بغداد – وسام سعد

أثار تكرار حوادث وفاة أصحاب مراكز التجميل في العراق بظروف غامضة استغراب الشارع العراقي فقد توفي خلال أسبوع واحد 3 أطباء من مراكز التجميل. وفي 18 أغسطس الجاري توفيت مديرة مركز باربي للتجميل د.رفيف الياسري في إحدى مستشفيات بغداد ولم يتم حتى الآن الكشف عن ملابسات حادثة الوفاة، واكتفت الجهات المسؤولة بإعلان تناولها جرعة دواء إضافية، وحينها ظهرت تكهنات بشأن تعرضها للتسميم بمادة الزرنيخ بسبب الخلافات مع بعض الشخصيات المعروفة أو بسبب مشاكل عائلية.

وفي 23 أغسطس الجاري، وبعد أسبوع من وفاة الياسري، أعلنت وزارة الصحة العراقية وفاة خبيرة التجميل العراقية وصاحبة مركز "فيولا للتجميل"، رشا الحسن في مستشفى الشيخ زايد وهي نفس المستشفى التي توفيت بها الياسري دون معرفة أسباب الوفاة والتي جاءت مشابهة لحادثة خبيرة التجميل د.رفيف الياسري.

وروجت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وفاة كل من ميثم أبو عصام، وهو صاحب مركز "أريدو للتجميل" في بغداد، وسلفانا دلشاد صاحبة مركز "سلفانا للتجميل" في أربيل، لكن نفت فيما بعد سلفانا دلشاد خبر وفاتها.

ووجهت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد بفتح تحقيق حول تداعيات تكرار وفاة أصحاب مراكز التجميل في العاصمة.

وقال عضو اللجنة سعد المطلبي في تصريح صحافي إنه "لا يمكن تحديد موقف قبل انتهاء التحقيقات والتقارير من الجهات الرسمية التي على ضوئها يتم التحرك مع عمليات بغداد والشرطة المحلية".

ورجح المطلبي أن "يكون تكرار هذه الحوادث أمر طبيعي أو تسمم"، متوقعاً في الوقت ذاته "وقوف جهات وراء تلك الحوادث لغرض الابتزاز أو المنافسة".

واعتبر عراقيون أن وفاة خبراء التجميل يشير إلى "تصفية الكفاءات العراقية ليعلق النائب العراقي فائق الشيخ علي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلاً "بعد الطيارين والأطباء وأساتذة الجامعات وغيرهم جاء دور مراكز التجميل من رفيف إلى رشا! وستستمر الحملة، إنهم أعداء الجمال، كارهو الحياة، خصوم المحبة، قتلَة الإبداع، خناقو الحرية، مصادرو الديمقراطية".

من جانبه، قال الناشط المدني إبراهيم عبدعلي لـ "الوطن" إن "هناك علامات استفهام حول موت خبيرات التجميل في بغداد، هل تقف جهة مسلحة متطرفة وراء هذه الأحداث؟".

وأضاف إبراهيم أن "السلطات الأمنية العراقية لم تتوصل إلى معرفة سبب وفاة رفيف الياسري بعد لكن بعد وفاة رشا الحسن صاحبة مركز ڤيولا" للتجميل تزايدت حدة القلق بشأن الأسباب الحقيقية لوفاتهما".

من جهته، قال المحلل السياسي والخبير الأمني طلعت عباس في تصريح لـ "الوطن" "بشكل عام لا يمكن النظر إلى عمليات موت خبيرات التجميل في بغداد بمعزل عن سياق قديم وطويل ومستمر يتمثل في اغتيال الكفاءات العراقية المختلفة، ومنها الكفاءات الطبية".

وأضاف عباس أن "الجهات الرسمية ترفض فرضية الاغتيال، وتؤكد أن الوفيات كانت طبيعية لكن أن تتزامن ثلاث حالات في أسبوع واحد فالأمر يثير أكثر من علامة استفهام".

وانتشرت مراكز التجميل في العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، مطلع العام الماضي، وتزامناً مع الانفتاح الاقتصادي النسبي على دول الجوار، واستقرار الوضع الأمني في العاصمة بغداد والمدن الأخرى، ولاقت بعض خبيرات التجميل من ذوات المراكز المتخصصة في هذا القطاع شهرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت الخبيرتان المتوفيتان مؤخراً على عشرات آلاف المتابعين، ما جعلهما هدفاً معروفاً لمن يحمل نوايا سيئة.