دبي - (العربية نت): توقف العمل في ميناء أم قصر الرئيسي في العراق عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن في مدينة البصرة الجنوبية، قتل فيها متظاهر واحد وأصيب 25 آخرون الليلة الماضية.

وتجددت المظاهرات صباح الخميس أمام مبنى الحكومة المحلية في قضاء الزبير، جنوب غرب البصرة، التي علقت أعمالها نتيجة ذلك، وأحرق المتظاهرون النار في إطارات السيارات، بحسب ما قالته مصادر لبي بي سي، مضيفة أن ثلاثة متظاهرين أصيبوا بحروق متفاوتة عند إضرام النار في الإطارات.

وعم هدوء مشوب بالحذر مركز مدينة البصرة، حيث توجد المباني الحكومية، التي أحاطت بها القوات الأمنية المنتشرة في أرجاء المكان بشكل مكثف، بعد أن شهدت اضطرابات وأعمال عنف خلال اليومين الماضيين.

وكان جنوب العراق، الذي تقطنة أغلبية شيعية، قد نشبت فيه اضطرابات في الأسابيع الأخيرة، حينما عبر محتجون عن غضبهم من انهيار البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وتلوث المياه، والفساد، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين في محافظة البصرة عما آلت إليه الأمور.

وقال العاملون في أم قصر إن جميع العمليات قد توقفت صباح الخميس بعد أن سد المتظاهرون مدخل الميناء، وحال ذلك دون دخول الشاحنات أو العاملين، أو خروجهم من المجمع.

ويعد ميناء أم قصر شريان حياة للقمح والسلع الأخرى المستوردة التي تغذي البلاد.

وسد المحتجون أيضا الطريق السريع بين البصرة وبغداد، وأشعلوا النيران في مبنى المحافظة الرئيس في المدينة، حيث كانوا يتظاهرون على مدى ثلاث ليال متوالية.

وزاد الغضب الشعبي في الوقت الذي يكافح فيه السياسيون من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو.

ومازال سكان الجنوب يشتكون منذ عقود من إغفال منطقة الجنوب التي تنتج معظم ثروات العراق النفطية.

واستخدمت قوات الأمن الأربعاء، وفي اليوم الثالث للاحتجاجات، القنابل المسيلة للدموع، وأطلقت النيران في الهواء من أجل تفريق المتظاهرين.

وقالت مصادر في الصحة إن المحتج القتيل ضربته في رأسه قنبلة يدوية خلال الاشتباكات.

وقد زاد مقتل خمسة متظاهرين في الاشتباكات مع قوات الأمن الثلاثاء من غضب السكان. وقالت مصادر أمنية وصحية إن 22 فرداً من قوات الأمن أصيبوا بجروح في الاشتباكات العنيفة، سبب إصابات بعضهم قنابل يدوية.

ويقول سكان مدينة البصرة، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة، إن إمدادات المياه أصبحت ملوثة بالملح، مما جعلهم عرضة للأمراض، ويشعرون باليأس في شهور الصيف الحارة. ونقل مئات الأشخاص إلى المستشفيات بعد شربهم من هذه المياه.