* ارتياح أمريكي لإقصاء إيران في سوريا

بيروت - بديع قرحاني، وكالات

نسبت وكالة "المركزية" اللبنانية إلى مصادر غربية مطلعة قولها إن "رئيس النظام السوري بشار الأسد ملتزم بالكامل بتعليمات موسكو وبصورة خاصة لناحية ضمان أمن إسرائيل". وجاء في التقرير أنه "بعد يومين بالتمام ينقضي الشهر الأول على القمة الأمريكية الروسية التي انعقدت في 16 يوليو الماضي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين حيث رسمت خريطة طريق التسوية السورية، وسرعان ما بدأت مفاعيلها تظهر في الميدان لا سيما لناحية ضمان أمن إسرائيل". ورجح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقد قمة ثانية بين الرئيسين كونها ضرورة لتطوير العلاقات بين موسكو وواشنطن، بما يؤشر إلى أن التنسيق بين الطرفين يؤتي ثماره ومنسوب الآمال ببلوغ الحل قريبا يرتفع، إذ يبدي مسؤولون أمنيون أمريكيون، بحسب ما أبلغت مصادر دبلوماسية غربية "المركزية" تفاؤلهم بما يجري في سوريا عموماً والجنوب خصوصاً، ولا يتوانون عن الإعراب عن ارتياحهم لما تقوم به روسيا هناك تنفيذاً لاتفاق هلسنكي والتزامها ضبط الأمن ورعايته بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي وبتعاون مع النظام لتكريس مساحة المدى الحيوي لأمن إسرائيل القاضي بابتعاد الميليشيات المسلحة نحو 100 كلم عن الحدود. وتشير المصادر بالاستناد إلى معلومات وتقارير عن الوضع في سوريا إلى أن الأسد يلبي "المطالب" الروسية من دون نقاش ولا يبادر إلى اتخاذ أي خطوة إلا بالتنسيق والتفاهم مع موسكو التي تمتلك وحدها "ريموت كونترول" الورقة السورية وتفاوض عليها وترفض أي شراكة فيها. هذا الأمر بالذات شكل النقطة الأساس في توتر العلاقات بين روسيا وإيران التي تتهمها دول غربية بضرب الاستقرار في دول المنطقة لفرض نفوذها على أوسع نطاق، وتاليا المشاركة في القرار على غرار روسيا والولايات المتحدة وهو ما لا يمكن أن تقبل به موسكو في أي حال، بعدما فرضت نفسها "الآمر الناهي" ولن تتوانى، كما تقول المصادر، عن وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا وإدا اقتضى الأمر في سائر دول الإقليم. إزاء هذا الواقع بالذات، تضيف المصادر أن لا هامش مناورة بعد اليوم للنظام السوري ولا يمكنه إلا أن يتفاعل بإيجابية مع ما تمليه موسكو من قرارات، ضمن إطار صفقة بقاء الأسد في السلطة لمهمة ودور محددين. وتكشف المصادر الدبلوماسية أن إسرائيل أبلغت كلا من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ومن خلالها الاتحاد الأوروبي أنها ستستخدم أسلحة استراتيجية لتؤمن إبعاد النفوذ الإيراني في سوريا، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال بوضوح للمسؤولين الأمريكيين والروس الذين التقاهم أن تدخل تل أبيب عسكرياً في سوريا ينطلق من موقع الدفاع عن النفس وضمان أمن إسرائيل لأنه فوق كل اعتبار، فكان إن أعطته الإدارة الأمريكية "كارت بلانش" لضمان أمن بلاده. في الموازاة ، تشير المصادر إلى أن موسكو تضغط في اتجاه تسريع الإجراءات والخطوات العملية في الجنوب السوري للانصراف إلى معالجة الوضع الأمني في إدلب شمال غرب سوريا، والشمال، على غرار ما حصل جنوباً، بحيث تضبطه وتحصنه وتثبت الهدنة كخطوة إلزامية لبدء البحث في الحل السياسي عبر مفاوضات لم يتم الاتفاق على إطارها بعد وما زالت تراوح بين جنيف وأستانة. إلا أنها تلفت إلى أن سوريا الجديدة ترتكز إلى جملة ثوابت أبرزها: لا تقسيم، سوريا دولة واحدة موحدة أرضاً وشعباً ومؤسسات مع اعتماد اللامركزية، لا كيانات مستقلة، لافتة إلى إمكان اعتماد نموذج الطائف اللبناني كإطار صيغة لإشراك كل المكونات السورية في السلطة.