أعلن حوالي 80 قيادياً من حزب الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي "حراك تونس الإرادة"، الأربعاء، استقالاتهم الجماعية من الحزب، بسبب الطموحات الرئاسية لرئيسه المعروف بقربه من الإسلاميين، التي أثرت على استقلالية الحزب.
وشملت الاستقالات 23 عضواً من الهيئة السياسية وأعضاء من المجالس الجهوية والمحلية للحزب، على رأسهم عدنان منصر وطارق الكحلاوي اللذان يعدان من أهم قادة وركائز الحزب.
وأرجع المستقيلون أسباب انسحابهم من الحزب إلى اهتمام رئيسه المنصف المرزوقي، بالإعداد للانتخابات الرئاسية 2019، وتخليه عن استقلالية الحزب لصالح العمل تحت جناح أحد أطراف الحكم، في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية.
وقال المستقيلون في بيانهم "على الرغم من مشروعية الطموحات الرئاسية لرئيس الحزب، فإن التركيز على ذلك وإهمال الحزب، والوقوف أمام أي إصلاحات عميقة داخله ترسخ الالتزام بلوائحه وخطه السياسي كحزب ديمقراطي اجتماعي معارض، وعدم الاستعداد للنقد الذاتي، أفقد الحزب شخصيته السياسية، وجعل اهتمام قيادته بالتشريعيات مجرد سفسطة لا يؤكدها أي عمل ميداني".
وتأسس حزب "حراك تونس" أواخر عام 2015، وهو امتداد لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي خسر شعبيته في انتخابات 2014، بعد أن فاز بالمركز الثاني في انتخابات 2011، وخاض تجربة التحالف الحكومي مع حركة النهضة الإسلامية التي فازت بتلك الانتخابات، لفترة امتدت بين عامي 2011 و2013.
وعُرف المرزوقي بقربه من النهضة وزعيمها راشد الغنوشي، وعبر في عدة تصريحات عن استعداده للتحالف معها مرة أخرى، كما عرف بعلاقته المتينة مع دولة قطر، وتعرض لانتقادات عديدة في تونس بعد دفاعه المستميت عنها وتحذيره من "التطاول عليها".
وفي السياق، أكد المستقيلون في بيانهم أن "التموقع السياسي الداخلي وتقديم الحزب هدية لأحد أطراف الحكم، أدى لاصطفافات إقليمية قائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها بشكل آلي وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية والدفاع عن الديمقراطية وقيم الحرية".
ومن شأن هذه الاستقالة الجماعية أن تطيح بطموح الناشط الحقوقي والرئيس السابق المنصف المرزوقي، الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة بعد عام في تونس، وتنهي مستقبله السياسي.