* باريس قتلت تحت التعذيب المناضل موريس أودان المنادي باستقلال الجزائر
* ماكرون يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان
* محلل فرنسي لـ"الوطن": اعتراف ماكرون يضعه بمواجهة جديدة مع اليمين المتطرف
باريس - لوركا خيزران، (وكالات)
أقرت فرنسا بأنها أنشأت خلال حرب الجزائر "1954-1962"، "نظاماً" استخدم فيه "التعذيب"، الأمر الذي يمثل خطوة فارقة في نزاع لا يزال يكتسي حساسية خاصة بعد 6 عقود من انتهاء تلك الحرب.
وفي خطوة جديدة اعتبرت أنها تثير حنق اليمين واليمين المتطرف أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا أقامت خلال حرب الجزائر "1954-1962"، نظام استخدم فيه التعذيب، ما أدى خصوصاً إلى مقتل المعارض الشيوعى موريس أودان الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر، ما رأى فيه المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا في تصريح لـ "الوطن"، "خطوة نحو اليسار تجعل الرئيس الممثل لتيار الوسط بمواجهة كبيرة مع اليمين في فرنسا".
وأكد الرئيس ماكرون في بيان أنه "على الرغم من أن مقتل موريس أودان كان فعلاً منفرداً قام به البعض، إلا أن ذلك وقع في إطار نظام قانوني وشرعي".
وأثار ماكرون، وهو أول رئيس مولود بعد الحرب، جدلاً خلال الحملة الانتخابية العام الماضي عندما أعلن أن استعمار فرنسا للجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية". لكنه تراجع عن تصريحاته مقترحا موقف "لا الإنكار ولا التوبة" بشأن تاريخ فرنسا الاستعماري، وأضاف: "لا يمكننا أن نبقى أسرى الماضي".
وعن زيارة الرئيس لها الخميس، قالت جوزيت أرملة أودان للصحافيين في شقتها في ضاحية بانيوليه شرق باريس، "لم يخطر ببالي أن هذا اليوم سيأتي".
ورحبت عائلة أودان بهذا الاعتراف الرسمي، مؤكدة "أنه يدخل في إطار محاربة سياسة التعذيب التي استخدمت كأداة للقمع ونشر الرعب في العالم"، وسط أنباء تحدثت في وقت سابق أن ماكرون سيسلم أرملة موريس أودان بيانا فى هذا الصدد يعلن فيه فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين، علماً بأن حرب الجزائر لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ فرنسا الحديث.
وفي وقت لاحق، سلم الرئيس إيمانويل ماكرون إعلاناً بهذا المعنى يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان الناشط الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فقد أثره بعد اعتقاله في 1957.
وقال ماكرون "من المهم أن تُعرف هذه القصة، وأن ينظر إليها بشجاعة وجلاء. هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم (...) في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء"، في حين بات الرئيس يعرف بصراحته في التطرق إلى المسائل التاريخية وكسر المحظورات.
ووعد ماكرون كذلك بـ "فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" خلال الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث ونظراً لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة القائمة بين فرنسا والجزائر.
ويتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل قوية في فرنسا حيث لا تزال مسألة التعذيب، وإن كانت معروفة، من المحظورات في الرواية الرسمية للأحداث التاريخية.
وكان النائب عن الحزب الحاكم في فرنسا "الجمهورية إلى الأمام" سدريك فلاني قال إن الرئيس إيمانويل ماكرون "سيعترف بمسؤولية الدولة الفرنسية" في مقتل المناضل الشيوعي موريس أودان، والذي ناضل لأجل استقلال الجزائر، من قبل عناصر من الجيش الفرنسي في عام 1957 بعد اختطافه وتعذيبه في الجزائر العاصمة.
وأضاف النائب، وهو أستاذ لمادة الرياضيات مثل أودان، أن ماكرون سيتوجه الخميس إلى منزل أرملة المناضل الشيوعي، جوزيت، ليعترف أمام العائلة أن في الحقيقة زوجها كان من ضمن كل الذين "قتلوا من قبل النظام" الاستعماري.
وحول الآثار المتوقعة لإقرار ماكرون استخدام نظام التعذيب خلال حرب الجزائر، قال المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا لـ"الوطن" إن "اليمين في فرنسا لديه حساسية مفرطة من أي اعتراف بارتكاب أفعال وحشية ضد الجزائريين أو من كان يدعم قضيتهم من قبل النظام الاستعماري في فرنسا آنذاك".
وذكر سيرجالا برد فعل اليمين الحانق على زيارة ماكرون إلى الجزائر واعترافه بارتكاب جرائم من قبل الجيش الفرنسي ضد الجزائريين خلال حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر"، موضحاً أن "اليمين غضب من تصرف ماكرون كثيراً رغم أنه لم يعتذر عن أي جرائم بل اكتفى بعدم إنكارها فقط".
يذكر أن موريس أودان، وهو محور إقرار الرئيس الفرنسي بوجود نظام تعذيب خلال حقبة احتلال الجزائر، كان ينتمي إلى الحزب الشيوعي وهو مدرس وأستاذ مساعد في مادة الرياضيات في جامعة الجزائر أوقف في 11 يونيو 1957 في منزله بحي ساحة أول مايو في قلب الجزائر العاصمة وتم اقتياده بالقوة من قبل مظليين من الجيش الفرنسي إلى مبنى مهجور في حي الأبيار بأعالي المدينة، ولم يعد من بعد ذلك.
وكان موريس أودان متهما بإيواء مناضلين شيوعيين مؤيدين للاستقلال. وتعرض أودان وهو أب لثلاثة أطفال للتعذيب بصورة متكررة في فيلا في حي البيار بالجزائر العاصمة. وبعد 10 أيام على خطفه، تلقت زوجته مكالمة هاتفية من الجيش الفرنسي مفادها أن زوجها فر من قبضة الجيش أثناء تحويله إلى مكان آخر.
وظلت هذه هي الرواية الرسمية للأحداث حتى عام 2014 عندما اعترف فرانسوا هولاند سلف ماكرون بأن أودان مات قيد الاعتقال.
وفند هولاند القصة وأكد في 2014 أن "موريس أودان لم يهرب من قابضيه بل توفي أثناء عملية الاحتجاز".
وفي 2014، ورد في كتاب ألفه الصحافي جان شارل دونيو أن أستاذ الرياضيات قتل على يد ضابط في الجيش الفرنسي بأمر من الجنرال جاك ماسو. ووافق على هذا الأمر جنرال آخر هو بول أوساريس الذي توفي عام 2013 بعد أن اعترف بأنه عذب وقتل عشرات السجناء.
ولم تكتف عائلة موريس أودان عن المطالبة بالحقيقة. وكان النائبان سدريك فلاني وزميله من الحزب الشيوعي الفرنسي سيبستيان جوميل قد طالبا في فبراير الماضي الرئيس ماكرون بـ"الاعتراف رسمياً بمقتل موريس أودان من قبل الجيش الفرنسي".
وأفاد الإليزيه قبل الزيارة أن الإعلان يقر بأن أودان "توفي تحت التعذيب الذي نشأ عن نظام وجد عندما كانت الجزائر جزءاً من فرنسا".
وخلال سنوات الحرب التي أودت بحياة 1.5 مليون جزائري، لجأت القوات الفرنسية إلى العنف لقمع مناضلي التحرر الجزائريين في البلد الذي استعمرته فرنسا طيلة 130 سنة.
وجُند مئات الآلاف من الشبان الفرنسيين لخوض الحرب التي خلفت ندوباً عميقة في نفوس الفرنسيين مع تراجع فرنسا عن كونها قوة استعمارية بعد الحرب العالمية الثانية.
ولم يسبق أن اعترفت الدولة الفرنسية بأن قواتها استخدمت التعذيب بصورة منتظمة خلال الحرب.
كما أن المناضلين من أجل الاستقلال أساؤوا بدورهم معاملة أسراهم في أثناء نزاع معقد خيضت خلاله حرب عصابات ونفذت هجمات وتفجيرات دامية.
وخلال الحرب، فرضت الحكومة الفرنسية رقابة على الصحف والكتب والأفلام التي تحدثت عن استخدام التعذيب، وبعد الحرب، ظلت التجاوزات التي ارتكبتها قواتها من المواضيع التي يحظر الحديث عنها في المجتمع الفرنسي.
وقالت المؤرخة سيلفي تينو إن اعتراف الدولة الفرنسية بأن وفاة أودين نجمت عن "نظام" يشير إلى اعتراف بارتكاب أخطاء على نطاق أوسع.
وفي مقال نشره موقع "ذي كونفرسايشن" الخميس، تساءلت المؤرخة الفرنسية، "عبر الإقرار بمسؤولية الدولة في اختفاء موريس أودان، أفلا يتم الإقرار بالتالي بمسؤوليات الدولة في كل حالات الاختفاء التي حصلت في عام 1957 في الجزائر العاصمة؟" ولسيلفي تينو كتاب بعنوان "تاريخ حرب الاستقلال الجزائرية".
{{ article.visit_count }}
* ماكرون يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان
* محلل فرنسي لـ"الوطن": اعتراف ماكرون يضعه بمواجهة جديدة مع اليمين المتطرف
باريس - لوركا خيزران، (وكالات)
أقرت فرنسا بأنها أنشأت خلال حرب الجزائر "1954-1962"، "نظاماً" استخدم فيه "التعذيب"، الأمر الذي يمثل خطوة فارقة في نزاع لا يزال يكتسي حساسية خاصة بعد 6 عقود من انتهاء تلك الحرب.
وفي خطوة جديدة اعتبرت أنها تثير حنق اليمين واليمين المتطرف أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا أقامت خلال حرب الجزائر "1954-1962"، نظام استخدم فيه التعذيب، ما أدى خصوصاً إلى مقتل المعارض الشيوعى موريس أودان الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر، ما رأى فيه المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا في تصريح لـ "الوطن"، "خطوة نحو اليسار تجعل الرئيس الممثل لتيار الوسط بمواجهة كبيرة مع اليمين في فرنسا".
وأكد الرئيس ماكرون في بيان أنه "على الرغم من أن مقتل موريس أودان كان فعلاً منفرداً قام به البعض، إلا أن ذلك وقع في إطار نظام قانوني وشرعي".
وأثار ماكرون، وهو أول رئيس مولود بعد الحرب، جدلاً خلال الحملة الانتخابية العام الماضي عندما أعلن أن استعمار فرنسا للجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية". لكنه تراجع عن تصريحاته مقترحا موقف "لا الإنكار ولا التوبة" بشأن تاريخ فرنسا الاستعماري، وأضاف: "لا يمكننا أن نبقى أسرى الماضي".
وعن زيارة الرئيس لها الخميس، قالت جوزيت أرملة أودان للصحافيين في شقتها في ضاحية بانيوليه شرق باريس، "لم يخطر ببالي أن هذا اليوم سيأتي".
ورحبت عائلة أودان بهذا الاعتراف الرسمي، مؤكدة "أنه يدخل في إطار محاربة سياسة التعذيب التي استخدمت كأداة للقمع ونشر الرعب في العالم"، وسط أنباء تحدثت في وقت سابق أن ماكرون سيسلم أرملة موريس أودان بيانا فى هذا الصدد يعلن فيه فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين، علماً بأن حرب الجزائر لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ فرنسا الحديث.
وفي وقت لاحق، سلم الرئيس إيمانويل ماكرون إعلاناً بهذا المعنى يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان الناشط الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فقد أثره بعد اعتقاله في 1957.
وقال ماكرون "من المهم أن تُعرف هذه القصة، وأن ينظر إليها بشجاعة وجلاء. هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم (...) في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء"، في حين بات الرئيس يعرف بصراحته في التطرق إلى المسائل التاريخية وكسر المحظورات.
ووعد ماكرون كذلك بـ "فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" خلال الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث ونظراً لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة القائمة بين فرنسا والجزائر.
ويتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل قوية في فرنسا حيث لا تزال مسألة التعذيب، وإن كانت معروفة، من المحظورات في الرواية الرسمية للأحداث التاريخية.
وكان النائب عن الحزب الحاكم في فرنسا "الجمهورية إلى الأمام" سدريك فلاني قال إن الرئيس إيمانويل ماكرون "سيعترف بمسؤولية الدولة الفرنسية" في مقتل المناضل الشيوعي موريس أودان، والذي ناضل لأجل استقلال الجزائر، من قبل عناصر من الجيش الفرنسي في عام 1957 بعد اختطافه وتعذيبه في الجزائر العاصمة.
وأضاف النائب، وهو أستاذ لمادة الرياضيات مثل أودان، أن ماكرون سيتوجه الخميس إلى منزل أرملة المناضل الشيوعي، جوزيت، ليعترف أمام العائلة أن في الحقيقة زوجها كان من ضمن كل الذين "قتلوا من قبل النظام" الاستعماري.
وحول الآثار المتوقعة لإقرار ماكرون استخدام نظام التعذيب خلال حرب الجزائر، قال المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا لـ"الوطن" إن "اليمين في فرنسا لديه حساسية مفرطة من أي اعتراف بارتكاب أفعال وحشية ضد الجزائريين أو من كان يدعم قضيتهم من قبل النظام الاستعماري في فرنسا آنذاك".
وذكر سيرجالا برد فعل اليمين الحانق على زيارة ماكرون إلى الجزائر واعترافه بارتكاب جرائم من قبل الجيش الفرنسي ضد الجزائريين خلال حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر"، موضحاً أن "اليمين غضب من تصرف ماكرون كثيراً رغم أنه لم يعتذر عن أي جرائم بل اكتفى بعدم إنكارها فقط".
يذكر أن موريس أودان، وهو محور إقرار الرئيس الفرنسي بوجود نظام تعذيب خلال حقبة احتلال الجزائر، كان ينتمي إلى الحزب الشيوعي وهو مدرس وأستاذ مساعد في مادة الرياضيات في جامعة الجزائر أوقف في 11 يونيو 1957 في منزله بحي ساحة أول مايو في قلب الجزائر العاصمة وتم اقتياده بالقوة من قبل مظليين من الجيش الفرنسي إلى مبنى مهجور في حي الأبيار بأعالي المدينة، ولم يعد من بعد ذلك.
وكان موريس أودان متهما بإيواء مناضلين شيوعيين مؤيدين للاستقلال. وتعرض أودان وهو أب لثلاثة أطفال للتعذيب بصورة متكررة في فيلا في حي البيار بالجزائر العاصمة. وبعد 10 أيام على خطفه، تلقت زوجته مكالمة هاتفية من الجيش الفرنسي مفادها أن زوجها فر من قبضة الجيش أثناء تحويله إلى مكان آخر.
وظلت هذه هي الرواية الرسمية للأحداث حتى عام 2014 عندما اعترف فرانسوا هولاند سلف ماكرون بأن أودان مات قيد الاعتقال.
وفند هولاند القصة وأكد في 2014 أن "موريس أودان لم يهرب من قابضيه بل توفي أثناء عملية الاحتجاز".
وفي 2014، ورد في كتاب ألفه الصحافي جان شارل دونيو أن أستاذ الرياضيات قتل على يد ضابط في الجيش الفرنسي بأمر من الجنرال جاك ماسو. ووافق على هذا الأمر جنرال آخر هو بول أوساريس الذي توفي عام 2013 بعد أن اعترف بأنه عذب وقتل عشرات السجناء.
ولم تكتف عائلة موريس أودان عن المطالبة بالحقيقة. وكان النائبان سدريك فلاني وزميله من الحزب الشيوعي الفرنسي سيبستيان جوميل قد طالبا في فبراير الماضي الرئيس ماكرون بـ"الاعتراف رسمياً بمقتل موريس أودان من قبل الجيش الفرنسي".
وأفاد الإليزيه قبل الزيارة أن الإعلان يقر بأن أودان "توفي تحت التعذيب الذي نشأ عن نظام وجد عندما كانت الجزائر جزءاً من فرنسا".
وخلال سنوات الحرب التي أودت بحياة 1.5 مليون جزائري، لجأت القوات الفرنسية إلى العنف لقمع مناضلي التحرر الجزائريين في البلد الذي استعمرته فرنسا طيلة 130 سنة.
وجُند مئات الآلاف من الشبان الفرنسيين لخوض الحرب التي خلفت ندوباً عميقة في نفوس الفرنسيين مع تراجع فرنسا عن كونها قوة استعمارية بعد الحرب العالمية الثانية.
ولم يسبق أن اعترفت الدولة الفرنسية بأن قواتها استخدمت التعذيب بصورة منتظمة خلال الحرب.
كما أن المناضلين من أجل الاستقلال أساؤوا بدورهم معاملة أسراهم في أثناء نزاع معقد خيضت خلاله حرب عصابات ونفذت هجمات وتفجيرات دامية.
وخلال الحرب، فرضت الحكومة الفرنسية رقابة على الصحف والكتب والأفلام التي تحدثت عن استخدام التعذيب، وبعد الحرب، ظلت التجاوزات التي ارتكبتها قواتها من المواضيع التي يحظر الحديث عنها في المجتمع الفرنسي.
وقالت المؤرخة سيلفي تينو إن اعتراف الدولة الفرنسية بأن وفاة أودين نجمت عن "نظام" يشير إلى اعتراف بارتكاب أخطاء على نطاق أوسع.
وفي مقال نشره موقع "ذي كونفرسايشن" الخميس، تساءلت المؤرخة الفرنسية، "عبر الإقرار بمسؤولية الدولة في اختفاء موريس أودان، أفلا يتم الإقرار بالتالي بمسؤوليات الدولة في كل حالات الاختفاء التي حصلت في عام 1957 في الجزائر العاصمة؟" ولسيلفي تينو كتاب بعنوان "تاريخ حرب الاستقلال الجزائرية".