* سعد الحريري: مرتكبو الجريمة سينالون عقابهم عاجلاً أم آجلاً

بيروت - بديع قرحاني، وكالات

أكد الادعاء العام في محكمة رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، ضلوع "حزب الله" في اغتياله، فيما أشارت هيئة التحقيق إلى أدلة دامغة على تورط المتهمين المنتمين للحزب المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً. وقدم الادعاء العام للقضاة أكثر من 3 آلاف قرينة لإدانة قتلة رفيق الحريري، مؤكداً في مذكرته النهائية أن اعتداء 14 فبراير 2005 قد نُفِّذ كجزء من مهمة معقدة متعددة الجوانب ما كان من الممكن إلا أن تكون نتيجة مؤامرة. وتتهم المحكمة سليم عياش "50 عاماً"، بقيادة الفريق الذي تولى قيادة التفجير، وحسين عنيسي "44 عاماً" وأسد صبرا "41 عاماً" بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف بثته قناة "الجزيرة" يتبنى الهجوم باسم جماعة وهمية.

ويواجه حسن مرعي "52 عاماً" تهماً عدة بينها التواطؤ في ارتكاب "عمل إرهابي" والتآمر لارتكاب الجريمة.

وكان مصطفى بدر الدين، القيادي في حزب الله، بين المتهمين، إلا أنه قتل خلال مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في مايو 2016. وقال الادعاء إنه كان "العقل المدبر" لاغتيال الحريري.

وانطلقت المرحلة الثالثة من محاكمة المتهمين باغتيال الحريري، بحضور نجله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجلسة.

وفي هذه المرحلة التي تستغرق بين 10 أيام وأسبوعين، تشهد المحاكمة دفوع ممثلي الادعاء والدفاع عن المتهمين، إضافة إلى وكلاء المتضررين من جريمة 14 فبراير 2005. من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، على هامش حضوره للمحاكمة، إن "أي شخص شارك في اغتيال والده سينال جزاءه عاجلاً أم آجلاً". والمتهم الرئيس مصطفى بدر الدين -أحد قيادات "حزب الله"- الذي يصفه المحققون بأنه "العقل المدبر" للاغتيال قُتل وبالتالي لن تتم محاكمته.

وقدم الادعاء العام للقضاة أكثر من 3 آلاف قرينة لإدانة قتلة رفيق الحريري، مؤكداً في مذكرته النهائية أن اعتداء 14 شباط من العام 2005 قد نُفِّذ كجزء من مهمة معقدة متعددة الجوانب ما كان من الممكن إلا أن تكون نتيجة مؤامرة.

واعلن الادعاء في مذكرته النهائية أن المرتكبين قد استعملوا عن سبق إصرار مواد متفجرة لقتل الحريري و21 شخصاً آخرين عمداً، وهم مسؤولون عن محاولة قتل 226 شخصا آخرين عمدا.

ولفت الادعاء إلى أن مصطفى بدر الدين كان مسؤولاً كبيراً في "حزب الله"، وعند مقتله تمت الإشادة به من بيروت ودمشق وطهران، مشيراً إلى أن خبرة بدر الدين العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب في سوريا وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية اغتيال الحريري.

واعلن الادعاء أن مصطفى بدر الدين هو العقل المدبّر والمشرف على اغتيال الحريري، لافتاً إلى أن سليم عياش قاد وحدة اغتيال الحريري المؤلفة من 6 أشخاص.

وأكد الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان أن نظام دمشق في صلب مؤامرة اغتيال الحريري، مشدداً على أن المتهمين ارتكبوا جريمة شنعاء ونكراء بوحشية مقززة والأدلة تشكل صورة دامغة لاتهامهم.

أما مناصري "حزب الله" فقد علقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهاجمين المحكمة الدولية ورفيق الحريري، وقال بعض مؤيدي "حزب الله" عبارات مثل، "سلمت يداك"، و"هو بدر الدين.. كابوس كل عميل"، و"إذا كان السيد مصطفى بدر الدين قد فعلها فالرفيق قد استحقها وبلطو البحر".. كما استعاد آخرون مشاهد مصورة للامين العام لحزب الله حسن نصرالله كان قد حذر فيها من "اللعب بالنار" في ملف المحكمة.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، إلى تحقيق "العدالة" في اغتيال والده التي حصلت في عام 2005، فيما دخلت محاكمة المتهمين في عملية قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق مراحلها النهائية.

وحضر سعد الحريري جلسة المحكمة في هولندا مع بدء المرافعات النهائية في المحاكمة وغياب المتهمين الأربعة المنتمين إلى "حزب الله" اللبناني في التفجير الذي أودى بحياة الحريري و21 شخصاً آخرين وغير وجه الشرق الأوسط.

وقال الادعاء إن التفجير الانتحاري الذي أدى كذلك إلى إصابة 226 شخصاً بجروح، كان محاولة متعمدة لخلق "الرعب" وأن رفيق الحريري تم اغتياله بسبب معارضته للهيمنة السورية على لبنان.

وصرح الحريري لصحافيين أمام مقرّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "بالنسبة إلي أنا نجل رفيق الحريري، اليوم هو يوم صعب، فرفيق الحريري لم يعد موجوداً معنا، وهو كذلك يوم صعب للبنان".

وأضاف "طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن أنهما تحميان لبنان".

وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عملها في 2009 في ضواحي لاهاي، وباتت أول محكمة جنائية دولية تسمح بتنظيم محاكمة في غياب المتهمين الممثلين بمحامين.

وصدرت مذكرات توقيف عن المحكمة في حقّ سليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا. لكن "حزب الله" الذي ينفي أي تورط له في الاغتيال، رفض تسليمهم.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي في خطاب له إن المحكمة "لا تعني لنا شيئاً على الإطلاق، وما يصدر عنها ليس له قيمة على الإطلاق، لأننا لا نعترف بالمحكمة ولا نعتبرها جهة ذات صلة، ونقول لمن يراهنون على ذلك لا تلعبوا بالنار".

وعينت المحكمة فريق دفاع عن المتهمين ليس حتى على اتصال بهم.

وهذا الوضع غير مسبوق في القانون الدولي منذ 1945 ومحاكمات نورمبرغ التي كانت أول تطبيق لتشريع جنائي دولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ويحاكم المتهمون الأربعة منذ 2014 وهم متهمون بلعب أدوار رئيسة في التفجير الذي وقع في 14 فبراير 2005 على الواجهة البحرية في بيروت واستهدف موكب الحريري الذي كان في ذلك الوقت معارضاً لدمشق، صاحبة النفوذ الواسع في لبنان.

وتتهم المحكمة سليم عياش "50 عاماً"، بقيادة الفريق الذي تولى قيادة التفجير، وحسين عنيسي "44 عاما" وأسد صبرا "41 عاماً" بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف بثته قناة "الجزيرة" يتبنى الهجوم باسم جماعة وهمية.

ويواجه حسن مرعي "52 عاماً" تهماً عدة بينها التواطؤ في ارتكاب "عمل إرهابي" والتآمر لارتكاب الجريمة.

وكان مصطفى بدر الدين، القيادي في حزب الله، بين المتهمين، إلا أنه قتل خلال مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في مايو 2016. وقال الادعاء إنه كان "العقل المدبر" لاغتيال الحريري.

كما قال الادعاء في مرافعته النهائية الثلاثاء إن المتهمين "مذنبون"، وإن "دورهم في الاعتداء مثبت بفسيفساء من الأدلة".

وقال ممثل الادعاء نايجل بوفواس إن الهجوم الهائل "كان وراءه بلا شك سبب سياسي" يرتبط بمعارضة الحريري للتدخل السوري الطويل في بلاده.

وتابع أمام المحكمة "كان المشهد غارقاً في الظلام والرعب، وتحطمت السيارات واحترقت واشتعلت فيها النيران، كما اشتعلت النار في الناس. وغرق لبنان نفسه في الظلام والرعب، وكان هذا بالضبط هو الهدف من الهجوم".

وأضاف "لقد كان ينظر مؤيدو الهيمنة السورية على لبنان، إلى الحريري باعتباره يمثل تهديدا خطيرا لمصالحهم وأمنهم، وأنه عميل للغرب.. وهذا هو السبب والدافع غير الشخصي وراء الجريمة".

وأشار إلى أن المشتبه بهم كرموا في طهران ودمشق اللتين تدعمان حزب الله.

ورفعت الجلسة إلى الأربعاء.

وقال الحريري في لايدشندام إنه لا يسعى إلى الانتقام بعد الإعلان عن الحكم المرجح أن يصدر مطلع العام المقبل.

وأضاف "الجميع يعلم كم كان المشكل كبيرا بين الرئيس الشهيد والنظام السوري. أنا سأتعامل مع هذا الموضوع من موقعي كمسؤول بمسؤولية كاملة لحماية البلد واللبنانيين، خصوصا أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يسعَ في كل مراحل حياته إلا وراء الاستقرار والهدوء في لبنان والنهوض به".