* وفد أردني بسوريا لإجراء مباحثات اقتصاديةعمان – غدير محمود، (أ ف ب)بدأ وفد أردني يضم القطاع التجاري والصناعي بزيارة سوريا بدعوة من اتحاد غرف التجارة السورية، على هامش افتتاح معرض دمشق الدولي، فيما فرّ مئات المدنيين من محافظة إدلب شمال غرب سوريا خوفاً من هجوم وشيك لقوات النظام السورية، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران من شأنها أن تحدد مصير آخر معقل كبير للفصائل المعارضة في البلاد.وتتضمن زيارة الوفد الأردني المكون من 190 شخصية أردنية العديد من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين وممثلي القطاع الخاص السوري، ويرأس الوفد نائب رئيس غرفة تجارة الأردن غسان خرفان.واتفق القطاعان الخاص الأردني ونظيره السوري على العمل لتأسيس علاقات اقتصادية وتجارية جديدة تقوم على الشراكة والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين وإزالة أية معيقات تقف في طريق تعاون البلدين الاقتصادي والاستفادة من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا وفتح الحدود البرية وتحريك عجلة الاستيراد والتصدير بالاتجاهين.وأعلن نقيب أصحاب مكاتب وشركات التخليص ونقل البضائع ضيف الله أبوعاقولة في تصريحات صحافية أنه "تم الانتهاء من عمليات الصيانة التي ينفذها متعهد نقابة شركات ومكاتب التخليص ونقل البضائع استعداداً لإعادة تشغيل معبر جابر الحدودي بعد انتهاء الإجراءات الرسمية واتخاذ القرار من قبل الجهات المختصة"، معللاً أن "إعادة فتح الحدود ستعود بفوائد كبيرة على القطاع الخاص والاقتصاد الوطني لأنه يعد شريان التجارة الرئيس بين الأردن وسوريا".يذكر أن المعبر مع سوريا كان مفتوحاً أمام الحركة التجارية والنقل في الاتجاهين حتى منتصف عام 2015، تاريخ سيطرة فصائل الجبهة الجنوبية على المعبر، ما دفع الجانب السوري إلى إغلاقه بعد أن انسحبت قوات الأسد من الموقع الأمر الذي دفع الأردن لاعتبارات أمنية إلى إغلاق المعبر.ميدانياً، فرّ مئات المدنيين من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا خوفاً من هجوم وشيك لقوات النظام، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران من شأنها أن تحدد مصير آخر معقل كبير للفصائل المعارضة في البلاد.واستهدفت قوات النظام مجدداً الخميس بالمدفعية قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي في إدلب، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.ثم شنت الطائرات الروسية ضربات في المنطقة ذاتها، بحسب المرصد. وبات مركز تابع لـ"الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، خارج الخدمة جراء الغارات.وقال مصعب القدور، مدير مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة جنوب مدينة إدلب، إن عشرات القذائف والصواريخ استهدفت المركز صباح الخميس أثناء وجوده مع فريق العمل داخله، مضيفا "عند توقف القصف أخلينا المركز بسرعة. وبعد ربع ساعة تم استهدافه بطائرات حربية (...) ما أدى إلى خروجه من الخدمة".وشاهد مراسل فرانس برس قبل ظهر الخميس عشرات العائلات أثناء نزوحها من الريف الجنوبي الشرقي، وقد توجه بعضها إلى مزارع مجاورة، بينما سلكت عائلات أخرى الطريق الدولي المؤدي إلى مناطق الشمال.وحمل النازحون في سياراتهم والحافلات الصغيرة ما تمكنوا من أوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص" نزحوا منذ مساء الأربعاء نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا والتي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة.وحذرت الأمم المتحدة من نزوح نحو 800 ألف شخص في حال حصول هجوم على إدلب.وترسل قوات النظام تعزيزات عسكرية متواصلة الى محيط إدلب. واستؤنفت في الأيام الأخيرة عمليات القصف والغارات على جنوب شرق إدلب بمشاركة الطيران الروسي بعد توقف استمر 22 يوماً.وتسيطر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً"، على الجزء الأكبر من إدلب بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد الهيئة والفصائل في محافظات محاذية تحديداً في ريف حلب الغربي شمالا وريف حماة الشمالي في الوسط واللاذقية الشمالي غرباً.وقال أبو ناصر النازح من قرية التح الذي وصل الى مخيم كفرلوسين في منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا "غادرنا بسبب القصف المكثف على قريتنا وعلى القرى الأخرى. كان القصف جنونياً وعشوائياً".وأضاف وهو يجلس في شاحنة وقربه أطفال وامرأة ورجل مسن "لا نعرف الى أين نتوجه الآن. حالنا حال جميع الناس الذين خرجوا من المنطقة".وتؤوي إدلب مع جيوب محاذية لها نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين. وبينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد.ودعت واشنطن مجلس الأمن إلى عقد اجتماع لبحث الوضع في إدلب الجمعة، بالتزامن مع قمة في طهران ستجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهما أبرز حلفاء دمشق، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم للفصائل المعارضة. وستتطرق القمة إلى الوضع في سوريا، وتركز بشكل خاص على التطورات في إدلب.وأعلنت موسكو عشية القمة أن روسيا ستستمر في قتل "الإرهابيين" في إدلب وأماكن أخرى من سوريا لإحلال السلام.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية "قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا".وأضافت "هذه مسألة تتعلق بأمننا".وتبذل أنقرة التي حذرت من "مجزرة" في حال الهجوم على إدلب، وتخشى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أراضيها، "جهوداً مكثفة"، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء، لمنع الهجوم.ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن استراتيجية على غرار مدينة جسر الشغور المحاذية لمحافظة اللاذقية، بالإضافة إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظات مجاورة.وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الموجود في اليونان الخميس من "مخاطر حدوث تدهور إنساني كبير" في إدلب.ودقت منظمات غير حكومية ومنظمات إنسانية ناقوس الخطر.وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان الأربعاء أن "الوصول إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية (...) والمياه الصالحة للشرب محدود للغاية، ويعتمد معظم السكان على المساعدات الإنسانية" في إدلب.وقالت إن "حياة ملايين الأشخاص في ادلب أصبحت الآن في أيدي روسيا وتركيا وإيران" التي تملك "السلطة للقيام بما يضمن حماية المدنيين من هذه الهجمات المتواصلة".وحذرت منظمة "سايف ذي شيلدرن" الخميس من "العواقب الوخيمة" للهجوم. وقالت إن "الأطفال الذين يجب أن يتلقوا المساعدة من أجل شفائهم في إدلب، يواجهون ضربات جوية جديدة وأعمال عنف".وستكون معركة إدلب في حال حصولها، آخر أكبر معارك النزاع السوري بعدما مُنيت الفصائل المعارضة بهزيمة تلو الأخرى، وستشكل انتصاراً هاماً لقوات النظام التي باتت تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.