتوماتيكية، سطح المصلى القبلي أهم الأماكن الدينية في القدس وأكثرها قداسة، وقبلة المسلمين الأولى، ونصب الجيش عليه قناصة.

وأغلقت قوات الاحتلال جميع أبواب المسجد القبلي بسلاسل وقضبان حديدية، ومنعت المصلين من أداء صلاة العصر فيه، واعدت بوحشية على كل من يقترب على البوابة، وعلى المصلين وحراس الأقصى، بحسب المسؤول الإعلامي في أوقاف القدس فراس الدبس.

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني ومرجعيات دينية أعلنوا عن بدء الإعتصام أمام بوابات المسجد الاقصى، حتى يعيد الاحتلال فتحه أمام المصلين.

وأدى مئات المواطنين صلاة العصر يوم الجمعة في ساحة باب الأسباط رفضا لإغلاق المسجد الأقصى وبواباته من قبل قوات الاحتلال.

وبعد صلاة العصر، انسحبت قوات الاحتلال من أمام بوابات المسجد الاقصى التي شرعت أمام المصلين. وفتحت أبواب المسجد أمام الجميع، ودخل مئات المقدسيين الى المسجد الاقصى حيث أدوا ركعتين شكر لله بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من أداء صلاة العصر في المسجد.

وأظهر مقطع فيديو توثيق كاميرات المراقبة المثبتة في منطقة البراق انهيار أحد الحجارة الضخمة من الحائط، وتحديدا في الجهة الجنوبية للساحة، وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إنه يجري التدقيق في الحادثة، للوقوف على أسبابها.

وأثارت حادثة السقوط، امتعاض وحفيظة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى، وخشيتها من أن تتبعه انهيارات أخرى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية الجارية في محيطه.

وحائط البراق هو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتسميه "حائط المبكى" ويؤدي اليهود عنده الصلوات.

من جانبه، طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود حكومات دول العالم، بالتحرك الفوري من أجل إنقاذ المسجد الاقصى، والتحرك على صعيد البدء فوراً بتطبيق القوانين والشرائع الأممية التي تمنع الاحتلال من العدوان على المقدسات الإسلامية.

وأوضح المحمود أنه ورغم أن هذا الهجوم يأتي في ظل دائرة الخطر اليومي التي تحيط بالمسجد الاقصى المبارك، إلا أن مجرياته السوداء تأتي ترجمة لما يسمى قانون القومية العنصري الاحتلالي، وذلك في فرض التقسيم الزماني والمكاني والاستيلاء على أقدس مقدسات المسلمين.



من جهته، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس بأن المسجد الأقصى يتعرض لأقسى هجمة منذ احتلاله في العام 1967 مبيناً أن الاحتلال يعمل على سرقة حجارته ويمنع إعادة ترميم مرافقه وأسواره التي أصبحت تتداعى نتيجة الحفريات.



وأضاف ادعيس بأن جرأة هذا الاحتلال على هذه الممارسات لم تكن لولا الغطاء السياسي من قبل الولايات المتحدة باعترافها المشؤوم بالقدس عاصمة له.