تونس – منال المبروك
منح برلمان تونس مساء السبت الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي بعد جلسة مداولات جرت بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد ودامت أكثر من ستة ساعات .
واتسمت جلسة منح الثقة لعضو الحكومة الجديد بالتوتر وتوجيه سيل من ال‘تهامات لرئيس الحكومة بالضغط على الأحزاب وأعضاء البرلمان لمنح الثقة للوزير المقترح بهدف انقاذ حكومته المهددة بالإسقاط
ورغم الأجواء البرلمانية المشحونة جاءت نتيجة التصويت مخالفة لما توقعه العديد من المتابعين للجلسة حيث حظي الوزير بتزكية 148 نائباً من بين 163 حضروا جلسة التصويت في حين رفض 13 أخرون تزكيته وتحفظ 8 آخرين .
وحصل الفوراتي على ثقة نواب الشعب بعد مارتون من الخلافات والتجاذبات والجلسات بين الكتل والأحزاب، تحت قبة البرلمان خلال اليومين الماضيين. وحضر زعماء "حزب النهضة"، راشد الغنوشي، و"مشروع تونس"، محسن مرزوق، و"نداء تونس"، حافظ قايد السبسي في اجتماعات مع كتلهم، دون المعارضة التي حسمت أمرها سلفاً بقرار بحجب الثقة عن الوزير.
وتم تعيين الفراتي وزيراً جديداً للداخلية بعد شهرين من إقالة لطفي براهم في 6 يونيو الماضي بعد اتهامه بالتقصير الأمني جراء غرق سفينة مهاجرين غير شرعيين وغرق نحو 120 من ركابها قبالة سواحل جزيرة قرقنة في الوسط الشرقي .
وطلب رئيس الحكومة منح ثقة مجلس الشعب لتعيين الوزير الجديد، واعداً بتحسن الوضع الاقتصادي للبلاد وللمواطن مع بداية 2019، مؤكداً أنه تم اختيار الفوراتي بناءً على حياده عن الأحزاب والتجاذبات وكفاءته الأمنية والإدارية ومعرفته الجيدة بوزارة الداخلية، بما يعني أنه سينطلق مباشرة في العمل، على حد تعبيره.
واستعرض الشاهد خريطة طريق وزير الداخلية الجديد التي تقوم على تعزيز آليات محاربة الإرهاب وتطوير الإمكانيات اللوجستية، وتعزيز مقومات الأمن الجمهوري والحس الأمني والمواطني، من أجل محاربة الجريمة والتصدي للهجرة غير النظامية.
وزير الداخلية الجديد ( 50 سنة ) خريج كلية الحقوق بتونس والمدرسة الوطنية للإدارة تقلد مناصب عديدة في القطاع الحكومي .
وقال هشام الفراتي عقب حصوله ونيله ثقة مجلس نواب الشعب، إنه واعٍ بأهمية المرحلة وبدقتها باعتباره أمضى أكثر من 20 سنة في الوزارة ورصد كل المراحل التي مرّت بها.
وبين الوزير أنه سيعمل على مواصلة حفظ الأمن العام ومكافحة الجريمة الإرهابية ومواصلة الاصلاحات التي انطلقت فيها الوزارة منذ فترة والتي تعتمد بالأساس على تطوير ورقمنة الوزارة وخدماتها، على غرار توفير بطاقة تعريف بيومترية وجواز سفر بيومتري إضافة إلى تدعيم العناية بإطارات وأعوان المؤسسة الأمنية خاصة عائلات الشهداء.
وأضاف الفراتي أنه قبِل بهذه المهمة رغم دقة المرحلة، وبين أنه يكفي أن لا يكون وزير الداخلية منتمياً إلى أي حزب حتى ينجح في النأي بها عن كل التجاذبات، مبيّناً أن دوره 'تجميع كافة الأطراف وتوحيدها وهذا هو المطلوب منه' على حد تعبيره.