سرمد عبدالسلام
سجل الريال اليمني هذا الأسبوع أدنى مستوياته مقابل العملات الأجنبية ، وسط مخاوف كبيرة من الإنعكاسات السلبية على معيشة اليمنيين نتيجة إرتفاع أسعار السلع الأساسية والإستهلاكية ، الأمر الذي سيزيد من حجم المعاناة الإنسانية في البلد التي قالت تقارير الأمم المتحدة أن 85% من سكانها بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة.
وخلال اليومين الماضيين ، واصلت العملة اليمنية تهاويها غير المسبوق أمام العملات الأجنبية ، وقفز سعر الدولار الأمريكي الواحد فوق حاجز ال 530 ريالا يمنياً ، وهي زيادة قياسية لم يسبق أن حدثت في أسواق الصرافة اليمنية عبر التاريخ.
وكان الريال اليمني قد شهد تحسناً طفيفاً وإستقراراً نسبياً خلال الشهور القليلة الماضية ، عقب إعلان المملكة العربية السعودية تقديمها وديعة مالية بنحو ملياري دولار للمساهمة في منع إنهيار الإقتصاد والعملة اليمنية.
غير أن تلك الإجراءات الإنعاشية لم تصمد طويلاً أمام عمليات التدمير الممنهج لمليشيات الحوثي الإنقلابية التي تهيمن بشكل كبير على أسواق الصرافة وعمليات المضاربة بالعملات، ما أدى إلى نقص كبير في المعروض النقدي من العملة الصعبة ، وفقاً لتأكيدات خبراء إقتصاد يمنيين.
وتشكل التحويلات الخارجية مصدراً رئيساً لرفد ميزان المدفوعات اليمني بتدفقات النقد الأجنبي، بعدما أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون في 2014 إلى جفاف معظم موارد النقد الأجنبي، نتيجة تعثر صادرات النفط والغاز، وتعطل عائدات السياحة وتوقف الاستثمار المحلي والأجنبي المباشر .
وتضاعفت معاناة اليمنيين بصورة كبيرة ، بفعل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها البلد منذ سيطرة الانقلابيين الحوثيين على صنعاء في سبتمبر عام 2014 ، وكان حينها سعر الصرف مستقراً بواقع 215 ريال لكل دولار أمريكي.