الجزائر - جمال كريمي

قٌتل شخصان، كانا من بين عشرات المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقر عسكري في مدينة جانت أقصى الجنوب الجزائري مع ليبيا، ووقع أعيان المنطقة وكبار القيادات العسكرية محضر صلح لتفادي تطور الأمور، وفقاً لمصادر جزائرية.

وتفجر الأوضاع بالمدينة الحدودية، حصل بعد مقتل مهرب برصاص الجيش، صبيحة الأحد، وأعلنت حينها وزارة الدفاع في بيان وزعته على وسائل الإعلام المحلية ونشرته على موقعها الإلكتروني، أن "مفرزة للجيش قد قضت على مهرب رفض الامتثال لأوامر التوقف"، وليلة الأحد الإثنين، تجمهر عدد من أهالي الضحية ومواطنو المدينة، أمام مقر مقر القطاع العملياتي للجيش، والذي يعد عصب المؤسسة الأمنية في المنطقة الحدودية مع ليبيا، احتجاجاً على مقتل الشاب، وحاول بعضهم اقتحام المقر العسكري، ما اضطر أفراد الحراسة لإطلاق النار لتفريق المحتجين، ومعلوم أن المقرات الأمنية تخضع لإجراءات صارمة، ويُمنع الوصول إليها دون الحصول على ترخيص مسبق، ويتم الرد بالرصاص الحي في حال عدم الامتثال لأوامر التوقف.

ولتفادي المزيد من الانزلاقات، تم التوقيع على محضر صلح حصلت "الوطن" على نسخة منه، بين أعيان منطقة جانت، وكبار القيادات العسكرية والأمنية، وتم رفع بعض المطالب من طرف السكان، ومن ذلك إجراء تحقيق في ظروف وفيات الشبان، والسماح لأهالي المنطقة التنقل بحرية ودون عراقيل.

كما طالب الأعيان بفتح المعابر الحدودية مع دول الجوار، وتشكيل هيئة استشارية لتعزيز الثقة مع المؤسسة الأمنية.

أمنيا، أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مهام مدير مصلحة أمن الجيش بوزارة الدفاع، اللواء محمد تيرش المدعو "لخضر"، وعين خلفاً له اللواء بن ميلود عثمان، وتعتبر مديرية أمن الجيش واحدة من أهم فروع المؤسسة العسكرية الجزائرية.

المديرية كانت تابعة في وقت سابق لجهاز المخابرات، ثم جرى تحويلها تحت وصاية قيادة الأركان التي يتولاها الفريق احمد قايد صالح، وتتولى مديرية أمن الجيش التحقيق في القضايا الداخلية للمؤسسة العسكرية، وتوفير التامين للمواقع العسكرية والأفراد.

كما تم إنهاء مهام المراقب العام للجيش اللواء بومدين بن عتو، ومهام اللواء حاجي زرهوني كمدير مركزي للمعتمدية، وتعيينه في منصب مراقب عام للجيش، كما عيّن الرئيس بوتفليقة اللواء عيسى الباي خالد مديراً جديداً للمعتمدية ويقصد بها مديرية التموين، خلفاً للواء المنتهية مهامه حاجي زرهوني.

إلى ذلك، نشرت الخارجية الفرنسية تحذيراً عممته على مواطنيها الذين يقصدون التراب الجزائري بداية من تاريخ 21 أغسطس الجاري، وأوصت رعاياها بعدم التنقل إلى الحدود التونسية نهائيا ونفس الأمر على الحدود الليبية ومع دول النيجر ومالي وموريتانيا وجنوب المملكة المغربية، ووضعت تلك المنطقة باللون الأحمر.

وبخصوص الصحراء الجزائرية، فذكر التحذير أن السفر إليها يكون لأسباب قاهرة فقط، ودعت إلى توخي الحذر في حالة التنقل بشمال البلاد، مع تجنب بعض المناطق المصنفة بالأحمر والواقعة بين جيجل وسكيكدة شمال شرق البلاد.