* الهدوء يعود إلى القطاع ومحيطه مؤقتاً
* مصر والأمم المتّحدة أجرتا مفاوضات من أجل عودة الهدوء قبل منتصف ليل الخميس
غزة - عز الدين أبو عيشة، (أ ف ب)
توقع مراقبون أنّ تبقى الأمور في قطاع غزّة تحت السيطرة، ولن يرتقي التصعيد الإسرائيلي إلى حرب موسعة، بل تكتفي اسرائيل في جولة تصعيدية، تشن من خلالها سلسلة أهداف لها، في المقابل تكتفي المقاومة بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
خبير عسكري وأخر سياسي أجمعا على أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا يحبذان خوض حرب جديدة، خاصة وأن ويلات العدوان الأخير على القطاع لا تزال تؤثر على أهل القطاع، والحياة في غزة باتت معدومة، وخوض عدوان لا يعني انفراجات قريبة.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات من طائراته الحربية تجاه مواقع مدنية وعسكرية في مناطق متفرقة من قطاع غزة أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم سيدة حامل ورضيعها.
وأكد المحللان لـ "الوطن" أن الجولة التصعيدية هذه لمجرد إجبار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتهيئة المواطنين في قطاع غزة على قبول هدنة طويلة الأمد، مع الجانب الإسرائيلي برعاية مصرية واممية، وأنّ غزة اليوم أقرب إلى تطبيق المصالحة من أيّ وقت مضى.
المحلل السياسي وسام الفقعاوي توقع أن تكتفي اسرائيل بقصف أهداف محددة في غزة دون اللجوء إلى عدوانٍ جديد، مستبعداً خوض معركة جديدة في القطاع خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي لذلك.
وقال الفقعاوي في تصريح لـ "الوطن" إنّ "لم يتم معالجة أسباب التصعيد فإن إسرائيل قد تكرر قصفها عدة مرات على القطاع، خاصة وأن القصف الحالي هو الأعلى منذ عام 2014.
وبيّن الفقعاوي أن المقاومة أثبتت خلال جولة التصعيد أنها لن تمرر العدوان على أبناء شعبنا وما قامت به من قصف المستوطنات يهدف لضمان عدم تكرار جرائم الاحتلال.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قصف مركز سعيد المسحال الثقافي والذي يحتوي على مقر الجالية المصرية والتي تقدم مئات الخدمات للمصريين المتواجدين في القطاع، فيما أصيب نحو 12 فلسطينياً بجراح مختلفة جراء القصف الإسرائيلي.
ونفى الفقعاوي وجود نية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن جولة جديدة من التصعيد ضد قطاع غزة بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من الجمهور الإسرائيلي الذي فقد الثقة في حمايته من صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضح أن الجولة القادمة المتوقعة لن ترتقي إلى حرب موسعة لأن الأطراف كافة ليست معنية بالحرب سواء المقاومة وإسرائيل أو المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق برد المقاومة، قال الفقعاوي "رد المقاومة كان مناسباً وأكثر من مناسب وأثبت للمستوطنين الإسرائيليين أن قادة الاحتلال لم ولن تستطيع ردع المقاومة أبداً".
وكانت المقاومة الفلسطينية ردت على غارات الاحتلال بغزة، بقصف المستوطنات المحاذية للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية، ما أدى لإصابة 12 إسرائيلياً بشظايا القذائف الصاروخية بينهم إصابة حرجة.
من جانبه، توقع الخبير العسكري واصف عريقات أن يُقدم قادة الاحتلال على تصعيد جديد لا سيما في ظل الخلافات الحادة التي تظهر عبر وسائل الإعلام بين قادة الاحتلال.
ورأى عريقات أن الخلافات في صفوف الإسرائيليين قد تدفع نتنياهو لجولة جديدة من التصعيد ليثبت قدرته في حماية المستوطنين خاصة مستوطني فيما يُسمى "غلاف غزة".
وأوضح عريقات أنّ الغرفة المشتركة للمقاومة نجحت في ردِ الصاع للاحتلال الإسرائيلي الذي حاول خرق قواعد الاشتباك لصالحه، مشيراً إلى أنّ المقاومة قالت كلمتها القصف بالقصف.
وقال عريقات ان حكومة الاحتلال غير قادرة على التعامل مع قطاع غزة كحالة مقاومة لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي خيار أمام نتنياهو وحكومته إلا التهدئة
وعن التنسيق بين فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة، أشار عريقات إلى أنَّ التنسيق الكبير بين المقاومة يربك ويزعج الاحتلال الإسرائيلي ويقوي الموقف الفلسطيني، لافتاً إلى أنَّ التنسيق يدل على أنَّ تلك الجولة من القتال كانت قراراً جماعياً وليس قراراً فردياً، وأنَّ العلاقة بين فصائل المقاومة وصلتْ مرحلة التناغم الكامل.
ويأتي العدوان الإسرائيلي في ظل أجواء متوترة يشهدها القطاع منذ الأربعاء بعد استشهاد عنصرين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بقصف مدفعي إسرائيلي لموقع للمقاومة أثناء مناورة تدريبية.
وقالت "حماس" على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، الجمعة، إن "جولات الاشتباك المتتالية بين المقاومة والاحتلال برهنت على أنه كيان هش وأنه قابل للهزيمة".
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن نائب قائد سلاح الجو الإسرائيلي قوله، إن "الطائرات هاجمت أكثر من 150 هدفاً في جميع أنحاء قطاع غزة"، مؤكداً أن "الجيش يراقب عن كثب الوضع في غزة، ويستعد لمواصلة العمليات في الجولة الحالية، إذا لزم الأمر".
بينما وصفت الجبهة الديمقراطية، التصعيد العسكري الإسرائيلي المفاجئ على قطاع غزة، بأنه محاولة من حكومة نتنياهو للتشويش على الحوار الوطني الفلسطيني الجاري في القاهرة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية.
وشارك أهالي قطاع غزة في جمعة الحرية والحياة رفضًا للحصار والإغلاق، وذلك ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، المستمرة منذ 30 مارس الماضي على الحدود الشرقية للقطاع.
وعاد الهدوء صباح الجمعة الى غزة بشكل مؤقت على الاقل، لكن مسيرات الجمعة انطلقت من داخل القطاع باتجاه السياج الأمني الفاصل مع اسرائيل.
وبعد اشهر من تصاعد التوتر، شهد قطاع غزة ومحيطه ليل الاربعاء الخميس إحدى أخطر المواجهات بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل منذ حرب 2014.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات على أكثر من 150 موقعاً تابعاً لحماس في الجيب الفقير الواقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط.
وقال مراسل فرانس برس إن الطيران الإسرائيلي شن أكثر من مئتي غارة.
واستشهد 3 فلسطينيين بينهم امرأة حامل تبلغ من العمر "23 عاماً" ورضيعتها التي تبلغ من العمر 18 شهراً جراء الغارات .
وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إنّ مصر والأمم المتّحدة أجرتا مفاوضات من أجل عودة الهدوء قبل منتصف ليل الخميس.
واضاف "بوساطة مصر والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، تم الاتفاق على تثبيت تهدئة، هدوء مقابل هدوء، في قطاع غزة (...) اعتباراً من قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة "21:00 ت غ"".
ونفى المسؤولون الإسرائيليون عبر الإعلام ذلك. لكن نفياً من هذا النوع من قبل إسرائيل أمر معتاد في مثل هذه الظروف.
وإذا تأكد ذلك، فإنها ستكون الهدنة الثالثة من نوعها في غضون شهر، حيث أثار تصاعد التوتر بين الجانبين مخاوف من اندلاع حرب أخرى.
وعصر الخميس، استهدفت غارة إسرائيلية جديدة مركزًا للثقافة والفنون غرب مدينة غزة أسفرت عن إصابة 20 شخصًا وتدمير المبنى كلّيًا.
من جهته، قال حازم قاسم الناطق باسم حماس "رغم العدوان على القطاع، شعبنا الفلسطيني سيواصل مسيرات العودة وكسر الحصار ،حتى تحقق أهدافها، وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة".
وأضاف "في كل مرة تحاول آلة القتل الإسرائيلية أن تكسر إرادة شعبنا في مواصلة نضاله ومسيراته، وفي كل مرة تفشل في ذلك، واليوم سيخرج شعبنا في مسيرات العودة في تحدٍ لآلة الحرب الإسرائيلية".
أما الرئيس السابق للقيادة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة الجنرال دورون الموج، فقد قال لإذاعة الجيش صباح الجمعة إن "الساعات الأربع والعشرين القادمة ستحدد ما إذا كانت الهدنة ستصمد".
وأضاف "نحن أقرب الى تسوية مما كنا عليه في الماضي لأن اهتمام حماس بالاتفاق أكبر من رغبتها في التصعيد".
وتوجد إشكالية في إسرائيل في طريقة الرد على حركة حماس.
وأظهر استطلاع للرأي حول طريقة الرد المناسبة على حركة حماس أجرته صحيفة "معاريف" ونشرت نتائجه الجمعة ان "نسبة 29% اعربوا عن ارتياحهم ازاء الطريقة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو" مع أزمة قطاع غزة.
وفي حين اعلن 64% انهم غير مرتاحين لادائه، أعرب 48% عن تأييدهم شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة مقابل 41% يعارضون ذلك.
وكتب بن كاسبت المعلق في صحيفة" معاريف " انه خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني مساء الخميس، اكد وزير الدفاع افيغدور ليبرمان تأييده "حرباً جديدة على غزة".
وأضاف كاسبت "كان الشخص الوحيد الذي طالب بشن عملية واسعة النطاق على قطاع غزة. وعارض نتنياهو ذلك. كما أن الجيش لم يقدم توصية بهذا الطلب".
واستشهد 165 فلسطينياً منذ نهاية مارس برصاص الجنود الإسرائيليين خلال الاحتجاجات الحدودية.
وقتل جندي إسرائيلي في 20 يوليو خلال عملية قرب السياج الفاصل وهو الأول الذي يقتل في المنطقة منذ 2014.
وخاضت اسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة في القطاع المحاصر منذ 2006 ويزداد سكانه فقراً مع معاناة يومية جرّاء البطالة والانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء.
* مصر والأمم المتّحدة أجرتا مفاوضات من أجل عودة الهدوء قبل منتصف ليل الخميس
غزة - عز الدين أبو عيشة، (أ ف ب)
توقع مراقبون أنّ تبقى الأمور في قطاع غزّة تحت السيطرة، ولن يرتقي التصعيد الإسرائيلي إلى حرب موسعة، بل تكتفي اسرائيل في جولة تصعيدية، تشن من خلالها سلسلة أهداف لها، في المقابل تكتفي المقاومة بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
خبير عسكري وأخر سياسي أجمعا على أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا يحبذان خوض حرب جديدة، خاصة وأن ويلات العدوان الأخير على القطاع لا تزال تؤثر على أهل القطاع، والحياة في غزة باتت معدومة، وخوض عدوان لا يعني انفراجات قريبة.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات من طائراته الحربية تجاه مواقع مدنية وعسكرية في مناطق متفرقة من قطاع غزة أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم سيدة حامل ورضيعها.
وأكد المحللان لـ "الوطن" أن الجولة التصعيدية هذه لمجرد إجبار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتهيئة المواطنين في قطاع غزة على قبول هدنة طويلة الأمد، مع الجانب الإسرائيلي برعاية مصرية واممية، وأنّ غزة اليوم أقرب إلى تطبيق المصالحة من أيّ وقت مضى.
المحلل السياسي وسام الفقعاوي توقع أن تكتفي اسرائيل بقصف أهداف محددة في غزة دون اللجوء إلى عدوانٍ جديد، مستبعداً خوض معركة جديدة في القطاع خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي لذلك.
وقال الفقعاوي في تصريح لـ "الوطن" إنّ "لم يتم معالجة أسباب التصعيد فإن إسرائيل قد تكرر قصفها عدة مرات على القطاع، خاصة وأن القصف الحالي هو الأعلى منذ عام 2014.
وبيّن الفقعاوي أن المقاومة أثبتت خلال جولة التصعيد أنها لن تمرر العدوان على أبناء شعبنا وما قامت به من قصف المستوطنات يهدف لضمان عدم تكرار جرائم الاحتلال.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قصف مركز سعيد المسحال الثقافي والذي يحتوي على مقر الجالية المصرية والتي تقدم مئات الخدمات للمصريين المتواجدين في القطاع، فيما أصيب نحو 12 فلسطينياً بجراح مختلفة جراء القصف الإسرائيلي.
ونفى الفقعاوي وجود نية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن جولة جديدة من التصعيد ضد قطاع غزة بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من الجمهور الإسرائيلي الذي فقد الثقة في حمايته من صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضح أن الجولة القادمة المتوقعة لن ترتقي إلى حرب موسعة لأن الأطراف كافة ليست معنية بالحرب سواء المقاومة وإسرائيل أو المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق برد المقاومة، قال الفقعاوي "رد المقاومة كان مناسباً وأكثر من مناسب وأثبت للمستوطنين الإسرائيليين أن قادة الاحتلال لم ولن تستطيع ردع المقاومة أبداً".
وكانت المقاومة الفلسطينية ردت على غارات الاحتلال بغزة، بقصف المستوطنات المحاذية للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية، ما أدى لإصابة 12 إسرائيلياً بشظايا القذائف الصاروخية بينهم إصابة حرجة.
من جانبه، توقع الخبير العسكري واصف عريقات أن يُقدم قادة الاحتلال على تصعيد جديد لا سيما في ظل الخلافات الحادة التي تظهر عبر وسائل الإعلام بين قادة الاحتلال.
ورأى عريقات أن الخلافات في صفوف الإسرائيليين قد تدفع نتنياهو لجولة جديدة من التصعيد ليثبت قدرته في حماية المستوطنين خاصة مستوطني فيما يُسمى "غلاف غزة".
وأوضح عريقات أنّ الغرفة المشتركة للمقاومة نجحت في ردِ الصاع للاحتلال الإسرائيلي الذي حاول خرق قواعد الاشتباك لصالحه، مشيراً إلى أنّ المقاومة قالت كلمتها القصف بالقصف.
وقال عريقات ان حكومة الاحتلال غير قادرة على التعامل مع قطاع غزة كحالة مقاومة لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي خيار أمام نتنياهو وحكومته إلا التهدئة
وعن التنسيق بين فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة، أشار عريقات إلى أنَّ التنسيق الكبير بين المقاومة يربك ويزعج الاحتلال الإسرائيلي ويقوي الموقف الفلسطيني، لافتاً إلى أنَّ التنسيق يدل على أنَّ تلك الجولة من القتال كانت قراراً جماعياً وليس قراراً فردياً، وأنَّ العلاقة بين فصائل المقاومة وصلتْ مرحلة التناغم الكامل.
ويأتي العدوان الإسرائيلي في ظل أجواء متوترة يشهدها القطاع منذ الأربعاء بعد استشهاد عنصرين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بقصف مدفعي إسرائيلي لموقع للمقاومة أثناء مناورة تدريبية.
وقالت "حماس" على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، الجمعة، إن "جولات الاشتباك المتتالية بين المقاومة والاحتلال برهنت على أنه كيان هش وأنه قابل للهزيمة".
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن نائب قائد سلاح الجو الإسرائيلي قوله، إن "الطائرات هاجمت أكثر من 150 هدفاً في جميع أنحاء قطاع غزة"، مؤكداً أن "الجيش يراقب عن كثب الوضع في غزة، ويستعد لمواصلة العمليات في الجولة الحالية، إذا لزم الأمر".
بينما وصفت الجبهة الديمقراطية، التصعيد العسكري الإسرائيلي المفاجئ على قطاع غزة، بأنه محاولة من حكومة نتنياهو للتشويش على الحوار الوطني الفلسطيني الجاري في القاهرة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية.
وشارك أهالي قطاع غزة في جمعة الحرية والحياة رفضًا للحصار والإغلاق، وذلك ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، المستمرة منذ 30 مارس الماضي على الحدود الشرقية للقطاع.
وعاد الهدوء صباح الجمعة الى غزة بشكل مؤقت على الاقل، لكن مسيرات الجمعة انطلقت من داخل القطاع باتجاه السياج الأمني الفاصل مع اسرائيل.
وبعد اشهر من تصاعد التوتر، شهد قطاع غزة ومحيطه ليل الاربعاء الخميس إحدى أخطر المواجهات بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل منذ حرب 2014.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات على أكثر من 150 موقعاً تابعاً لحماس في الجيب الفقير الواقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط.
وقال مراسل فرانس برس إن الطيران الإسرائيلي شن أكثر من مئتي غارة.
واستشهد 3 فلسطينيين بينهم امرأة حامل تبلغ من العمر "23 عاماً" ورضيعتها التي تبلغ من العمر 18 شهراً جراء الغارات .
وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إنّ مصر والأمم المتّحدة أجرتا مفاوضات من أجل عودة الهدوء قبل منتصف ليل الخميس.
واضاف "بوساطة مصر والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، تم الاتفاق على تثبيت تهدئة، هدوء مقابل هدوء، في قطاع غزة (...) اعتباراً من قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة "21:00 ت غ"".
ونفى المسؤولون الإسرائيليون عبر الإعلام ذلك. لكن نفياً من هذا النوع من قبل إسرائيل أمر معتاد في مثل هذه الظروف.
وإذا تأكد ذلك، فإنها ستكون الهدنة الثالثة من نوعها في غضون شهر، حيث أثار تصاعد التوتر بين الجانبين مخاوف من اندلاع حرب أخرى.
وعصر الخميس، استهدفت غارة إسرائيلية جديدة مركزًا للثقافة والفنون غرب مدينة غزة أسفرت عن إصابة 20 شخصًا وتدمير المبنى كلّيًا.
من جهته، قال حازم قاسم الناطق باسم حماس "رغم العدوان على القطاع، شعبنا الفلسطيني سيواصل مسيرات العودة وكسر الحصار ،حتى تحقق أهدافها، وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة".
وأضاف "في كل مرة تحاول آلة القتل الإسرائيلية أن تكسر إرادة شعبنا في مواصلة نضاله ومسيراته، وفي كل مرة تفشل في ذلك، واليوم سيخرج شعبنا في مسيرات العودة في تحدٍ لآلة الحرب الإسرائيلية".
أما الرئيس السابق للقيادة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة الجنرال دورون الموج، فقد قال لإذاعة الجيش صباح الجمعة إن "الساعات الأربع والعشرين القادمة ستحدد ما إذا كانت الهدنة ستصمد".
وأضاف "نحن أقرب الى تسوية مما كنا عليه في الماضي لأن اهتمام حماس بالاتفاق أكبر من رغبتها في التصعيد".
وتوجد إشكالية في إسرائيل في طريقة الرد على حركة حماس.
وأظهر استطلاع للرأي حول طريقة الرد المناسبة على حركة حماس أجرته صحيفة "معاريف" ونشرت نتائجه الجمعة ان "نسبة 29% اعربوا عن ارتياحهم ازاء الطريقة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو" مع أزمة قطاع غزة.
وفي حين اعلن 64% انهم غير مرتاحين لادائه، أعرب 48% عن تأييدهم شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة مقابل 41% يعارضون ذلك.
وكتب بن كاسبت المعلق في صحيفة" معاريف " انه خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني مساء الخميس، اكد وزير الدفاع افيغدور ليبرمان تأييده "حرباً جديدة على غزة".
وأضاف كاسبت "كان الشخص الوحيد الذي طالب بشن عملية واسعة النطاق على قطاع غزة. وعارض نتنياهو ذلك. كما أن الجيش لم يقدم توصية بهذا الطلب".
واستشهد 165 فلسطينياً منذ نهاية مارس برصاص الجنود الإسرائيليين خلال الاحتجاجات الحدودية.
وقتل جندي إسرائيلي في 20 يوليو خلال عملية قرب السياج الفاصل وهو الأول الذي يقتل في المنطقة منذ 2014.
وخاضت اسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة في القطاع المحاصر منذ 2006 ويزداد سكانه فقراً مع معاناة يومية جرّاء البطالة والانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء.