* محادثات جنيف بشأن اليمن غير مباشرة وتتركز حول تبادل الأسرى

صنعاء - سرمد عبدالسلام، (أ ف ب)

استكملت قوات الجيش الوطني اليمني، تحرير مديرية الظاهر شمال غرب محافظة صعدة، شمال اليمن، بعد عملية عسكرية واسعة تكبدت فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية خسائر باهظة.

وأكد الموقع الرسمي للجيش اليمني أن قوات الجيش مسنودة من قوات التحالف العربي، استكملت تحرير مديرية الظاهر بالكامل، بعدما تمكنت من حررت مناطق الكحلا، ونقيل بن حارث، والمجرن، وطيبان، وجزاع، والخلبة، وقمامة.

ونقل موقع الجيش على لسان مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش دحرت الميليشيا باتجاه محافظة حجة، ومديرية رازح، وسط تهاوٍ متسارع في صفوف المليشيا الانقلابية.

وقال إن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيا، بينهم قيادات ميدانية أبرزها مسؤول إمداد الميليشيا في المنطقة المدعو "أبو ضياء" الذي لقي مصرعه مع 7 من مرافقيه، والمشرف في الميليشيا المدعو حسن علي حسن.

وأوضح المصدر أن قوات الجيش استكملت المرحلتين الأولى والثانية من الخطة العسكرية الخاصة بعملية "قطع رأس الافعى" بنجاح، والتي انتهت بحصار معقل المليشيا وزعيمها المتمرد استعداداً لاقتحام مخبأه.

الى ذلك استهدفت مدفعية الجيش الوطني، تعزيزات دفعت بها الميليشيا من مديرية سفيان الى مثلث مران في محاولة يائسة منها لاستعادة مواقع كانت قد خسرتها، إلا أن القصف أحبط تلك المحاولة وكبدها خسائر فادحة في العدد والعتاد.

وتمكن الجيش اليمني من استعادة 14 بلدة استراتيجية في ثلاث مديريات تابعة لصعدة والسيطرة على ميمنة مران وصولاً لمشارف حجة.

وقال المصدر العسكري إن "بلدات الصافية، الجريب، وسوق العلى، والمربح، القوفعي، مسه، جراري، النظرة، المجرم، ام دحيم، كفات جعوان، الغيفل، الصيخابة، النكارة "التابعة لمديريات الظاهر، وبكيل المير، ورازح، قد تم تحريريها بالكامل.

يأتي هذا بالتزامن مع قصف جوي مركز تشنه مقاتلات التحالف العربي على تعزيزات ومواقع الميليشيا الانقلابية، التي تكبدت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها.

وأضاف المصدر أن الجيش الوطني، أفشل عدد من محاولات الميليشيا للتسلل إلى المواقع المحررة في منطقة مران، وكبدوها قتلى وجرحى في صفوفها.

ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش استعادت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة، من قبضة الميليشيا الانقلابية، كميات الأدوية والمستلزمات الطبية.

وثمن قائد اللواء الثالث العروبة اللواء الركن عبدالكريم السدعي، دور مقاتلات التحالف العربي، الذي تلعب دوراً كبيراً في مساندة قوات الجيش في عملياته العسكرية، معبراً عن شكره لمشايخ وأبناء محافظة صعدة الشرفاء المساندين للجيش في معركته المصيرية لاستعادة الدولة من قبضة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

وتشهد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران انهيارات واسعة، وسط انشقاقات كبيرة في صفوفها.

واستطاع، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة صعدة، شمال اليمن، الإفلات من ميليشيا الحوثي التي فرضت عليه الإقامة الجبرية والوصول الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية في محافظة مأرب شمال غرب البلاد.

من ناحية أخرى، أكد مسؤولون يمنيون الأحد أن محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف بدءاً من الخميس غير مباشرة إلا أنها قد تتحول إلى مفاوضات مباشرة في حال حصل "تقدم ما"، متوقعين تحقيق اختراق في موضوع تبادل الأسرى.

وقال وزير الخارجية خالد اليماني "المشاورات (...) لن تكون مباشرة وستعتمد على إدارة المبعوث الأممي بتنقله بين الطرفين".

وأوضح من جهته عبدالله العليمي مدير مكتب الرئاسة اليمنية وعضو الوفد المفاوض "ستكون المشاورات غير مباشرة، إلا إذا حصل تقدم ما وسريع بالإمكان أن تتحول إلى مباشرة".

وذكر مسؤولون حكوميون آخرون أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث سيعمد "خلال إدارته للمشاورات على نقل الآراء والمواقف والردود المتبادلة بين طرفي المشاورات بطريقة مكتوبة وليست شفهية".

وكان غريفيث أعلن أمام مجلس الأمن الدولي في أغسطس الماضي أنّ الأمم المتحدة سترعى محادثات في جنيف بدءاً من 6 سبتمبر للبحث في "إطار عمل لمفاوضات سلام".

وشكك الطرفان في جدية المحادثات، لكن اليماني قال "توقعاتنا تقتصر على إمكانية إحراز تقدم في ملف الأسرى والمعتقلين"، موضحاً "أعتقد أن الفرصة كبيرة الآن لتحقيق نجاح بالإفراج عن الأسرى، والطرف الآخر عنده استعداد".

وأوضح مصدر حكومي أن الحكومة ستطالب بالإفراج عن 5 آلاف أسير من مقاتليها والمؤيدين لها، بينما يسعى المتمردون لإطلاق سراح ثلاثة آلاف من مقاتليهم ومؤيديهم.

وإلى جانب موضوع الأسرى، قال اليماني إن وضع ميناء مدينة الحديدة سيكون أحد أبرز الملفات على طاولة البحث.

وتدخل عبر الميناء الواقع على البحر الأحمر غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين، يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لصحافيين في نيويورك ان جولة جنيف تمثّل "فرصة للتشاور مع الطرفين حول طرق إيجاد حل سياسي للنزاع".

وتابع "إنها جولة أولى لفهم مدى التزام الطرفين بإيجاد إطار عمل لمفاوضات رسمية (...) والتوصل إلى استنتاج حول كيفية إطلاق هذه المفاوضات".

وقال مصدر دبلوماسي في نيويورك "الكل يعمل كل ما باستطاعته لإقناع الأطراف (...) بالتخلي عن الاستراتيجية العسكرية والجلوس لإجراء محادثات سياسية".

وتحاول الأمم المتحدة استئناف محادثات السلام منذ إطلاق التحالف في 13 يونيو هجوما باتجاه مدينة الحديدة على البحر الأحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف.

وقال اليماني إن محادثات جنيف ستتطرق أيضاً إلى موضوع دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة المتمردين، متهماً الحوثيين برفض تسليم العائدات المالية والضريبية التي يجمعونها في هذه المناطق.

وذكر ان العائدات "تقدّر بنحو 45 مليار ريال "نحو 113 مليون دولار بحسب سعر الصرف الرسمي"، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى لتسلمها ثم إضافة 65 مليار ريال إليها لدفع الرواتب.