كشفت مصادر إيرانية وعراقية وغربية، عن تقديم طهران صواريخ باليستية لمليشيات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وأنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن طهران نقلت على مدى الأشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد إن كانت هناك أي قدرة على إطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.
ومن شأن أي علامة على أن إيران تعد سياسة صواريخ أقوى في العراق أن تفاقم التوتر الذي زاد بالفعل بينها وبين واشنطن بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية كبرى.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية، إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية، وذكر خمسة من المسؤولين أنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.
وأوضح مسؤول لرويترز أن "عدد الصواريخ ليس كبيراً.. مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلب الأمر".
والصواريخ المعنية، وهي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار، يتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر.
وقالت ثلاثة من المصادر إن قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشرف على البرنامج.
وتتهم بالفعل دول غربية إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا إلى سوريا وحلفاء آخرين، مثل مليشيات الحوثي في اليمن ومليشيات حزب الله بلبنان.
بدوره، قال المصدر الغربي إن عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات وإن الغرض من عمليات النقل إرسال إشارة للولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سوريا. وللولايات المتحدة وجود عسكري واضح في العراق.
وأضاف المصدر الغربي "يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية".
وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قراراً اتخذ قبل نحو 18 شهراً بالاستعانة بميليشيات لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ.
وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات "لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أميركا هاجم أصدقاؤنا مصالحها بالمنطقة".
وأكد المصدر الغربي والمصدر العراقي أن المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية شرق بغداد وجرف الصخر شمال كربلاء. وقال مصدر إيراني إنه يوجد مصنع أيضاً في كردستان العراق.
وتسيطر على هذه المناطق مليشيات شيعية منها كتائب حزب الله، وهي واحدة من الأقرب إلى إيران. وذكرت ثلاثة مصادر أن عراقيين تدربوا في إيران على كيفية استخدام الصواريخ.
وقال المصدر بالمخابرات العراقية إن مصنع الزعفرانية أنتج رؤوساً حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد صدام حسين. وأضاف أن ميليشيات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية.
وتابع المصدر قائلاً "إنه تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام، بعد فحص سجلاتهم، لتشغيل المصنع. وقال إنه جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر".
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع "البنتاغون" عن التعليق.