تعاني مدينة طبرق الواقعة شرقي ليبيا من وطأة تلوث المياه، إذ تقع محطة التنقية الرئيسية في المدينة على بعد عشرات الأمتار من شركتي بترول، وقرب مصب كبير لمياه الصرف الصحي.
وتعتمد المدينة الساحلية الهادئة بنسبة كبيرة على تحلية مياه البحر، فيما يلجأ السكان أحياناً إلى مياه الآبار وجمع وتخزين مياه الأمطار.
وتوجد محطة تحلية المياه الرئيسية في طبرق بين شركتي "الخليج" و"البريقة" النفطيتين على البحر المتوسط، مما يجعلها مضطرة لتنقية مياه ملوثة بمخلفات البترول، يفترض أن يستهلكها سكان المدينة.
وبنيت المحطة الحالية عام 2000، عندما كان سكان طبرق نحو 200 ألف شخص، ومع تضاعف هذا العدد حالياً لم يتم إنشاء محطات إضافية، في وقت تراجعت القدرة الإنتاجية للمحطة بسبب الإهمال في تنفيذ أعمال الصيانة.
وتبلغ قدرة المحطة 40 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، إلا أن إنتاجها لا يزيد عن 30 ألفاً.
وبحسب رأي الباحث الليبي في مجال التلوث البيئي والنفطي إبراهيم خليل، فإن جهود بلدية طبرق لتطوير وصيانة محطة المياه ليست كافية، وحلت جزءا صغيرا من المشكلة.
وقال خليل :"الحكومة المؤقتة في الشرق لا تستطيع فعل أي شيء بخلاف صيانة مبخر أو اثنين من أصل 4 مباخر في المحطة".
واستبعد الباحث إمكانية نقل المحطة إلى مكان آخر بعيداً عن شركتي النفط، مشدداً على ضرورة بناء محطة جديدة لحل المشكلة من جذورها.
وأضاف: "هناك خطة مستقبلية لبناء محطة أخرى في منطقة تبعد 25 كيلومتراً عن طبرق، لكنها لا تزال مجرد فكرة على الورق فقط".
وأشار خليل إلى محاولات بلدية طبرق لإبعاد مصبات الصرف الصحي عن المنطقة التي تقع بها المحطة في البحر، لكنه أوضح أن ما تم إبعاده "قليل جداً".
وذكر أن البنية التحتية للمدينة التي أنشئت قبل عشرات السنين، بما فيها شبكة الصرف الصحي التي تصب في البحر، يصعب تعديلها، ونوه إلى إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف تبعد عدة كيلومترات عن طبرق.
ورصد الباحث العشرات من حالات الإصابة بالنزلات المعوية في مستشفيات طبرق، بسبب شرب الماء الملوث، معظمها من الأطفال والنساء الحوامل.