شنت "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة حملة أمنية في ريف حماة ضد شخصيات متهمة بالتواصل مع دمشق بموجب صيغة "المصالحات"، وذلك تباعاً لحملة مماثلة أطلقتها مؤخراً "هيئة تحرير الشام".
وأعلنت "الجبهة"، الأحد، أنها اعتقلت خلال حملتها الأمنية التي وصفتها بـ"الواسعة"، 45 شخصاً حتى الآن، ممن اعتبرتهم دعاة المصالحة في ريف حماة.
وأفاد موقع "عنب بلدي" المعارض باستنفار كبير من قبل الفصائل العسكرية المنضوية في "الهيئة الوطنية للتحرير" منذ صباح الأحد، حيث شوهدت أرتال لها في مناطق متفرقة في ريفي حماة الغربي والشرقي.
وأوضح الموقع أن "الجبهة" نشرت حواجز جديدة لها في منطقة سهل الغاب وشحشبو في ريف حماة الغربي، كما استنفرت الحواجز القديمة لها المتمركزة في المنطقة.
وتعتبر الحملة الأمنية الخطوة الأولى التي تقوم بها "الجبهة الوطنية" بعد إعلان تشكيلها، الأسبوع الماضي، من اندماج عدة فصائل مسلحة في الشمال السوري.
وتتلاقى "الجبهة" في ذلك مع أقوى خصومها ومنافسيها في الشمال السوري "هيئة تحرير الشام" ("النصرة" سابقاً) التي نفذت حملة أمنية مماثلة الجمعة الماضية، في مدينة خان شيخون وقرية مدايا في ريف إدلب الجنوبي، واعتقلت نحو 15 شخصاً من دعاة المصالحات، إضافة إلى 3 عناصر من خلايا "داعش"، حسب مصادر إعلامية محلية.
وتتزامن هذه التحركات مع الحديث عن نية الجيش السوري وحلفائه بدء عملية عسكرية في إدلب، حيث تتخوف الفصائل المسلحة الموجودة هناك من سقوط مناطقها بموجب "اتفاقيات تسوية" مع الحكومة السورية، التي تطرحها كبديل سلمي تستعيد فيه الشمال بأقل الخسائر العسكرية والمدنية.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، أن قيادات بعض الفصائل في إدلب يتواصلون مع المركز الروسي للمصالحة في سوريا لجس النبض حول احتمالات المصالحة مع السلطات السورية.
يأتي ذلك وسط تصاعد الفلتان الأمني في إدلب بسبب احتدام صراعات بين الفصائل ترافقه تصفيات متبادلة واختطاف وتفجيرات، ما يدفع بالسكان والنشطاء إلى المطالبة بالتغيير. في حين يدعو الكثيرون إلى توحيد أطر المعارضة أو حتى فرض سيطرة تركية مباشرة على المنطقة، هناك أيضاً من يرى في المصالحة سبيلاً أفضل لتسوية أوضاعهم وإنهاء الحرب التي طال أمدها.