* ناشطون في بغداد يتحركون لاعتصام مفتوح تضامناً مع البصرة
* قوات عسكرية تصل البصرة للسيطرة على تدهور الوضع الأمني
* تسجيل حالات اختناق بصفوف المتظاهرين
بغداد – وسام سعد، وكالات
أطلقت قوات الأمن العراقية مجدداً الأربعاء النار في محاولة لتفريق تظاهرة جديدة في البصرة جنوب العراق غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله 6 أشخاص، وأصيب العشرات. وانطلقت تظاهرة جديدة الأربعاء من ساحة العروسة باتجاه مبنى المحافظة في البصرة حيث بدا المتظاهرين بالتجمع قرب ساحة العروسة وسط البصرة للانطلاق بتظاهرة كبيرة باتجاه مبنى ديوان المحافظة، احتجاجاً على سوء الخدمات وتردي الأوضاع الأمنية فيما تم تسجيل عدد من حالات الاختناق في صفوف المتظاهرين نتيجة الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل القوات الأمنية.
وارتفع عدد ضحايا الأحداث التي شهدتها محافظة البصرة جنوب العراق مساء الثلاثاء إلى 6 قتلى وأكثر من 67 جريحاً في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن العراقية، فيما رصد فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي النيران وهي تلتهم مبنى المحافظة.
واحتشد بضعة آلاف من المتظاهرين عصر اليوم أمام مقر المحافظة في وسط المدينة بمواجهة قوات الأمن التي تطلق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، بحسب المصدر ذاته.
ورغم ذلك لم يتمكن الجنود والشرطيون المنتشرون على أطراف المبنى من وقف موجات المتظاهرين الذين كانوا يردون برمي زجاجات حارقة وعصي.
ولم تفلح دعوة الأمم المتحدة صباحاً للهدوء ولا إعلان السلطات المركزية في بغداد عن إجراءات لإنهاء الأزمة في هذه المنطقة النفطية، وتهدئة غضب اجتماعي اندلع قبل شهرين.
وبعد مرور الفترة الصباحية بلا حوادث هدم محتجون مجددا قطع الأسمنت المسلح التي وضعتها قوات الأمن في وقت سابق الأربعاء أمام مقر المحافظة.
وأصيب متظاهر بجروح في الرأس بقنبلة مسيلة للدموع قبل نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى.
وأعلنت سلطات الأمن فرض حظر التجوال في المدينة النفطية، فيما دعا المتظاهرون إلى تشكيل لجان شعبية في بعض مناطق البصرة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وشهدت المحافظة وصول تعزيزات عسكرية من بغداد لمساندة القوات الموجودة في البصرة مع آلياتها من المدرعات والدبابات قوامها أكثر من ألف عنصر أمني من الرد السريع ومكافحة الشغب والقوات الخاصة وتم نشرها في المناطق القريبة من مبنى ديوان المحافظة الذي تم تعزيزه بالكتل الكونكريتية تحسباً لأي طارئ.
ودعا عدد من الناشطين في الحركات الاحتجاجية إلى إعلان اعتصام مفتوح في ساحة التحرير وسط بغداد تضامناً مع مطالب البصرة.
وقال الناشط المدني علي العكيلي في تصريح صحافي "نحن متوجهون إلى ساحة التحرير للمشاركة في تظاهرات سلمية تضامناً مع إخواننا في البصرة وسيكون لنا وقفة واعتصام مفتوح هناك".
وأضاف "نسعى إلى اعتصام سلمي وسط العاصمة بغداد لحين تحقيق مطالب أبناء البصرة".
ودعا تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إجراء تحقيقات عاجلة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة البصرة، وسقوط قتلى ومصابين خلال احتجاجات على سوء الخدمات المقدمة للمواطنين وتلوث مياه الشرب كما طالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقال التحالف في بيان صحافي حصلت "الوطن" على نسخة منه "يطالب تحالف سائرون بإجراء تحقيق عاجل وفوري في الأحداث الأخيرة في محافظة البصرة كما نطالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة في مواجهة مواطنين يطالبون بحقوق مشروعة ووفق ممارسة حقهم في التظاهر وهو حق كفله الدستور".
وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي يثمن فيه تحالف سائرون الهبة الشعبية الجبارة التي تنادت وسارعت لإسعاف أهلهم في البصرة يطالب الحكومة بالانتقال من مرحلة إطلاق الوعود إلى مرحلة الإنجاز الفعلي على الأرض وعدم الركون إلى سياقات الأداء الروتيني، كما يطالب تحالف "سائرون"، بإقالة قائد عمليات البصرة ومحاكمة من أعطى أوامر إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل.
وأكد تحالف "سائرون" في البيان على "ضرورة احترام المواد الدستورية المتعلقة بالتظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة للمواطنين".
وتابع البيان أن "التحالف يؤكد تضامنه التام والمطلق مع المطالب المشروعة لأحبتنا في البصرة ولتظاهراتهم من أجل توفير الحد الأدنى من الخدمات اللائقة بالحياة الآدمية".
ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش صباح الأربعاء "السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة".
وبات مقر المحافظة منذ عدة أيام الموقع الرئيس لتجمع المحتجين المناهضين للدولة ومسؤوليها في البصرة التي كانت شهدت في 8 يوليو حركة احتجاج تطالب بخدمات عامة وبنى تحتية افضل، ثم اتسع الاحتجاج ليشمل مناطق الجنوب العراقي.
وقال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي إن احتجاجات الثلاثاء أمام المحافظة خلفت "ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً من المتظاهرين".
واتهم التميمي قوات الأمن "بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين". وأكدت مصادر طبية في البصرة، حصيلة الضحايا.
وأعلن قائد عمليات محافظة البصرة الفريق الركن جميل الشمري خلال مؤتمر صحافي الأربعاء "إصابة ثلاثين من عناصر الأمن بجروح جراء قنابل يدوية ألقاها متظاهرون على مبنى المحافظة".
وأشار إلى فرض حظر تجول ليلي في البصرة ونشر تعزيزات.
وشجب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية الذي يسعى مع حيدر العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة في تغريدة على موقع تويتر أعمال العنف متهما "بعض المدسوسين في القوات الأمنية" بالتعدي على المتظاهرين.
وتشهد محافظة البصرة منذ أيام تظاهرات حاشدة في العديد من مناطقها احتجاجاً على تردي الخدمات وتلوث المياه الذي أدى إلى تسمم الآلاف منهم. وتعاني المحافظة من أزمة صحية مع تلوث المياه الذي أدى إلى إصابة أكثر من 20 ألف شخص تلقوا علاجاً في المستشفيات. وأعلنت الحكومة في يوليو 2018، عن خطة طوارئ وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق، التي تعاني نقصاً حاداً في الخدمات والبنى التحتية رغم عدم وقوع معارك ضد تنظيم الدولة "داعش" فيها.
لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء حكومة منتهية ولايتها بالوعود التي قطعتها، ما يدفع إلى تواصل الاحتجاجات خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.
* قوات عسكرية تصل البصرة للسيطرة على تدهور الوضع الأمني
* تسجيل حالات اختناق بصفوف المتظاهرين
بغداد – وسام سعد، وكالات
أطلقت قوات الأمن العراقية مجدداً الأربعاء النار في محاولة لتفريق تظاهرة جديدة في البصرة جنوب العراق غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله 6 أشخاص، وأصيب العشرات. وانطلقت تظاهرة جديدة الأربعاء من ساحة العروسة باتجاه مبنى المحافظة في البصرة حيث بدا المتظاهرين بالتجمع قرب ساحة العروسة وسط البصرة للانطلاق بتظاهرة كبيرة باتجاه مبنى ديوان المحافظة، احتجاجاً على سوء الخدمات وتردي الأوضاع الأمنية فيما تم تسجيل عدد من حالات الاختناق في صفوف المتظاهرين نتيجة الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل القوات الأمنية.
وارتفع عدد ضحايا الأحداث التي شهدتها محافظة البصرة جنوب العراق مساء الثلاثاء إلى 6 قتلى وأكثر من 67 جريحاً في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن العراقية، فيما رصد فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي النيران وهي تلتهم مبنى المحافظة.
واحتشد بضعة آلاف من المتظاهرين عصر اليوم أمام مقر المحافظة في وسط المدينة بمواجهة قوات الأمن التي تطلق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، بحسب المصدر ذاته.
ورغم ذلك لم يتمكن الجنود والشرطيون المنتشرون على أطراف المبنى من وقف موجات المتظاهرين الذين كانوا يردون برمي زجاجات حارقة وعصي.
ولم تفلح دعوة الأمم المتحدة صباحاً للهدوء ولا إعلان السلطات المركزية في بغداد عن إجراءات لإنهاء الأزمة في هذه المنطقة النفطية، وتهدئة غضب اجتماعي اندلع قبل شهرين.
وبعد مرور الفترة الصباحية بلا حوادث هدم محتجون مجددا قطع الأسمنت المسلح التي وضعتها قوات الأمن في وقت سابق الأربعاء أمام مقر المحافظة.
وأصيب متظاهر بجروح في الرأس بقنبلة مسيلة للدموع قبل نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى.
وأعلنت سلطات الأمن فرض حظر التجوال في المدينة النفطية، فيما دعا المتظاهرون إلى تشكيل لجان شعبية في بعض مناطق البصرة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وشهدت المحافظة وصول تعزيزات عسكرية من بغداد لمساندة القوات الموجودة في البصرة مع آلياتها من المدرعات والدبابات قوامها أكثر من ألف عنصر أمني من الرد السريع ومكافحة الشغب والقوات الخاصة وتم نشرها في المناطق القريبة من مبنى ديوان المحافظة الذي تم تعزيزه بالكتل الكونكريتية تحسباً لأي طارئ.
ودعا عدد من الناشطين في الحركات الاحتجاجية إلى إعلان اعتصام مفتوح في ساحة التحرير وسط بغداد تضامناً مع مطالب البصرة.
وقال الناشط المدني علي العكيلي في تصريح صحافي "نحن متوجهون إلى ساحة التحرير للمشاركة في تظاهرات سلمية تضامناً مع إخواننا في البصرة وسيكون لنا وقفة واعتصام مفتوح هناك".
وأضاف "نسعى إلى اعتصام سلمي وسط العاصمة بغداد لحين تحقيق مطالب أبناء البصرة".
ودعا تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إجراء تحقيقات عاجلة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة البصرة، وسقوط قتلى ومصابين خلال احتجاجات على سوء الخدمات المقدمة للمواطنين وتلوث مياه الشرب كما طالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقال التحالف في بيان صحافي حصلت "الوطن" على نسخة منه "يطالب تحالف سائرون بإجراء تحقيق عاجل وفوري في الأحداث الأخيرة في محافظة البصرة كما نطالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة في مواجهة مواطنين يطالبون بحقوق مشروعة ووفق ممارسة حقهم في التظاهر وهو حق كفله الدستور".
وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي يثمن فيه تحالف سائرون الهبة الشعبية الجبارة التي تنادت وسارعت لإسعاف أهلهم في البصرة يطالب الحكومة بالانتقال من مرحلة إطلاق الوعود إلى مرحلة الإنجاز الفعلي على الأرض وعدم الركون إلى سياقات الأداء الروتيني، كما يطالب تحالف "سائرون"، بإقالة قائد عمليات البصرة ومحاكمة من أعطى أوامر إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل.
وأكد تحالف "سائرون" في البيان على "ضرورة احترام المواد الدستورية المتعلقة بالتظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة للمواطنين".
وتابع البيان أن "التحالف يؤكد تضامنه التام والمطلق مع المطالب المشروعة لأحبتنا في البصرة ولتظاهراتهم من أجل توفير الحد الأدنى من الخدمات اللائقة بالحياة الآدمية".
ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش صباح الأربعاء "السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة".
وبات مقر المحافظة منذ عدة أيام الموقع الرئيس لتجمع المحتجين المناهضين للدولة ومسؤوليها في البصرة التي كانت شهدت في 8 يوليو حركة احتجاج تطالب بخدمات عامة وبنى تحتية افضل، ثم اتسع الاحتجاج ليشمل مناطق الجنوب العراقي.
وقال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي إن احتجاجات الثلاثاء أمام المحافظة خلفت "ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً من المتظاهرين".
واتهم التميمي قوات الأمن "بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين". وأكدت مصادر طبية في البصرة، حصيلة الضحايا.
وأعلن قائد عمليات محافظة البصرة الفريق الركن جميل الشمري خلال مؤتمر صحافي الأربعاء "إصابة ثلاثين من عناصر الأمن بجروح جراء قنابل يدوية ألقاها متظاهرون على مبنى المحافظة".
وأشار إلى فرض حظر تجول ليلي في البصرة ونشر تعزيزات.
وشجب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية الذي يسعى مع حيدر العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة في تغريدة على موقع تويتر أعمال العنف متهما "بعض المدسوسين في القوات الأمنية" بالتعدي على المتظاهرين.
وتشهد محافظة البصرة منذ أيام تظاهرات حاشدة في العديد من مناطقها احتجاجاً على تردي الخدمات وتلوث المياه الذي أدى إلى تسمم الآلاف منهم. وتعاني المحافظة من أزمة صحية مع تلوث المياه الذي أدى إلى إصابة أكثر من 20 ألف شخص تلقوا علاجاً في المستشفيات. وأعلنت الحكومة في يوليو 2018، عن خطة طوارئ وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق، التي تعاني نقصاً حاداً في الخدمات والبنى التحتية رغم عدم وقوع معارك ضد تنظيم الدولة "داعش" فيها.
لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء حكومة منتهية ولايتها بالوعود التي قطعتها، ما يدفع إلى تواصل الاحتجاجات خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.