* لبنان دولة ليست ذات سيادة لأنها منتهكة من إيران و"حزب الله"
* إيران تهيمن على لبنان وألغت الدولة ومنعت نشر الجيش على الحدود
* ضغوط على الحريري بينها التطبيع مع الأسد وتنفيذ سياسة إيران تمنع تشكيل الحكومة
* حلفاء إيران و"حزب الله" يطالبون بـ20 وزيراً من أصل 30 للهيمنة على الحكومة اللبنانية
* "حزب الله" يحتل مدناً وقرى بسوريا ويقاتل مع الحوثيين في اليمن
* مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران محاولة إضفاء شرعية للنظام السوري المجرم
* "حزب الله" يرسل خبراء لليمن ويدرب الحوثيين في لبنان
* أمريكا وفرنسا لن تشاركا في إعادة إعمار سوريا قبل إبعاد الأسد عن السلطة
* من مصلحة لبنان عودة اللاجئين السوريين لبلادهم دون تمييز برعاية أممية وبشكل آمن
* عودة اللاجئين السوريين مطلب من أجل وحدة سوريا ومنع إيران من تغيير سوريا ديموغرافياً
* اللاجئون السوريون ليسو سلعاً ودم الشعب السوري الذي احتضننا في الحرب الأهلية غالٍ علينا
* من يقرر سياسة لبنان مجلس الوزراء وليس رئيس الجمهورية
* رأي رئيس الجمهورية حول عودة اللاجئين السوريين لبلادهم لا يلزمني
* المبادرة الروسية حول عودة اللاجئين السوريين غير جاهزة للتطبيق
حوار - بديع قرحاني
شن وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي هجوماً عنيفاً على "حزب الله" وإيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن "ميليشيا "حزب الله" الإرهابي تتدخل في البحرين والإمارات والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية"، معتبراً أن "لبنان دولة ليست ذات سيادة لأنها منتهكة من إيران و"حزب الله""، ودلل على ذلك بقوله إن "إيران ألغت الدولة اللبنانية ومنعت نشر الجيش اللبناني على الحدود".
وأضاف الوزير اللبناني في حوار خاص لـ"الوطن" أن "إيران تهيمن على لبنان وألغت الدولة ومنعت نشر الجيش على الحدود"، لافتاً إلى أن ""حزب الله" يحتل مدناً وقرى بسوريا ويقاتل مع الحوثيين في اليمن، كما أنه يرسل خبراء للمتمردين ويدربهم في لبنان".
وتطرق المرعبي للحديث عن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية موضحاً أن "هناك ضغوطاً على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بينها التطبيع مع نظام الأسد وتنفيذ سياسة إيران، وهو الأمر الذي يرفضه الحريري ولذلك هناك عقبات تحول دون تشكيل الحكومة في الوقت الراهن"، مشيراً إلى أن "حلفاء إيران و"حزب الله" يطالبون بـ20 وزيراً من أصل 30 للهيمنة على الحكومة اللبنانية".
وشدد المرعبي على أن "من يقرر سياسة لبنان مجلس الوزراء برئاسة الحريري وليس رئيس الجمهورية ميشال عون".
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، أوضح المرعبي أن "من مصلحة لبنان عودة اللاجئين السوريين لبلادهم دون تمييز برعاية أممية وبشكل آمن"، لكنه أوضح أن "عودة اللاجئين السوريين مطلب من أجل وحدة سوريا ومنع إيران من تغيير سوريا ديموغرافياً".
وقال إن "مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران محاولة إضفاء شرعية للنظام السوري المجرم"، لافتاً إلى أن "أمريكا وفرنسا لن تشاركا في إعادة إعمار سوريا قبل إبعاد الأسد عن السلطة".
وشدد المرعبي في حواره على أن "اللاجئين السوريين ليسوا سلعاً ودم الشعب السوري الذي احتضننا في الحرب الأهلية غالٍ علينا".
وذكر أن "المبادرة الروسية حول عودة اللاجئين السوريين غير جاهزة للتطبيق"، مشدداً على أن "رأي الرئيس ميشال عون حول عودة اللاجئين السوريين لبلادهم لا يلزمني ولا يلزم أي أحد".
وإلى نص الحوار:
عودة اللاجئين السوريين
* ما هي تطورات المفاوضات مع الروس حول عودة النازحين السوريين إلى بلدهم؟
- دعني أوضح أولاً أن المبادرة الروسية حسب ما كونت شخصياً فكرة عنها وهذا أصبح واضحاً للجميع أنها غير مكتملة وغير جاهزة للتطبيق، والمسألة تحتاج إلى دراسة أعمق إضافة إلى تحضير أكبر من أجل تأمين عودة مستدامة للنازحين وبصورة خاصة تأمين البنى التحتية من مستشفيات ومدارس وصرف صحي، إضافة إلى إعادة الإعمار وتأهيل المنازل التي دمرها السفّاح بشار الأسد.
وقد أوضح الموفد الرئاسي الروسي خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أنهم يأملون من الأمريكيين والأوروبيين والدول المانحة والمتأثرة خاصة بموضوع اللاجئين، المساهمة في تأمين تمويل إنشاء البنى التحتية من أجل عودة اللاجئين السوريين في شكل طوعي إلى مناطقهم الأصلية، وقد أعلنت كل من وزارة الخارجية الأمريكية والفرنسية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهم لن يساهموا في إعادة الإعمار قبل التوصل إلى حل سياسي يبعد الأسد عن السلطة كونه قتل ما يقارب المليون سوري وهجر وشرد شعبه في كافة أصقاع الأرض.
* لكن أليست من مصلحة لبنان أن يعود النازحون السوريون إلى بلدهم؟
- طبعاً، هذه مصلحة عربية عامة لا بل دولية. ومصلحتنا أن يعود جميع اللاجئين السوريين من دون تمييز إلى مدنهم وقراهم الأصلية برعاية أممية وبشكل طوعي وآمن وكريم مع توفير الظروف المعيشية الأساسية لهم، وذلك للحفاظ على وحدة سوريا وعروبتها ومنع إيران وإرهابها من السيطرة على سوريا وتغييرها ديموغرافياً. أما مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران، فهي محاولة إضفاء شرعية للنظام المجرم. وبالرغم من أنني أتمنى أن تصل الأمور إلى خواتيمها السعيدة بأسرع وقت ممكن، أعتقد جازماً أنه لا يمكن التعويل على نظام الأسد الذي قام بكل هذه الارتكابات، والفرنسيون والأمريكيون كانوا واضحين عندما قالوا إنه ليس من الحكمة تمويل إعادة إعمار سوريا قبل حصول التسوية السياسية في سوريا وإزاحة الأسد عن السلطة وضمان عدم تكراره لارتكاباته، وإلا سوف يستغل الأمر لتدعيم تسلطه على السوريين، وما من ضمانة لعدم تكراره ارتكاباته.
رأي عون غير ملزم
* لكن هناك مسؤولين رسميين في لبنان منهم وزير الخارجية وآخرون محسوبون على رئيس الجمهورية يطالبون بإعادة التطبيع أو إعادة العلاقات الطبيعية مع النظام السوري من أجل عودة هؤلاء النازحين؟
- بداية أنا شخصياً أدين التطبيع مع الجزار من أجل تسليمه الضحايا، ومن يقرر سياسة الدولة هو مجلس الوزراء وليس أي أحد آخر سواء كان رئيس الجمهورية أو أي مسؤول آخر، وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة التي لا تلزم أحداً. ولا يجب على أي مسؤول أن يركب موجة عنصرية خاطئة ومجرمة، واللاجئون السوريون ليسو سلعاً، هم بشر مثلنا مثلهم، ودم الشعب السوري الذي احتضننا طيلة الحرب الأهلية في لبنان هو دم غالٍ علينا. هذا الشعب الذي تعرض إلى الإبادة بكل أنواع الأسلحة وحتى بالغازات السامة يأتي اليوم البعض ليتجرد من إنسانيته ويقول علينا تسليمهم إلى جلاديهم.
رأي رئيس الجمهورية لا يلزمني ولا يلزم أي وزير، نحن في بلد رئيس الجمهورية له صلاحياته ورئيس الحكومة له صلاحياته ورئيس مجلس النواب له صلاحياته، النظام في لبنان هو نظام حكومي برلماني، ودستورياً، على الحكومة اللبنانية أن تناقش أي موضوع يطرح على جدول أعمالها وتقر ما تراه مناسباً حسب الأصول الدستورية، وعندها فقط يكون القرار شرعياً ودستورياً ما دون ذلك هو مجرد آراء تلزم أصحابها فقط لا غير.
هيمنة إيران على لبنان
* على ذكر موضوع الصلاحيات، هل من تخوف اليوم على صلاحيات رئيس الحكومة؟
- قطعاً لا، لكن هناك من هم محسوبون على فريق رئيس الجمهورية يتحدثون بلغة تعود بِنَا إلى ما قبل الحرب الأهلية واتفاق الطائف. وإن كانوا يريدون تغيير الطائف، فأنا شخصياً، من خلال الطروحات، أؤمن بضرورة إلغاء المناصفة، فكل الديمقراطيات في العالم هي ديمقراطية عددية، والأنكى، أنهم أضافوا على ديمقراطيتهم التوافقية، بدعة "القانون الانتخابي النسبي مع الصوت التفضيلي" الذي ضرب عرض الحائط بعدالة التمثيل وجعل من التعصب والتطرف الناخب الأكبر لدى جميع الأطراف في البلد. وكما كان متوقعاً فقد أدى كل ذلك مضافاً إليه هيمنة سلاح حزب الله الإرهابي إلى وصول أشخاص متعصبين مذهبياً وطائفياً وحصول فريق حزب إيران، على 84 مقعداً لـ84 نائباً وليس كما قال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حينما تحدث حول وصول 74 نائباً موالياً لهم في لبنان، لأن بعضهم ودائع إيرانية وأسدية، وستكشف الأيام ذلك. وما يجري على الساحة اللبنانية في أمور التشريع وسن القوانين، هو كما يقول المثل "من كل وادٍ عصا"، فمناصفة حيناً وتعددية حيناً آخر ومذهبياً مرة وطائفياً مرة أخرى، وكل ذلك من أجل ضرب الصيغة اللبنانية والعيش الواحد في لبنان من أجل تسهيل وتهيئة الظروف للهيمنة الإيرانية على لبنان.
إرهاب "حزب الله" في البحرين
* بالحديث عن الهيمنة الإيرانية على لبنان البعض يقول إن "القول بأن إيران تهيمن على لبنان بشكل كامل كلام مبالغ فيه والقول بأنه لا يوجد هيمنة إيرانية هو كلام غير واقعي.. ما رأيكم والمتمردون الحوثيون لهم قناة تلفزيونية تبث من ضاحية بيروت ويزورون لبنان عبر مطار بيروت تحت نظر وحماية الأجهزة الأمنية الرسمية ويلتقون أمين عام "حزب الله" واللائحة تطول؟
- حقيقة القول إن إيران لا تهيمن على البلد يقلل من خطورة الوجود الإيراني في لبنان وعلى هيمنة إيران على قرارات الدولة وعلى اقتصاد البلد ومستقبل لبنان، اليوم في لبنان ميليشيا إرهابية اسمها "حزب الله" تتدخل في شؤون الآخرين هذه الميليشيا تدخلت في العراق وتتدخل في اليمن وتدرب الإرهابيين هناك وتقاتل إلى جانبهم وحاولت ذلك في مصر وتدخلت في الإمارات وتدخلت في البحرين، هل تتخيل أن ميليشيا لبنانية مثل "حزب الله" تحتل مدناً وقرى في سوريا، إيران لم تهيمن فقط على لبنان بل ألغت الدولة، ولو لم يكن هناك هيمنة إيرانية على لبنان لتم نشر الجيش والقوى الأمنية على الحدود ومنع هذه الميليشيا من عبور الحدود واستخدام كل أنواع الأسلحة المتاحة لها في مكان لا يحق لها أن تتواجد فيه.
تدريب الحوثيين في لبنان
* لكن أين هو الفريق الآخر الرافض لهذه الهيمنة وكيف يقبل بذلك؟
- أنت تعلم أننا واجهنا بصدورنا العارية وسنبقى نواجه من دون وجل أو خوف هذا العدو الذي يريد أن يقضم بلدنا، و"حزب الله" وبشكل سافر يستخدم كل شيء وكل فرصة من أجل المصالح الإيرانية وبتوجيهات منها، فاستقبال الحوثيين في لبنان أو بث قناة تلفزيونية من لبنان لصالح الحوثيين أصبح أمراً بسيطاً مقابل تدخل "حزب الله" وإيران في المنطقة وإرسال خبراء من "حزب الله" إلى اليمن أو تدريب الحوثيين في لبنان. فأنا أقول إننا لسنا في دولة ذات سيادة كونها منتهكة من هذا الطرف بشكل واضح.
* هل وصل الأمر لهيمنة "حزب الله" وسلاحه على لبنان أن يصدر الإعلام المحسوب مقالات تنفذ فيما بعد قضائياً في لبنان وحرفياً.. أنا كمراقب كل ما نشرته صحيفة "الأخبار" والصحفي رضوان مرتضى كان ينفذ حرفياً فيما بعد خاصة في مسألة خليل صحناوي، كما سبق لها أن فبركت وشوهت صور الفنان زياد عيتاني والحريري والشهيد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في لبنان، اليوم الملفت أن القضاء اللبناني ينفذ ما تقوله صحيفة "الأخبار" الموالية لـ"حزب الله" وكل ما يكتب عن خليل صحناوي الخبير في شؤون حماية البرامج؟
- ضاحكاً، "المشكلة إذا امتدحت هذه الجريدة أحداً وليس مهاجمته أو تشويه صورته".
عقبات أمام الحكومة اللبنانية
* هل ستبصر الحكومة اللبنانية النور؟
- هناك الكثير من الضغوطات التي تُمارس على رئيس الحكومة المكلف من أجل التطبيع مع سوريا وتنفيذ السياسية الإيرانية والحصول على 20 وزيراً من أصل 30 من أجل الهيمنة بالكامل على الحكومة من خلال "حزب الله" وحلفائه العونيين. في هذه الحالة هناك استحالة أن تشكل الحكومة ولكن الرئيس الحريري لديه ما يكفي من الحكمة وأعتقد أنه يجب الاتفاق على البيان الوزاري والاتفاق على السياسات الأساسية الخارجية والداخلية تزامناً مع تشكيل الحكومة، وهذا يتطلب الكثير من الوقت وتواضع الأطراف المختلفة والإقرار به حفاظاً على مصلحة البلد.
* إيران تهيمن على لبنان وألغت الدولة ومنعت نشر الجيش على الحدود
* ضغوط على الحريري بينها التطبيع مع الأسد وتنفيذ سياسة إيران تمنع تشكيل الحكومة
* حلفاء إيران و"حزب الله" يطالبون بـ20 وزيراً من أصل 30 للهيمنة على الحكومة اللبنانية
* "حزب الله" يحتل مدناً وقرى بسوريا ويقاتل مع الحوثيين في اليمن
* مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران محاولة إضفاء شرعية للنظام السوري المجرم
* "حزب الله" يرسل خبراء لليمن ويدرب الحوثيين في لبنان
* أمريكا وفرنسا لن تشاركا في إعادة إعمار سوريا قبل إبعاد الأسد عن السلطة
* من مصلحة لبنان عودة اللاجئين السوريين لبلادهم دون تمييز برعاية أممية وبشكل آمن
* عودة اللاجئين السوريين مطلب من أجل وحدة سوريا ومنع إيران من تغيير سوريا ديموغرافياً
* اللاجئون السوريون ليسو سلعاً ودم الشعب السوري الذي احتضننا في الحرب الأهلية غالٍ علينا
* من يقرر سياسة لبنان مجلس الوزراء وليس رئيس الجمهورية
* رأي رئيس الجمهورية حول عودة اللاجئين السوريين لبلادهم لا يلزمني
* المبادرة الروسية حول عودة اللاجئين السوريين غير جاهزة للتطبيق
حوار - بديع قرحاني
شن وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي هجوماً عنيفاً على "حزب الله" وإيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن "ميليشيا "حزب الله" الإرهابي تتدخل في البحرين والإمارات والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية"، معتبراً أن "لبنان دولة ليست ذات سيادة لأنها منتهكة من إيران و"حزب الله""، ودلل على ذلك بقوله إن "إيران ألغت الدولة اللبنانية ومنعت نشر الجيش اللبناني على الحدود".
وأضاف الوزير اللبناني في حوار خاص لـ"الوطن" أن "إيران تهيمن على لبنان وألغت الدولة ومنعت نشر الجيش على الحدود"، لافتاً إلى أن ""حزب الله" يحتل مدناً وقرى بسوريا ويقاتل مع الحوثيين في اليمن، كما أنه يرسل خبراء للمتمردين ويدربهم في لبنان".
وتطرق المرعبي للحديث عن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية موضحاً أن "هناك ضغوطاً على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بينها التطبيع مع نظام الأسد وتنفيذ سياسة إيران، وهو الأمر الذي يرفضه الحريري ولذلك هناك عقبات تحول دون تشكيل الحكومة في الوقت الراهن"، مشيراً إلى أن "حلفاء إيران و"حزب الله" يطالبون بـ20 وزيراً من أصل 30 للهيمنة على الحكومة اللبنانية".
وشدد المرعبي على أن "من يقرر سياسة لبنان مجلس الوزراء برئاسة الحريري وليس رئيس الجمهورية ميشال عون".
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، أوضح المرعبي أن "من مصلحة لبنان عودة اللاجئين السوريين لبلادهم دون تمييز برعاية أممية وبشكل آمن"، لكنه أوضح أن "عودة اللاجئين السوريين مطلب من أجل وحدة سوريا ومنع إيران من تغيير سوريا ديموغرافياً".
وقال إن "مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران محاولة إضفاء شرعية للنظام السوري المجرم"، لافتاً إلى أن "أمريكا وفرنسا لن تشاركا في إعادة إعمار سوريا قبل إبعاد الأسد عن السلطة".
وشدد المرعبي في حواره على أن "اللاجئين السوريين ليسوا سلعاً ودم الشعب السوري الذي احتضننا في الحرب الأهلية غالٍ علينا".
وذكر أن "المبادرة الروسية حول عودة اللاجئين السوريين غير جاهزة للتطبيق"، مشدداً على أن "رأي الرئيس ميشال عون حول عودة اللاجئين السوريين لبلادهم لا يلزمني ولا يلزم أي أحد".
وإلى نص الحوار:
عودة اللاجئين السوريين
* ما هي تطورات المفاوضات مع الروس حول عودة النازحين السوريين إلى بلدهم؟
- دعني أوضح أولاً أن المبادرة الروسية حسب ما كونت شخصياً فكرة عنها وهذا أصبح واضحاً للجميع أنها غير مكتملة وغير جاهزة للتطبيق، والمسألة تحتاج إلى دراسة أعمق إضافة إلى تحضير أكبر من أجل تأمين عودة مستدامة للنازحين وبصورة خاصة تأمين البنى التحتية من مستشفيات ومدارس وصرف صحي، إضافة إلى إعادة الإعمار وتأهيل المنازل التي دمرها السفّاح بشار الأسد.
وقد أوضح الموفد الرئاسي الروسي خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أنهم يأملون من الأمريكيين والأوروبيين والدول المانحة والمتأثرة خاصة بموضوع اللاجئين، المساهمة في تأمين تمويل إنشاء البنى التحتية من أجل عودة اللاجئين السوريين في شكل طوعي إلى مناطقهم الأصلية، وقد أعلنت كل من وزارة الخارجية الأمريكية والفرنسية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهم لن يساهموا في إعادة الإعمار قبل التوصل إلى حل سياسي يبعد الأسد عن السلطة كونه قتل ما يقارب المليون سوري وهجر وشرد شعبه في كافة أصقاع الأرض.
* لكن أليست من مصلحة لبنان أن يعود النازحون السوريون إلى بلدهم؟
- طبعاً، هذه مصلحة عربية عامة لا بل دولية. ومصلحتنا أن يعود جميع اللاجئين السوريين من دون تمييز إلى مدنهم وقراهم الأصلية برعاية أممية وبشكل طوعي وآمن وكريم مع توفير الظروف المعيشية الأساسية لهم، وذلك للحفاظ على وحدة سوريا وعروبتها ومنع إيران وإرهابها من السيطرة على سوريا وتغييرها ديموغرافياً. أما مقاربة "حزب الله" ومن خلفه إيران، فهي محاولة إضفاء شرعية للنظام المجرم. وبالرغم من أنني أتمنى أن تصل الأمور إلى خواتيمها السعيدة بأسرع وقت ممكن، أعتقد جازماً أنه لا يمكن التعويل على نظام الأسد الذي قام بكل هذه الارتكابات، والفرنسيون والأمريكيون كانوا واضحين عندما قالوا إنه ليس من الحكمة تمويل إعادة إعمار سوريا قبل حصول التسوية السياسية في سوريا وإزاحة الأسد عن السلطة وضمان عدم تكراره لارتكاباته، وإلا سوف يستغل الأمر لتدعيم تسلطه على السوريين، وما من ضمانة لعدم تكراره ارتكاباته.
رأي عون غير ملزم
* لكن هناك مسؤولين رسميين في لبنان منهم وزير الخارجية وآخرون محسوبون على رئيس الجمهورية يطالبون بإعادة التطبيع أو إعادة العلاقات الطبيعية مع النظام السوري من أجل عودة هؤلاء النازحين؟
- بداية أنا شخصياً أدين التطبيع مع الجزار من أجل تسليمه الضحايا، ومن يقرر سياسة الدولة هو مجلس الوزراء وليس أي أحد آخر سواء كان رئيس الجمهورية أو أي مسؤول آخر، وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة التي لا تلزم أحداً. ولا يجب على أي مسؤول أن يركب موجة عنصرية خاطئة ومجرمة، واللاجئون السوريون ليسو سلعاً، هم بشر مثلنا مثلهم، ودم الشعب السوري الذي احتضننا طيلة الحرب الأهلية في لبنان هو دم غالٍ علينا. هذا الشعب الذي تعرض إلى الإبادة بكل أنواع الأسلحة وحتى بالغازات السامة يأتي اليوم البعض ليتجرد من إنسانيته ويقول علينا تسليمهم إلى جلاديهم.
رأي رئيس الجمهورية لا يلزمني ولا يلزم أي وزير، نحن في بلد رئيس الجمهورية له صلاحياته ورئيس الحكومة له صلاحياته ورئيس مجلس النواب له صلاحياته، النظام في لبنان هو نظام حكومي برلماني، ودستورياً، على الحكومة اللبنانية أن تناقش أي موضوع يطرح على جدول أعمالها وتقر ما تراه مناسباً حسب الأصول الدستورية، وعندها فقط يكون القرار شرعياً ودستورياً ما دون ذلك هو مجرد آراء تلزم أصحابها فقط لا غير.
هيمنة إيران على لبنان
* على ذكر موضوع الصلاحيات، هل من تخوف اليوم على صلاحيات رئيس الحكومة؟
- قطعاً لا، لكن هناك من هم محسوبون على فريق رئيس الجمهورية يتحدثون بلغة تعود بِنَا إلى ما قبل الحرب الأهلية واتفاق الطائف. وإن كانوا يريدون تغيير الطائف، فأنا شخصياً، من خلال الطروحات، أؤمن بضرورة إلغاء المناصفة، فكل الديمقراطيات في العالم هي ديمقراطية عددية، والأنكى، أنهم أضافوا على ديمقراطيتهم التوافقية، بدعة "القانون الانتخابي النسبي مع الصوت التفضيلي" الذي ضرب عرض الحائط بعدالة التمثيل وجعل من التعصب والتطرف الناخب الأكبر لدى جميع الأطراف في البلد. وكما كان متوقعاً فقد أدى كل ذلك مضافاً إليه هيمنة سلاح حزب الله الإرهابي إلى وصول أشخاص متعصبين مذهبياً وطائفياً وحصول فريق حزب إيران، على 84 مقعداً لـ84 نائباً وليس كما قال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حينما تحدث حول وصول 74 نائباً موالياً لهم في لبنان، لأن بعضهم ودائع إيرانية وأسدية، وستكشف الأيام ذلك. وما يجري على الساحة اللبنانية في أمور التشريع وسن القوانين، هو كما يقول المثل "من كل وادٍ عصا"، فمناصفة حيناً وتعددية حيناً آخر ومذهبياً مرة وطائفياً مرة أخرى، وكل ذلك من أجل ضرب الصيغة اللبنانية والعيش الواحد في لبنان من أجل تسهيل وتهيئة الظروف للهيمنة الإيرانية على لبنان.
إرهاب "حزب الله" في البحرين
* بالحديث عن الهيمنة الإيرانية على لبنان البعض يقول إن "القول بأن إيران تهيمن على لبنان بشكل كامل كلام مبالغ فيه والقول بأنه لا يوجد هيمنة إيرانية هو كلام غير واقعي.. ما رأيكم والمتمردون الحوثيون لهم قناة تلفزيونية تبث من ضاحية بيروت ويزورون لبنان عبر مطار بيروت تحت نظر وحماية الأجهزة الأمنية الرسمية ويلتقون أمين عام "حزب الله" واللائحة تطول؟
- حقيقة القول إن إيران لا تهيمن على البلد يقلل من خطورة الوجود الإيراني في لبنان وعلى هيمنة إيران على قرارات الدولة وعلى اقتصاد البلد ومستقبل لبنان، اليوم في لبنان ميليشيا إرهابية اسمها "حزب الله" تتدخل في شؤون الآخرين هذه الميليشيا تدخلت في العراق وتتدخل في اليمن وتدرب الإرهابيين هناك وتقاتل إلى جانبهم وحاولت ذلك في مصر وتدخلت في الإمارات وتدخلت في البحرين، هل تتخيل أن ميليشيا لبنانية مثل "حزب الله" تحتل مدناً وقرى في سوريا، إيران لم تهيمن فقط على لبنان بل ألغت الدولة، ولو لم يكن هناك هيمنة إيرانية على لبنان لتم نشر الجيش والقوى الأمنية على الحدود ومنع هذه الميليشيا من عبور الحدود واستخدام كل أنواع الأسلحة المتاحة لها في مكان لا يحق لها أن تتواجد فيه.
تدريب الحوثيين في لبنان
* لكن أين هو الفريق الآخر الرافض لهذه الهيمنة وكيف يقبل بذلك؟
- أنت تعلم أننا واجهنا بصدورنا العارية وسنبقى نواجه من دون وجل أو خوف هذا العدو الذي يريد أن يقضم بلدنا، و"حزب الله" وبشكل سافر يستخدم كل شيء وكل فرصة من أجل المصالح الإيرانية وبتوجيهات منها، فاستقبال الحوثيين في لبنان أو بث قناة تلفزيونية من لبنان لصالح الحوثيين أصبح أمراً بسيطاً مقابل تدخل "حزب الله" وإيران في المنطقة وإرسال خبراء من "حزب الله" إلى اليمن أو تدريب الحوثيين في لبنان. فأنا أقول إننا لسنا في دولة ذات سيادة كونها منتهكة من هذا الطرف بشكل واضح.
* هل وصل الأمر لهيمنة "حزب الله" وسلاحه على لبنان أن يصدر الإعلام المحسوب مقالات تنفذ فيما بعد قضائياً في لبنان وحرفياً.. أنا كمراقب كل ما نشرته صحيفة "الأخبار" والصحفي رضوان مرتضى كان ينفذ حرفياً فيما بعد خاصة في مسألة خليل صحناوي، كما سبق لها أن فبركت وشوهت صور الفنان زياد عيتاني والحريري والشهيد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في لبنان، اليوم الملفت أن القضاء اللبناني ينفذ ما تقوله صحيفة "الأخبار" الموالية لـ"حزب الله" وكل ما يكتب عن خليل صحناوي الخبير في شؤون حماية البرامج؟
- ضاحكاً، "المشكلة إذا امتدحت هذه الجريدة أحداً وليس مهاجمته أو تشويه صورته".
عقبات أمام الحكومة اللبنانية
* هل ستبصر الحكومة اللبنانية النور؟
- هناك الكثير من الضغوطات التي تُمارس على رئيس الحكومة المكلف من أجل التطبيع مع سوريا وتنفيذ السياسية الإيرانية والحصول على 20 وزيراً من أصل 30 من أجل الهيمنة بالكامل على الحكومة من خلال "حزب الله" وحلفائه العونيين. في هذه الحالة هناك استحالة أن تشكل الحكومة ولكن الرئيس الحريري لديه ما يكفي من الحكمة وأعتقد أنه يجب الاتفاق على البيان الوزاري والاتفاق على السياسات الأساسية الخارجية والداخلية تزامناً مع تشكيل الحكومة، وهذا يتطلب الكثير من الوقت وتواضع الأطراف المختلفة والإقرار به حفاظاً على مصلحة البلد.