* استنفار أمني لمواجهة عودة المتطرفين من بؤر التوترتونس - منال المبروكتكثف تونس من جهودها الأمنية لحماية حدودها من تسلل عناصر إرهابية عائدة من بؤر القتال بكل من سوريا والعراق وليبيا.ويعزز الأمن والجيش التونسيين حضورها في البوابات الحدودية المتقدمة مع الجزائر وليبيا لمنع أي تسلل لهؤلاء العناصر المنتمية إلى التنظيمات القتالية بكل من القاعدة وداعش كما يتم التنسيق مع الدرك الجزائري في القيام بعمليات استخباراتية نوعية أو الطلعات الجوية المشتركة على الجبال المناطق الجبلية غرب البلاد.ورغم القيام بعمليات نوعية استهدفت قيادات من العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال يشير الخبراء الأمنيون والعسكريون إلى أن خطر الإرهاب في تونس لايزال قائماً في ظل وضع أمني هش في ليبيا.ويخشى الأمن التونسي من تواصل عمليات التجنيد في الجبال الجنوبية الغربية الفقيرة في تونس على طول الحدود مع الجزائر، حيث تستغل التنظيمات الإرهابية، بحسب كثير من الخبراء، حالات الإحباط والغضب بسبب البطالة الكبيرة، وسوء الخدمات وغلظ المعيشة في تلك المناطق.وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن سفير الاتحاد الأوروبي في تونس باتريس برغامي، قوله "إن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية هي أفضل وقود سواء للهجرة غير الشرعية ولتغذية الإرهاب".ويحذر الأخصائيون الاجتماعيون من تأثير حالة الإحباط على الشباب التونسي الذي يقفز جزء منه نحو البحر في إطار رحلات الهجرة غير النظامية في اتجاه الضفة الشمالية للمتوسط أو إلى أحضان التنظيمات الإرهابية التي تلتقط عبر عناصر التجنيد التي تتوزع في المدن الشباب العاطل والمحبط من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب.ويخشى نشطاء في المجتمع المدني خاصة في المدن الحدودية المتاخمة لليبيا من تسلل عناصر إرهابية في الفترة الحالية التي تستغل حالة الفوضى والاقتتال في العاصمة طرابلس لدخول تونس تحت مسميات عديدة في غياب الرقابة الكافية على المعبر الحدودي من الجانب الليبي.وفي تصريح لصحيفة لـ"الوطن" قال الناشط في المجتمع المدني بمدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا عبدالسلام الرقاد إن "تسلل عناصر إرهابية عائدة من بؤر التوتر إلى الأراضي التونسية أمر وارد بعد قرار مفاجئ للسلطات الليبية بفتح معبر رأس الجدير الذي أغلقته لمدة 8 أسابيع" مشيراً إلى أن "الفتح "المستراب" للمعبر قد يكون لغاية تسريب إرهابيين".وبقرار ليبي تم إغلاق بوابة رأس الجدير الحدودية لنحو شهرين خلال شهري يوليو وأغسطس قبل أن يعاد فتحه بداية سبتمبر الجاري بقرار ليبي أيضاً.وزير الدفاع الوطني، عبدالكريم الزبيدي دعا الأسبوع الماضي العسكريين إلى مزيد من ملازمة اليقظة المستمرة، وذلك على هامش زيارة قام بها إلى مديني بن قردان وجرجيس من ولاية مدنين، جنوب تونس حيث تفقد مدى جاهزية الوحدات العسكرية في الجهة من الناحية العملياتية للتصدي للتهديدات المحتملة، واطلع على ظروف عمل العسكريين بها.وأوضح الزبيدي أنه "في إطار العمل الدوري للوحدات العسكرية لتعقب العناصر الإرهابية بجبل المغيلة من ولاية القصرين، أصيب مساء الأربعاء عسكري بجروح جرّاء انفجار لغم غير تقليدي"، مشيراً إلى أن "العملية العسكرية لاتزال متواصلة".وبخصوص الوضع الأمني بتونس، قال وزير الدفاع الوطني إن "المؤسستين العسكرية والأمنية تقومان بعدة جهود في سبيل ضمان الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق الحدودية، بالرغم من ما يحدث في ليبيا"، مشيداً "بنجاحهما في تأمين الانتخابات البلدية والموسم السياحي وحرصهما على ضمان العودة المدرسية والجامعية والاستعداد للمحطات الوطنية القادمة".وبحسب تحاليل لخبراء أمنيين دوليين لاتزال المجموعات التي لاتزال تعمل في الجبال في الغرب وأضحى لديها الكثير من الخبرة والمهارات القتالية.كما لا يخفي المحللون مخاوفهم بشأن انتشار الفكر المتطرف داخل السجون، نتيجة اختلاط السجناء الإرهابيين مع السجناء العاديين أصحاب الجنح والجرائم الجنائية، مما يجعل تلك السجون أرضاً خصبة لتوليد متشددين جدد مستعدين لتنفيذ الاعتداءات حال خروجهم من السجن.ويثير إعادة تأهيل العائدين من بؤر التوتر وسجناء الإرهاب جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية التي تطالب الدولة بضبط استراتيجية واضحة لتأهيل هذه العناصر وربما إدماجها في المجتمع ودرء كل المخاطر التي قد تترتب عن إبقائها تحت المراقبة الأمنية أو في المؤسسات السجنية دون أي تأهيل نفسي واجتماعي.