دعا المرجع الأعلى لشيعة العراق آية الله علي السيستاني، في خطبة الجمعة، إلى تشكيل حكومة "في أقرب وقت ممكن على أسس صحيحة"، لمواجهة الفساد وسوء الخدمات الأساسية.
ودعا السيستاني في الخطبة، التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء، حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي المنتهية ولايتها إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الأساسية.
وقال : "يجب أن تجد الحكومة الحالية في تحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة من مطالب المواطنين وتخفف بذلك من معاناتهم وشقائهم".
وكان آلاف الأشخاص في مدن الجنوب العراقي، قد تظاهروا بعد فترة قصيرة من خطبة الجمعة، احتجاجاً على نقص الخدمات الحكومية المناسبة، وعدم توفر الوظائف.
ويعاني الجنوب من الإهمال منذ فترة طويلة على الرغم من أنه منطقة تركز الشيعة في البلاد، في وقت احتشد نحو ألفي شخص خارج مقر محافظة البصرة.
وقال واثق عبد الأمير (32 سنة)، وهو عاطل عن العمل : "نحتاج إلى شن حرب جديدة، لكن تلك المرة يجب أن تكون على الحكومة الفاسدة وليس على الإرهاب".
وشهدت مدينتا العمارة والناصرية احتجاجات مماثلة، وحدثت احتجاجات بسبب نفس المطالب من قبل، لكن التوترات هذه المرة واسعة الانتشار ولها حساسية سياسية.
ويتصاعد الغضب في وقت يحاول فيه السياسيون تشكيل حكومة بعد الانتخابات التي جرت يوم 12 مايو، وشابتها مزاعم تزوير أدت إلى إعادة فرز الأصوات.
ويقود العبادي الذي يسعى لولاية ثانية حكومة تسيير أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
وفاز تكتل سياسي يقوده رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر بأغلبية المقاعد في الانتخابات مع تبنيه سياسات لمكافحة الفساد لاقت ترحيب قطاع عريض من الناخبين.
وقال ممثل السيستاني إن رئيس الحكومة المقبلة ينبغي أن يتحلى بالقوة والشجاعة لمحاربة الفساد في الحكومة.
وأضاف في خطبة الجمعة ”يجب عليه (رئيس الحكومة الجديد) أن يشن حرباً لا هوادة فيها على الفاسدين وحُماتهم“.
وأيد العبادي في بيان صادر عن مكتبه تصريحات السيستاني، وقال : "إن كل ما دعت إليه المرجعية الدينية العليا كان وسيبقى نصب أعيننا".
وطرح السيستاني، الذي نادراً ما يتدخل في السياسة، لكن له كلمة مسموعة لدى الرأي العام، خريطة طريق تتضمن إرشادات على الحكومة المقبلة اتباعها لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد.
وقال : إن الحكومة الجديدة لا يجب أن تضم أي مسؤولين متهمين بالفساد أو إساءة استغلال السلطة أو من يدعمون التفرقة الطائفية.
وأوضح أحمد يونس وهو محلل سياسي في بغداد، أن السيستاني بعث برسالة واضحة مفادها أن حكومة العبادي أخفقت في وضع حد للفساد أو في توفير الخدمات الأساسية.
وأضاف : "أوضح السيستاني أن حكومة العبادي أخفقت في أداء المهمة وأن على الحكومة الجديدة حل القضايا العالقة. هذه حقا عقبة صعبة... أمام العبادي".