سمحت السلطات السورية لكافة المهجرين بالعودة إلى قراهم التي استعادتها القوات الحكومية مؤخراً بدعم روسي سواءً من الجيش الحر أو تنظيم داعش و لكن هذه العودة كانت متعثرة بسبب الخراب الذي عم الكثير من المنازل إضافة إلى الفقر الذي يجتاح غالبية الأسر السورية مما يعرقل ترميم البيوت المتضررة أو إعادة الإعمار .

رب ضارة نافعة

كان من فوائد المرحلة الجديدة لسيطرة القوات الحكومية على الجنوب استحداث فرص عمل لآلاف الشباب العاطل عن العمل، حيث بدأ الكثير من الناس بترميم بيوتهم المتضررة وإصلاح ما يمكن إصلاحه وهو ما يحتاج عمالة من الحرفيين و سيولة مالية .

وأدى انسحاب المنظمات التي كانت تنشط في الجنوب إلى تسريح المئات من العاملين فيها بعد إغلاق مكاتبها ومشاريعها في الأماكن التي كانت خاضعة لسيطرة الجيش الحر .

ويعتمد العديد من أهالي درعا على الحوالات القادمة من دول الخليج و كذلك أوربا في السنوات الأخيرة وكندا لتعيلهم، بعد الضنك الذي خيم على العديد من الأسر السورية بسبب الحرب، و هي الحوالات التي تساهم الآن في الجزء الأكبر من ترميم المنازل المتضررة .

التعفيش يعرقل عودة الناس الى منازلهم

تقوم أغلب الفصائل العسكرية سواءً حكومية أو معارضة، بنهب البيوت في الأماكن التي يجتاحونها اذا كانت خالية من سكانها وهو ما بات يعرف ب " التعفيش " فيعود الناس إلى منازلهم ليجدوها منهوبة ويصعب عليهم شراء عفش جديد بسبب الفقر الذي أحاط بالكثير من العائلات السورية .

وتعاني الكثير من القرى والبلدات التي سيطرت عليها القوات الحكومية مؤخراً من نقص في الخدمات خاصة الكهرباء والمحروقات، وتكون المشاريع الإنمائية بطيئة جداً، بحجة عدم وجود دعم من الدول المانحة التي تقاطع نظام الأسد سياسياً واقتصادياً .