* الأحمد: رد "فتح" على الورقة المصرية خلال 24 ساعةرام الله - عز الدين أبو عيشة، وكالاتاستأنفت في العاصمة المصرية القاهرة مباحثات وجولات المصالحة الفلسطينية، والتهدئة مع الجانب الإسرائيلي التي شرعت فيها فصائل فلسطينية مع الاحتلال قبل عدّة أسابيع، وكانت قد وصلت إلى مستويات متقدمة من إبرام هدنة طويلة الأمد مع الجانب الإسرائيلي.وتأتي اللقاءات الثنائية بين الجانب المصري وحركة حماس وفصائل المقاومة في غزة لتدعيم اتفاق طويل الأمد، بينما تتحدث مصادر داخل منظمة التحرير الفلسطينية عن تهميش لدورها فيما تعتبر هي الممثل الشرعي للفلسطينيين. وأكد أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح رفضهم لما تقوم به "حماس" معتبرين أنه "تمهيد لصفقة القرن ولفصل القطاع عن الدولة الفلسطينية".حوار حركة حماس في القاهرة إلى جانب وفد فصائلي كبير مع رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل، انتهى، وباتت الوفود تستعد للمغادرة لقطاع غزة، في ذات الوقت الذي وصل فيه وفد حركة فتح لإجراء محادثات مع الطرف ذاته.في سياق متصل، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"عزام الأحمد أن "حركته سترد بشكل نهائي على الورقة المصرية بشأن ​المصالحة الفلسطينية​ خلال 24 ساعة"، مشيراً إلى أن "وفد حركة "فتح" الذي يترأسه، أجرى لقاءات مطولة، السبت والأحد مع ​المخابرات المصرية​، المختصين بشأن المصالحة والتهدئة في ​قطاع غزة​".وشدد على "موقف "فتح" القاضي بضرورة إنجاز ملف المصالحة أولاً ثم الانتقال إلى ملف التهدئة والمشاريع التنموية والإغاثية في قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "الجانب المصري أطلع وفد حركته على الجهود المبذولة مع الجانب الإسرائيلي والأطراف الدولية المعنية بشأن التهدئة في غزة، بالإضافة للاجتماعات التي عقدت مع ​الفصائل الفلسطينية​".وأوضح انه "خلال الساعات المقبلة علمنا أن مصر ستستضيف بعض الفصائل التي شاركت في لقاءات سابقة مرة أخرى"، مشيراً إلى "أننا أطلعنا الجانب المصري على تفاصيل الخطوات التي تمت وبعض النقاط الهامة التي تتعارض مع المصالح الوطنية الفلسطينية، وعلى سبيل المثال ما تردد حول تدشين ممر بحري بين قطاع غزة وقبرص تحت إشراف إسرائيلي كامل".وأشار إلى أن "الجانب المصري أكد أنه لن يقبل الحديث عن ميناء ومطار خارج فلسطين"، مشدداً على أن "الموقف المصري ثابت تجاه القيادة الفلسطينية والمتمثل بعدم قبول أي بديل عنها في إدارة ​الضفة الغربية​ وقطاع غزة".كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اعتبر أن "ما تقوم به حركة حماس هو تمهيد لصفقة القرن، وخطوة أولى لفصل قطاع غزة، وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "الكل الفلسطيني مع تهدئة تضمن بقاء قطاع غزة في حضن دولة فلسطين".وشدّد عريقات في تصريح لـ "الوطن" على "ضرورة توقف حركة "حماس" عن الجهود الأحادية للهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل"، داعياً "أن تكون قرارات المفاوضات والتهدئة بيد منظمة التحرير، كونها الممثل الشرعي والحاضن للكل الفلسطيني".وبين عريقات أن "أي محاولة من تنظيم سياسي لإبرام تهدئة مع اسرائيل يعد تدميراً للمشروع الوطني الفلسطيني، مظهراً أن منظمة التحرير هي الجهة المخولة للحديث باسم الكل الفلسطيني عن أي تهدئة مع إسرائيل، وليست الفصائل".وتابع "لكن حركة حماس تقول إن الاتفاق ليس أحادياً، وتشارك في صياغته فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، في اجتماعها الأخير مع الفصائل داخل القطاع بوجود نائب الحركة صلاح العاروري".أما، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف فقد قال إن "ما تقوم به حركة حماس من مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لهو تكريس مفهوم فصل الضفة الغربية عن القطاع، وإنهاء القضية الفلسطينية".وأضاف أبو يوسف لـ "الوطن"، "على "حماس" الرجوع لمنظمة التحرير وإفساح المجال لها لإبرام تهدئة مناسبة بالتضحيات الفلسطينية"، موضحاً أن "هناك عدة مؤامرات تهدف لنسف منظمة التحرير".وبين أن "المفاوضات التي تقوم بها حركة "حماس" من حيث المبدأ غير شرعية وغير قانونية، لأنها لا تملك أي صفة تمثيلية للشعب الفلسطيني"، موضحاً أن "الدور الذي تسعى له "حماس" هو تدعيم ركائز حكمها في القطاع".ولفت أبو يوسف إلى أن "القيادة أبلغت الأشقاء في مصر أن الفترة الأولية هذه هي إنهاء الانقسام"، داعياً ""حماس" إلى العودة إلى اتفاق التهدئة المبرم عام 2014 مع منظمة التحرير الفلسطينية والذي شاركت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي".ويأتي الرفض للهدنة مع الجانب الإسرائيلي بعدما كشفت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية عن تبلور الاتفاق بين "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية.بدوره، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أشرف دبور، قال إن "ما يجري من مفاوضات برعاية مصرية بين حماس وإسرائيل، هو تخطيط أمريكي بغطاء إنساني خداع، وحماس تدرك ذلك"، مطالبًا الأخيرة "بالتوقف الفوري عن المفاوضات الهزلية"، على حد وصفه.ولفت في تصريح لـ "الوطن" إلى أن ""حماس" تبعد عن البيت الفلسطيني، وما تقوم به من مفاوضات لا يخدم إلا إسرائيل وأهدافها"، مؤكداً أن "أهالي القطاع يرفضون سلخهم عن حلم الدولة الفلسطينية".ودعا دبور "حماس" لتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، بدلاً من الذهاب لاتفاق مع إسرائيل، معتبراً ذلك مقامرة يجب أن تتوقف، قائلاً، "أمريكا وإسرائيل من وضعتا الخطة وتسعيان لتمرير صفقة القرن، متخذين الوضع الإنساني غطاء لمشروعهم".ونفى دبور "رفض السلطة للدور المصري في رعاية الاتفاقيات الفلسطينية أو إتمام اتفاق تهدئة جديد"، مشيداً "بالدور المصري في رأب الصدع على الساحة الفلسطينية".وكشفت وسائل إعلامية إسرائيلية عن "6 بنود تشملها الهدنة منها، وقف شامل لإطلاق النار، وفتح المعابر، وترتيب مسألة الجنود المحتجزين لدى حماس، وبدء محادثات حول إنشاء ميناء بحري ومطار".من جانبه، شدد أمين عام حزب الشعبي الفلسطيني بسام الصالحي على "ضرورة أن يضم أي اتفاق للتهدئة كافة القوى، ولا يشمل أي ارتدادات سياسية، أو أن يكون معبراً لأفكار أمريكية".وأكد الصالحي لـ "الوطن"، أن "التهدئة مطلب أساسي، يجب أن يكون وفق ما شكله الرئيس محمود عباس في عام 2014 وضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالإضافة لمنظمة التحرير الفلسطينية وفاوض إسرائيل بشكل غير مباشر عبر جمهورية مصر".وشدد على "ضرورة التفريق بين التهدئة واستحقاقات الشعب، المتفق عليها في أوسلو كموضوع الصيد البحري، أو الممر المائي"، مظهراً أن "هناك نصوصاً في اتفاق أوسلو تعطي حقوقاً أكثر مما تعطيها اتفاقات التهدئة التي وقعت عامي 2012 و2014، والتي يتم الحديث بها الآن".وكانت منظمة التحرير إلى جانب حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قد خاضا مباحثات مشابه لما يجري اليوم عام 2014 توصلت فيها مع إسرائيل إلى اتفاق هدنة، برعاية مصرية، لوقف إطلاق النار في غزة".بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي إنّ ""حماس" ستدفع ثمنًا سياسياً كبيراً بعد إتمام هدنة مع إسرائيل، سيكون تمرير صفقة القرن، وضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وتحويل الانقسام إلى انفصال".وكشف القواسمي لـ "الوطن"، عن "تناقض في حماس حينما كانت تعتبر التهدئة قبل عام 2007 خيانة، واليوم تتفاوض على هدنة مقابل مساعدات إنسانية، ما يعتبر تهديداً حقيقياً للهوية الوطنية الفلسطينية".وأردف "حماس تتحمل المسؤولية التاريخية عن إجهاض المشروع الوطني، ومسؤولية كل مواطن في القطاع غزة، في حال أبرمت اتفاقا مع إسرائيل، بينما حركة فتح أظهرت أن الإدارة الأمريكية بدلت صفقة القرن، بصفقة غزة، بعد موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لها، وبعد معرفتها لموقف حماس اللين تجاه الصفقة".