* فرنسا قدمت موافقة ضمنية على بقاء اللاجئين مدى الحياة وإدماجهم

* باريس لموسكو: عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ضرب من الأوهام

باريس - لوركا خيزران

قال رئيس جمعية التعاون السوري الفرنسي معن كفى إن "إحصاءات الجمعية تؤكد أن أكثر من 90% من اللاجئين السوريين يرفضون العودة إلى سوريا حتى لو انتهت الحرب هناك بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "سياسة باريس حيالهم من حيث الإدماج تؤكد موافقتها الضمنية على بقائهم، وذلك بعد يوم من تأكيد السلطات الفرنسية أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم الآن ضرب من الأوهام".

وأضاف كفى في تصريح لـ"الوطن" أن "فرنسا تقدم إقامة للاجئين مدتها 10 سنوات وتعمل خلالها على إدماجهم بالمجتمع من خلال دورات تعليم اللغة الفرنسية والإعداد المهني لدخول سوق العمل".

وذكر أن "استطلاعاً أجرته الجمعية أكد أن أكثر من 90% من اللاجئين لا يفكرون بالعودة إلى سوريا حتى إن انتهت الحرب تماماً، وهم بدؤوا يديرون حياتهم على أنهم باقون هنا"، مشيراً إلى أن "السياسات والتصريحات الفرنسية حيال اللاجئين تقدم موافقة ضمنية من باريس على بقاء هؤلاء اللاجئين طالما أنهم يرغبون بهذا".

وحول تصريح الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول بأن عودة اللاجئين السوريين في الظروف الراهنة "ضرب من الأوهام"، قال كفى إن "هذا استمرار للسياسة الفرنسية الاستراتيجية حيال اللاجئين أولاً، ولغياب الظروف الملائمة إضافة إلى خطر هجمات النظام السوري".

وجاء التصريح الفرنسي عقب حث موسكو قوى غربية على مساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم، لا سيما عبر دعم مشاريع إعادة الإعمار.

وأوضحت الخارجية الفرنسية أن "الظروف لم تتهيأ بعد للعودة نظراً إلى معاملة النظام السوري للذين عادوا إضافة إلى احتمال شن هجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا".

وخلفت الحرب المستمرة منذ 7 سنوات نحو نصف مليون قتيل وشردت 5.6 مليون خارج سوريا فيما نزح 6.6 مليون داخل البلاد.

وتشدد فرنسا التي تساند المعارضة على أنها لن تدعم إعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد طالما لم يحدث تغيير سياسي عن طريق التفاوض تحت إشراف الأمم المتحدة.

وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، "شهد هذا العام أكبر حركة نزوح منذ بدء الصراع.. وحذر المجتمع الدولي بأسره من مخاطر أزمة إنسانية ضخمة وأزمة مهاجرين في حال شن هجوم على محافظة إدلب شمال غرب سوريا".

وتعرضت منطقة إدلب التي لجأ إليها مدنيون ومقاتلون معارضون خرجوا من مناطق سورية أخرى وكذلك مجموعات متشددة لموجة من الضربات الجوية والقصف في أغسطس الجاري في استهلال محتمل لهجوم شامل للقوات الحكومية عليها.