* المفوض العام لـ"الأونروا" في رسالة للاجئين الفلسطينيين: لن نخذلكم
عمان - غدير محمود، بيروت - بديع قرحاني، غزة - عزالدين أبوعيشة
أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن "أسفها العميق وخيبة أملها من إعلان الولايات المتحدة أنها لن تقدم التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي القويين".
وقال المتحدث باسم "الأونروا" سامي مشعشع، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه إن "هذا القرار مفاجئ بالنظر إلى قيام "الأونروا" والولايات المتحدة بتجديد اتفاقية التمويل في ديسمبر 2017 والذي يدل على اعتراف الولايات المتحدة بالإدارة الناجحة والمتفانية والمهنية للوكالة".
ورداً على اتهامات أمريكية، قال مشعشع "نحن نرفض وبأشد العبارات الممكنة الانتقاد بأن مدارس "الأونروا" ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها عيوب لا يمكن إصلاحها".
وأضاف أن "هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائج في الشرق الأوسط، وأن مجتمع البلدان الدولي، ومانحينا والبلدان المستضيفة لنا قد أشادوا باستمرار ب"الأونروا" لما تقدمه من إنجازات ومعايير".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة نفسها كانت دائما المانح الأكبر والأكثر سخاء للأونروا، إذ قدمت إسهامات قيمة للغاية في أعمال "الأونروا" الإنسانية المنقذة للحياة، بما في ذلك الدعم لضمان حصول الفتيات على التعليم وضمان المعايير الصحية العالية وتقديم المساعدات الغذائية لأكثر الفئات ضعفاً".
وأوضح مشعشع أنه "في يناير 2018، أبلغتنا الولايات المتحدة بتخفيض قدره 300 مليون دولار من الدعم الذي تقدمه لميزانية "الأونروا"، إذ قدمت 60 مليون دولار مقارنة بـ364 مليون دولار في عام 2017".
واستطرد قائلاً "وبعد إعلان اليوم، ستواصل "الأونروا"، بمزيد من التصميم، التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين -20 منهم حتى الآن أسهموا بمزيد من المال مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا- ودول أخرى جديدة".
وأشار مشعشع إلى أننا "ممتنون للغاية للتضامن واسع النطاق الذي عمل وضعنا غير المسبوق على خلقه، وممتنون أيضا لسخاء العديد من المانحين والذي مكننا من البدء بالعام الدراسي في موعده المقرر من أجل 526 ألف فتاة وصبي في هذا الأسبوع".
وتابع "هذا هو ما تعنيه "الأونروا"، وبوصفنا جهازاً تابعاً للجمعية العامة للأمم المتحدة فإننا سنواصل تقديم خدمات ومساعدات عالية الجودة لأكثر من 5.4 مليون لاجئ من فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا".
من جانبه، وجه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول، رسالة مفتوحة للاجئي فلسطين ولموظفي الأونروا قال فيها "في الحادي والثلاثين من أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة بأنها لن تقدم أي تمويل إضافي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا". وإنني أعرب عن عميق أسفي وخيبة أملي لطبيعة هذا القرار الأمريكي -الذي يؤثر على واحدة من أقوى وأجدى الشراكات في المجالات الإنسانية والتنموية- مثلما أرفض وبلا تحفظ النص المصاحب لذلك القرار".
وتابع في الرسالة "بداية، أود أن أنقل -بثقة وبتصميم راسخ- للاجئي فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا، بأن عملياتنا ستستمر وبأن وكالتنا ستبقى. إن في صميم مهمتنا تقبع كرامة وحقوق مجتمع شديد الضيق وغير مستقر بشكل كبير. إن قرار التمويل من دولة واحدة عضوة -على الرغم من أنها تاريخيا الأكثر سخاء وثباتاً- لن يقوم بتعديل أو بالتأثير على الطاقة والشغف اللتان نتعامل بهما مع دورنا ومسؤوليتنا تجاه لاجئي فلسطين. إنها لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزيمتنا".
وقال في رسالته "أؤكد لزملائي -فلسطينيين ودوليين على حد سواء- بأننا سنلزم أنفسنا بكل ذرة من الطاقة والإبداع لمواصلة تلبية احتياجات المجتمع والمحافظة على خدماتنا الحيوية. إن كل موظف سيكون على رأس عمله وسيحافظ على منشآتنا مفتوحة وآمنة. وإنه لمن المهم جداً إظهار أقوى شعور بالوحدة والهدف".
وأشار كرينبول إلى أن "تاريخ "الأونروا" الجدير بالملاحظة مؤلف من الملايين من أفعال بعيدة عن المصالح الذاتية وتتسم بالشجاعة في واحدة من أكثر مناطق العالم استقطاباً وأشدها شحناً للعواطف، وإنني فخور وأتشرف بقيادة هذه الوكالة الحيوية، وأود أن أقدم التحية للعشرات من الزملاء الذين فقدوا حياتهم في السنوات الأخيرة، وتحديداً في غزة وسوريا والضفة الغربية".
وقال في رسالته "لقد تم تأسيسنا في عام 1949 من أجل تقديم المساعدة وحماية حقوق لاجئي فلسطين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم. لقد كان ذلك -ولايزال راسخاً- تعبيراً عن الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي ولطالما أشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبشكل مستمر بالنتائج التي تحققها الوكالة على صعيد التنمية البشرية وعملت على تمديد مهام ولايتها. وقد وصف البنك الدولي نظامنا التربوي بأنه "منفعة عامة عالمية".
وشدد على أن "الحاجة إلى عمل إنساني تنشأ جراء العنف الشديد والألم والمعاناة والظلم الذي تسببه الحرب. وفي حالة لاجئي فلسطين، فإن تلك سببها التشريد القسري ونزع الملكية وفقدان البيوت وسبل المعيشة، علاوة على انعدام الدولة والاحتلال. وبغض النظر عن عدد المحاولات التي تم القيام بها من أجل تقليص أو نزع شرعية التجارب الفردية والجماعية للاجئي فلسطين، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها تبقى أنه لديهم حقوقا بموجب أحكام القانون الدولي وأنهم يمثلون مجتمعاً قوامه 5.4 مليون رجل وامرأة وطفل لا يمكن ببساطة القيام بإلغاء وجودهم".
وذكر أن "المسؤولية حيال الطبيعة التي طال أمدها للجوء الفلسطيني، والعدد المتزايد من اللاجئين ونمو الاحتياجات تقع بشكل واضح على عاتق غياب الإرادة أو عدم القدرة المطلق للمجتمع الدولي وللأطراف على التوصل إلى حل تفاوضي وسلمي للنزاع بين إسرائيل وفلسطين، إن محاولة جعل الأونروا إلى حد ما مسؤولة عن إدامة الأزمة، هي محاولة غير منطقية في أحسن الأحوال".
وأعرب المفوض العام للوكالة الأممية الدولية عن أسفه قائلاً "للأسف، فليس هنالك شيء فريد في الطبيعة التي طال أمدها لأزمة لاجئي فلسطين. إن اللاجئين في أماكن مثل أفغانستان والسودان والصومال والكونغو وغيرها قد عانوا أيضاً من عقود من التشريد وغياب للحل".
وقال إن "أطفالهم وأحفادهم يتم الاعتراف بهم وبشكل مشابه كلاجئين وتتم مساعدتهم من قبل مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين. إن الالتزام بمواصلة خدمة المجتمعات المتضررة جراء الحرب إلى أن يتم التوصل إلى حل يكمن في صلب مبدأ الإنسانية وقواعد القانون الدولي لوحدة العائلة. إن السبب هو الفشل في إنهاء النزاعات التي تعمل على إطالة أوضاع اللاجئين وتحرمهم من خيار تحديد مستقبل كريم لهم".
وذكر أنه "في يناير من عام 2018، أعلنت الولايات المتحدة بأن تبرعاتها السنوية للأونروا ستكون 60 مليون دولار. لقد أقرينا هذا التمويل الهام في ذلك الوقت ولكننا أيضاً سلطنا الضوء على حقيقة أن ذلك المبلغ يمثل تخفيضاً بمقدار 300 مليون دولار في الدخل، الأمر الذي عرض منظمتنا لأزمة وجودية. ولم يتم إبلاغنا في أي وقت مضى على مدار الشهور الثمانية الماضية بالأسباب المحددة للتقليص المهول".
وقال كرينبول "لقد ظهر واضحاً على أية حال بأنه متصل بالتوتر بين الولايات المتحدة وبين القيادة الفلسطينية في أعقاب الإعلان الأمريكي بشأن القدس وليس له علاقة بأداء الأونروا. وهو لذلك يمثل تسييساً واضحاً للمساعدات الإنسانية. والإعلان الذي صدر بالأمس يشكل تحديا إضافيا لمبدأ أن التمويل الإنساني ينبغي أن يبقى بعيداً عن التسييس. وإنه يخاطر بتقويض أسس النظام الدولي متعدد الأطراف والنظام الإنساني".
واعتبر المسؤول الأممي أن "ما حدث خروج جذري من حوالي سبعة عقود من الدعم الأمريكي الصادق -وإن كان حرجاً في بعض الأحيان- لوكالتنا وهو غير متسق مع اتفاقية التعاون الموقعة في كانون الأول 2017 بين الولايات المتحدة وبين الأونروا والتي اعترفت الولايات المتحدة فيها بمتانة ومصداقية إدارتنا للمنظمة وبمواردها وبالكيفية التي نقوم بها بالاستجابة لتحدياتنا التشغيلية والأمنية والمالية المتعددة".
وشدد في رسالته على أن "التزامنا بالمساءلة وبالانضباط المالي الصارم والقوي وبتحديد الأولويات وبالتصرف بشكل حاسم في الوقت الذي تم الطعن بحيادية الوكالة تعد مسائل لها سجل عام. وفي عام 2018، قامت الأونروا بتطبيق تدابير إدارية صارمة كمساهمة ضرورية خاصة منها للتغلب على الأزمة المالية".
وقال "قد حققنا أيضاً نتائج واضحة على صعيد تنويع وتوسيع شراكاتنا. وأود هنا أن أعرب عن تقديري العميق لأكثر من خمس وعشرين دولة قامت بتسريع صرف تبرعاتها السنوية المتوقعة في وقت سابق من هذا العام لمساعدتنا في استدامة عملياتنا. كما وأود أن أعرب عن تقديري العميق أيضا للمانحين الثلاثين الذين قدموا تبرعات إضافية لموازنة الأونروا الرئيسة وأنشطتها الطارئة لهذا العام وأولئك الذين وقعوا اتفاقيات جديدة متعددة السنوات معنا".
وأضاف في رسالته "أود أن أشير على وجه الخصوص التبرعات السخية التي وفرتها دول الخليج العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ناهيك عن الدعم التاريخي لدولة الكويت".
وقال كرينبول "إننا لانزال بحاجة ماسة إلى أكثر من 200 مليون دولار من أجل النجاة من أزمة هذا العام، وندعو كافة المانحين إلى إدامة الحشد الجماعي من أجل النجاح في هذا المسعى الحاسم".
وأضاف في رسالته "إنني مدين للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لثقته وقيادته جهود التعبئة لوكالتنا. وأود أن أعرب عن خالص شكري لجميع الدول المضيفة على جهودهم الدؤوبة، مثلما هو واضح وبقوة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية ومن قبل فلسطين. كما أن الالتزام الذي أبدته كل من مصر وتركيا على التوالي كرؤساء متعاقبين للجنة الاستشارية للأونروا معترف به أيضاً".
وأوضح أنه "عندما قمنا ببدء السنة الدراسية في موعدها هذا الأسبوع -وبدعم رائع من شركائنا- وعاد 526,000 صبي وفتاة إلى غرفهم الصفية في 711 مدرسة تابعة لنا في المنطقة، فقد كانت تلك اللحظة مدعاة للاحتفال والفخر والأمل".
وتابع كرينبول "عندما يتعلق الأمر بالحق في التعليم وبتمكين الفتيات الصغيرات وبتنمية مهارات التفكير الناقد وتعليم حقوق الإنسان والتسامح، فإن الأونروا لا تقدم مجرد وعود كلامية. وليس هنالك أي شيء اصطناعي في التزامنا بالمحافظة على الفرص والحقوق. نحن نقوم بالعمل بشكل ملموس على هذه الجبهات الأمامية الصعبة، وملتزمون بدعم نزاهة مهام ولايتنا ونسعى وراء معايير عالية في خدماتنا التعليمية والصحية والاجتماعية والإغاثية إلى جانب استجابتنا للطوارئ".
وختم رسالته قائلاً "أقول مرة أخرى لكافة لاجئي فلسطين: لن نخذلكم. إن شراكتنا معكم أقوى من أي وقت مضى. إن كرامتكم لا تقدر بثمن". مع خالص الاحترام".
من جانبه، كتب المتحدث باسم "الأونروا" كريس غونيس على "تويتر" أن الوكالة "تعرب عن أسفها العميق وخيبة أملها لإعلان الولايات المتحدة أنها ستتوقف عن توفير التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي الثابت".
وقال "نرفض بأشد التعابير الانتقاد الموجه إلى مدارس "الأونروا" ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة الطارئة بأنها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".
كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "أسفه" لقرار واشنطن، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان.
وأكد البيان أن ""الأونروا" تحظى بثقة الأمين العام الكاملة" مشيراً إلى أنها "تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة".
ودعا "الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي" الذي تواجهه "الأونروا" حتى "تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية" للفلسطينيين، منوهاً بالجهود التي بذلتها المنظمة للتكيف بعد خفض التمويل الأميركي في مطلع العام.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أعلنت الجمعة في بيان أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما "درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى "الأونروا"".
وأضافت "عندما قمنا بمساهمة أمريكية قدرها 60 مليون دولار في يناير، قلنا يومها بوضوح إنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف "الأونروا" والتي تحمّلناها سنوات عديدة".
والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة "الأونروا"، خفّضت في يناير بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في عام 2017.
وأضاف بيان الخارجية الأمريكية إنّ "الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيداً من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه"، متهمةً "الأونروا" بأنها تزيد "إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة" أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.
عمان - غدير محمود، بيروت - بديع قرحاني، غزة - عزالدين أبوعيشة
أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن "أسفها العميق وخيبة أملها من إعلان الولايات المتحدة أنها لن تقدم التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي القويين".
وقال المتحدث باسم "الأونروا" سامي مشعشع، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه إن "هذا القرار مفاجئ بالنظر إلى قيام "الأونروا" والولايات المتحدة بتجديد اتفاقية التمويل في ديسمبر 2017 والذي يدل على اعتراف الولايات المتحدة بالإدارة الناجحة والمتفانية والمهنية للوكالة".
ورداً على اتهامات أمريكية، قال مشعشع "نحن نرفض وبأشد العبارات الممكنة الانتقاد بأن مدارس "الأونروا" ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها عيوب لا يمكن إصلاحها".
وأضاف أن "هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائج في الشرق الأوسط، وأن مجتمع البلدان الدولي، ومانحينا والبلدان المستضيفة لنا قد أشادوا باستمرار ب"الأونروا" لما تقدمه من إنجازات ومعايير".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة نفسها كانت دائما المانح الأكبر والأكثر سخاء للأونروا، إذ قدمت إسهامات قيمة للغاية في أعمال "الأونروا" الإنسانية المنقذة للحياة، بما في ذلك الدعم لضمان حصول الفتيات على التعليم وضمان المعايير الصحية العالية وتقديم المساعدات الغذائية لأكثر الفئات ضعفاً".
وأوضح مشعشع أنه "في يناير 2018، أبلغتنا الولايات المتحدة بتخفيض قدره 300 مليون دولار من الدعم الذي تقدمه لميزانية "الأونروا"، إذ قدمت 60 مليون دولار مقارنة بـ364 مليون دولار في عام 2017".
واستطرد قائلاً "وبعد إعلان اليوم، ستواصل "الأونروا"، بمزيد من التصميم، التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين -20 منهم حتى الآن أسهموا بمزيد من المال مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا- ودول أخرى جديدة".
وأشار مشعشع إلى أننا "ممتنون للغاية للتضامن واسع النطاق الذي عمل وضعنا غير المسبوق على خلقه، وممتنون أيضا لسخاء العديد من المانحين والذي مكننا من البدء بالعام الدراسي في موعده المقرر من أجل 526 ألف فتاة وصبي في هذا الأسبوع".
وتابع "هذا هو ما تعنيه "الأونروا"، وبوصفنا جهازاً تابعاً للجمعية العامة للأمم المتحدة فإننا سنواصل تقديم خدمات ومساعدات عالية الجودة لأكثر من 5.4 مليون لاجئ من فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا".
من جانبه، وجه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول، رسالة مفتوحة للاجئي فلسطين ولموظفي الأونروا قال فيها "في الحادي والثلاثين من أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة بأنها لن تقدم أي تمويل إضافي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا". وإنني أعرب عن عميق أسفي وخيبة أملي لطبيعة هذا القرار الأمريكي -الذي يؤثر على واحدة من أقوى وأجدى الشراكات في المجالات الإنسانية والتنموية- مثلما أرفض وبلا تحفظ النص المصاحب لذلك القرار".
وتابع في الرسالة "بداية، أود أن أنقل -بثقة وبتصميم راسخ- للاجئي فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا، بأن عملياتنا ستستمر وبأن وكالتنا ستبقى. إن في صميم مهمتنا تقبع كرامة وحقوق مجتمع شديد الضيق وغير مستقر بشكل كبير. إن قرار التمويل من دولة واحدة عضوة -على الرغم من أنها تاريخيا الأكثر سخاء وثباتاً- لن يقوم بتعديل أو بالتأثير على الطاقة والشغف اللتان نتعامل بهما مع دورنا ومسؤوليتنا تجاه لاجئي فلسطين. إنها لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزيمتنا".
وقال في رسالته "أؤكد لزملائي -فلسطينيين ودوليين على حد سواء- بأننا سنلزم أنفسنا بكل ذرة من الطاقة والإبداع لمواصلة تلبية احتياجات المجتمع والمحافظة على خدماتنا الحيوية. إن كل موظف سيكون على رأس عمله وسيحافظ على منشآتنا مفتوحة وآمنة. وإنه لمن المهم جداً إظهار أقوى شعور بالوحدة والهدف".
وأشار كرينبول إلى أن "تاريخ "الأونروا" الجدير بالملاحظة مؤلف من الملايين من أفعال بعيدة عن المصالح الذاتية وتتسم بالشجاعة في واحدة من أكثر مناطق العالم استقطاباً وأشدها شحناً للعواطف، وإنني فخور وأتشرف بقيادة هذه الوكالة الحيوية، وأود أن أقدم التحية للعشرات من الزملاء الذين فقدوا حياتهم في السنوات الأخيرة، وتحديداً في غزة وسوريا والضفة الغربية".
وقال في رسالته "لقد تم تأسيسنا في عام 1949 من أجل تقديم المساعدة وحماية حقوق لاجئي فلسطين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم. لقد كان ذلك -ولايزال راسخاً- تعبيراً عن الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي ولطالما أشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبشكل مستمر بالنتائج التي تحققها الوكالة على صعيد التنمية البشرية وعملت على تمديد مهام ولايتها. وقد وصف البنك الدولي نظامنا التربوي بأنه "منفعة عامة عالمية".
وشدد على أن "الحاجة إلى عمل إنساني تنشأ جراء العنف الشديد والألم والمعاناة والظلم الذي تسببه الحرب. وفي حالة لاجئي فلسطين، فإن تلك سببها التشريد القسري ونزع الملكية وفقدان البيوت وسبل المعيشة، علاوة على انعدام الدولة والاحتلال. وبغض النظر عن عدد المحاولات التي تم القيام بها من أجل تقليص أو نزع شرعية التجارب الفردية والجماعية للاجئي فلسطين، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها تبقى أنه لديهم حقوقا بموجب أحكام القانون الدولي وأنهم يمثلون مجتمعاً قوامه 5.4 مليون رجل وامرأة وطفل لا يمكن ببساطة القيام بإلغاء وجودهم".
وذكر أن "المسؤولية حيال الطبيعة التي طال أمدها للجوء الفلسطيني، والعدد المتزايد من اللاجئين ونمو الاحتياجات تقع بشكل واضح على عاتق غياب الإرادة أو عدم القدرة المطلق للمجتمع الدولي وللأطراف على التوصل إلى حل تفاوضي وسلمي للنزاع بين إسرائيل وفلسطين، إن محاولة جعل الأونروا إلى حد ما مسؤولة عن إدامة الأزمة، هي محاولة غير منطقية في أحسن الأحوال".
وأعرب المفوض العام للوكالة الأممية الدولية عن أسفه قائلاً "للأسف، فليس هنالك شيء فريد في الطبيعة التي طال أمدها لأزمة لاجئي فلسطين. إن اللاجئين في أماكن مثل أفغانستان والسودان والصومال والكونغو وغيرها قد عانوا أيضاً من عقود من التشريد وغياب للحل".
وقال إن "أطفالهم وأحفادهم يتم الاعتراف بهم وبشكل مشابه كلاجئين وتتم مساعدتهم من قبل مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين. إن الالتزام بمواصلة خدمة المجتمعات المتضررة جراء الحرب إلى أن يتم التوصل إلى حل يكمن في صلب مبدأ الإنسانية وقواعد القانون الدولي لوحدة العائلة. إن السبب هو الفشل في إنهاء النزاعات التي تعمل على إطالة أوضاع اللاجئين وتحرمهم من خيار تحديد مستقبل كريم لهم".
وذكر أنه "في يناير من عام 2018، أعلنت الولايات المتحدة بأن تبرعاتها السنوية للأونروا ستكون 60 مليون دولار. لقد أقرينا هذا التمويل الهام في ذلك الوقت ولكننا أيضاً سلطنا الضوء على حقيقة أن ذلك المبلغ يمثل تخفيضاً بمقدار 300 مليون دولار في الدخل، الأمر الذي عرض منظمتنا لأزمة وجودية. ولم يتم إبلاغنا في أي وقت مضى على مدار الشهور الثمانية الماضية بالأسباب المحددة للتقليص المهول".
وقال كرينبول "لقد ظهر واضحاً على أية حال بأنه متصل بالتوتر بين الولايات المتحدة وبين القيادة الفلسطينية في أعقاب الإعلان الأمريكي بشأن القدس وليس له علاقة بأداء الأونروا. وهو لذلك يمثل تسييساً واضحاً للمساعدات الإنسانية. والإعلان الذي صدر بالأمس يشكل تحديا إضافيا لمبدأ أن التمويل الإنساني ينبغي أن يبقى بعيداً عن التسييس. وإنه يخاطر بتقويض أسس النظام الدولي متعدد الأطراف والنظام الإنساني".
واعتبر المسؤول الأممي أن "ما حدث خروج جذري من حوالي سبعة عقود من الدعم الأمريكي الصادق -وإن كان حرجاً في بعض الأحيان- لوكالتنا وهو غير متسق مع اتفاقية التعاون الموقعة في كانون الأول 2017 بين الولايات المتحدة وبين الأونروا والتي اعترفت الولايات المتحدة فيها بمتانة ومصداقية إدارتنا للمنظمة وبمواردها وبالكيفية التي نقوم بها بالاستجابة لتحدياتنا التشغيلية والأمنية والمالية المتعددة".
وشدد في رسالته على أن "التزامنا بالمساءلة وبالانضباط المالي الصارم والقوي وبتحديد الأولويات وبالتصرف بشكل حاسم في الوقت الذي تم الطعن بحيادية الوكالة تعد مسائل لها سجل عام. وفي عام 2018، قامت الأونروا بتطبيق تدابير إدارية صارمة كمساهمة ضرورية خاصة منها للتغلب على الأزمة المالية".
وقال "قد حققنا أيضاً نتائج واضحة على صعيد تنويع وتوسيع شراكاتنا. وأود هنا أن أعرب عن تقديري العميق لأكثر من خمس وعشرين دولة قامت بتسريع صرف تبرعاتها السنوية المتوقعة في وقت سابق من هذا العام لمساعدتنا في استدامة عملياتنا. كما وأود أن أعرب عن تقديري العميق أيضا للمانحين الثلاثين الذين قدموا تبرعات إضافية لموازنة الأونروا الرئيسة وأنشطتها الطارئة لهذا العام وأولئك الذين وقعوا اتفاقيات جديدة متعددة السنوات معنا".
وأضاف في رسالته "أود أن أشير على وجه الخصوص التبرعات السخية التي وفرتها دول الخليج العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ناهيك عن الدعم التاريخي لدولة الكويت".
وقال كرينبول "إننا لانزال بحاجة ماسة إلى أكثر من 200 مليون دولار من أجل النجاة من أزمة هذا العام، وندعو كافة المانحين إلى إدامة الحشد الجماعي من أجل النجاح في هذا المسعى الحاسم".
وأضاف في رسالته "إنني مدين للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لثقته وقيادته جهود التعبئة لوكالتنا. وأود أن أعرب عن خالص شكري لجميع الدول المضيفة على جهودهم الدؤوبة، مثلما هو واضح وبقوة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية ومن قبل فلسطين. كما أن الالتزام الذي أبدته كل من مصر وتركيا على التوالي كرؤساء متعاقبين للجنة الاستشارية للأونروا معترف به أيضاً".
وأوضح أنه "عندما قمنا ببدء السنة الدراسية في موعدها هذا الأسبوع -وبدعم رائع من شركائنا- وعاد 526,000 صبي وفتاة إلى غرفهم الصفية في 711 مدرسة تابعة لنا في المنطقة، فقد كانت تلك اللحظة مدعاة للاحتفال والفخر والأمل".
وتابع كرينبول "عندما يتعلق الأمر بالحق في التعليم وبتمكين الفتيات الصغيرات وبتنمية مهارات التفكير الناقد وتعليم حقوق الإنسان والتسامح، فإن الأونروا لا تقدم مجرد وعود كلامية. وليس هنالك أي شيء اصطناعي في التزامنا بالمحافظة على الفرص والحقوق. نحن نقوم بالعمل بشكل ملموس على هذه الجبهات الأمامية الصعبة، وملتزمون بدعم نزاهة مهام ولايتنا ونسعى وراء معايير عالية في خدماتنا التعليمية والصحية والاجتماعية والإغاثية إلى جانب استجابتنا للطوارئ".
وختم رسالته قائلاً "أقول مرة أخرى لكافة لاجئي فلسطين: لن نخذلكم. إن شراكتنا معكم أقوى من أي وقت مضى. إن كرامتكم لا تقدر بثمن". مع خالص الاحترام".
من جانبه، كتب المتحدث باسم "الأونروا" كريس غونيس على "تويتر" أن الوكالة "تعرب عن أسفها العميق وخيبة أملها لإعلان الولايات المتحدة أنها ستتوقف عن توفير التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي الثابت".
وقال "نرفض بأشد التعابير الانتقاد الموجه إلى مدارس "الأونروا" ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة الطارئة بأنها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".
كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "أسفه" لقرار واشنطن، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان.
وأكد البيان أن ""الأونروا" تحظى بثقة الأمين العام الكاملة" مشيراً إلى أنها "تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة".
ودعا "الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي" الذي تواجهه "الأونروا" حتى "تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية" للفلسطينيين، منوهاً بالجهود التي بذلتها المنظمة للتكيف بعد خفض التمويل الأميركي في مطلع العام.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أعلنت الجمعة في بيان أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما "درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى "الأونروا"".
وأضافت "عندما قمنا بمساهمة أمريكية قدرها 60 مليون دولار في يناير، قلنا يومها بوضوح إنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف "الأونروا" والتي تحمّلناها سنوات عديدة".
والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة "الأونروا"، خفّضت في يناير بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في عام 2017.
وأضاف بيان الخارجية الأمريكية إنّ "الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيداً من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه"، متهمةً "الأونروا" بأنها تزيد "إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة" أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.